في الذكرى الـ 12 لرحيله.. "عرفات" ورؤساء مصر من صداقة ناصر وقطيعة السادات حتى استنجاده بـ"مبارك"

تقارير وحوارات

ياسر عرفات - الرئيس
ياسر عرفات - الرئيس الفلسطيني الراحل



تحل اليوم الذكرى الثانية عشر لرحيل الفلسطيني الثائر، الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي ربطته بمصر علاقات وطيدة بدأت منذ ميلاده في حي السكاكيني في القاهرة، وصولًا إلى تعليمه بجامعة القاهرة، وتشييع جثمانه منها، نشأته المصرية وعلاقته القوية بمصر وأهلها انعكست على علاقاته بالرؤساء المصريين عقب توليه رئاسة فلسطين.


وتستعرض "الفجر" علاقة الزعيم الفلسطيني الراحل، بالنظام المصري على مدى أكثر من 40 عامًا، بدءًا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مرورًا بالسادات، ووصولًا إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك.


عرفات وناصر صداقة وتعاون
 ارتبط الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعلاقات متينة مع، الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان بمثابة زعيمًا للأمة العربية وقتها، واتسمت علاقتهما بالألفة والتعاون، فكان "عبد الناصر" أول من تبنى "فتح" التي أسسها عرفات عام 1959، وقدم لها كل دعم ممكن، وعندما نشبت الحرب بين التنظيمات الفلسطينية، والجيش الأردني قام عبد الناصر بعقد الوساطات، لحل النزاع بين الطرفين، وفي هذه الأثناء، ضيق الملك الحسين الخناق العسكري على عرفات، ومنعه من الخروج من الأردن، لكن عرفات استطاع الخروج بمساعدة مصرية وسودانية، رغم القصف الذي كاد أن يقتل فيه، وظهر فجأة في القاهرة لحضور مؤتمر القمة، الذي عقد عام1970 وسط دهشة واستغراب من الملك حسين، الذي كان حاضرا في تلك القمة، وعندما توفى "عبد الناصر" حزن عليه عرفات بشدة، وكاد يصاب بالاكتئاب.


عرفات والسادات قطيعة وتوقف علاقات
بدأت علاقات عرفات بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، قوية ومتينة، بعد أن رآه خليفة لزعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر، وازدادت العلاقة بينهما قوة بعد نصر أكتوبر المجيد عام 1973، الذي اعتبره عرفات دعما للقضية الفلسطينية، وصدمة للإسرائيليين، وفي 1974 اعترفت القمة العربية السادسة في الرباط بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يترأسها ياسر عرفات "ممثلا شرعيا وحيدًا للشعب الفلسطيني"، ولكن سرعان ما تغيرت توجهات "السادات"، وسعى لتحقيق تسوية سلمية.


بدأت علاقة عرفات بالسادات تتوتر، عقب إعلان الأخير عن استعداده للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي، للتفاوض مع الإسرائيليين، حيث كان عرفات من ضمن المعارضين لاتفاقيات كامب ديفد التي تمخضت فيما بعد، وخرجت مصر من ساحة المواجهة العسكرية العربية ودخلت المنطقة في اصطفاف إقليمي مؤيد أو مناهض للاتفاقيات، وتشكلت جبهة الصمود والتصدي المناهضة لكامب ديفيد التي كان من أبرز مؤيديها ياسرعرفات.



قاطع عرفات السادات، عقب توقيع  اتفاقية كامب ديفيد، وشملت القطيعة كل النظام المصري، واستمرت  حتى عام 1982، حينما طلب تدخل "مبارك" من أجل إنهاء حصار "فتح" في بيروت الغربية.


عرفات يستنجد بمبارك
"خلاص كلمتم أصحابكم.. أكلم أنا أصحابي"، كانت هذه العبارة التي رد بها  ياسر عرفات على قادة حركة التحرير الفلسطينية، عندما فشلوا في الحصول على أي دعم عربي، وبالتحديد من ليبيا أو سوريا، أثناء حصار الحركة في بيروت الغربية عام 1982، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بداية عودة العلاقات المصرية الفلسطينية، حيث أجرى "أبو عمار" اتصالًا بـ"مبارك"، بعد قطيعة استمرت لسنوات، منذ بدء محادثات السلام مع إسرائيل، وتم الاتفاق على خروج الحركة من لبنان، وعند مرور سفينة عرفات من قناة السويس، نزل إلى الأراضي المصرية واستقبله الرئيس المصري حسني مبارك ليكون قد فتح فصلا جديدا من العلاقات مع مصر.


جنازة عسكرية مصرية مهيبة لعرفات
وعقب وفاة عرفات في باريس، شُيعت جثمانه من مسجد الجلاء بالقاهرة، وأقام له الرئيس مُبارك جنازة عسكرية مهيبة، حضرها بنفسه مع معظم القادة العرب، وتم وضع الجثمان على عربة عسكرية تجرها ستة خيول وسارت الجنازة إلي ميدان العروبة في اتجاه مطار الماظة واصطف حولها رجال حرس الشرف الذين يمثلون الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وهم يحملون السيوف وباقات الزهور والأوسمة والنياشين التي حصل عليها الفقيد‏,‏ ثم نقل جثمان الفقيد إلي طائرة عسكرية مصرية رفرفت عليه الأعلام الفلسطينية، لنقله إلي العريش‏, ومنها إلى رام الله.‏