17 عاما على لغز سقوط طائرة "البطوطي".. سيناريوهات كثيرة وأسئلة حول علاقة "مبارك" بالحادث

تقارير وحوارات

طائرة مصر للطيران
طائرة مصر للطيران



في 31 أكتوبر من عام 1999، شهدت مصر ذكرى لم يستدل على المخطط الرئيسي وراءها حتى الآن، إنها ليلة تحطم طائرة بوينج بي767-300 التابعة لشركة مصر للطيران التي كان على متنها 217 شخص، قيل أن من بينهم 3 علماء ذرة و33 من قادة الجيش المصري، كما كان يتكون طاقمها من أحمد الحبشي و جميل البطوطي وعادل أنور ورؤف محي الدين.
 

بداية رحلة الطائرة
انطلقت الطائرة من نيويورك قاصدةً القاهرة، وبعد ساعة حلقت  فوق المحيط الأطلنطي على ارتفاع 33 ألف قدم، واقتربت من ساحل "ماساتشوستس" الأمريكي ثم اختفت بعد ذلك وأعلن نبأ تحطيمهم، ومن ثم بدأت مصر والولايات المتحدة الأمريكية في البحث وراء تحطم الطائرة.
 
"توكلت على الله"
تقرير السلامة الأمريكية، زعم أن جميل البطوطي، أسقط الطائرة عن عمد لقوله "توكلت على الله" وهي الجملة التي سجلها الصندوق الأسود، معتبرًا أن سبب الحادث نتيجة لمدخلات التحكم في الطيران لمساعد الطيار جميل البطوطي الذي تعمد إسقاط الطائرة.
 
وهو ما دفع أصدقاء "البطوطي"، الذي اتهم بالانتحار وإسقاط الطائرة عمدًا،  للدفاع عنه قائلين إنه كان مثالاً للتدين والأخلاق الحسنة بين زملائه، وهو والد لخمسة أطفال.
 
كما تدخل أحد الطيارين الألمان الذي كان على خط ملاحي قريب من الطائرة المصرية وقت وقوع الكارثة، قائلًا بإنه شاهد جسمًا غريبًا يمر بالقرب منه قبل وقوع الكارثة بثوان، ويتجه إلى الطائرة المصرية، مما أدى إلى سقوطها في مياه المحيط وانفجارها لتتحول إلى أجزاء متناثرة.
 

التخطيط المسبق للتفجير
بينما أكدت بعض التقارير العلمية المصرية أن تأخر الطائرة عن الاقلاع لمدة ساعتين أعطى تصورًا للتخطيط المسبق لتفجير الطائرة، لأن تأخرها عن الاقلاع يترتب عليه احتمالات في غاية الاهمية والخطورة، وهي عدم إدراجها على خريطة الرحلات قبل الاقلاع وبالتالي عدم الاخطار عن خط سيرها، أو الاخطار في وقت متأخر لايسمح بادراجها علي خريطة الرحلات وبالتالي سمحت لها سلطات المطار بالاقلاع قبل وصول الموافقة علي اعادة ادراجها علي الخريطة.
 
 وفي هاتين الحالتين كانت النتيجة واحدة وهي عدم إدراج الرحلة على خريطة الرحلات وبالتالي عدم إدراجها على كمبيوتر وسائل الدفاع الجوي، وبالتالي تعاملت معها وسائل الدفاع الجوي كطائرة معادية واطلقت عليها الصواريخ لإسقاطها، كما أن الطائرة تعرضت لإعاقة إلكترونية أدت إلى انحرافها عن خط السير العادي ولم يتم تصحيح المسار بواسطة محطة التوجيه والمتابعة الأرضية بمطار الاقلاع، ويرجع السبب في ذلك إما إلى تعمد عدم التصحيح من المحطة الأرضية، أو التشويش على وسائل الاتصالات بين الطيار ومحطة التوجيه الأرضية وهذا ما ايدته البيانات التي إذاعتها الهيئة بقطع الاتصال بين الطائرة ومحطة التوجيه الأرضية قبل تحطمها بثلاث دقائق وهي الفترة اللازمة والكافية لدخول الطائرة منطقة التدمير ودورة اشتباك صواريخ الدفاع الجوي التي اطلقت عليها وفجرتها.
 
وحسب تقارير أخرى، فالأدلة التي أشارت إلى أن الطائرة قد تم تفجيرها بصاروخ كثيرة، أولها هو وجود نية مبيته لتأخير إذاعة بيانات الكارثة حيث صدر البيان الأول بفقد الطائرة وبعدها بساعة صدر البيان الثاني بتحطم الطائرة وسقوطها في مياه المحيط الأطلنطي، وذلك بهدف اتاحة الفرصة لاختفاء حطام الصواريخ وهو الدليل المادي على السبب الحقيقي للكارثة.

 والدليل الثاني علي صدق هذه الرواية هو عدم العثور على أية أشلاء لأي جثة من جثث ركاب الطائرة ولكن ماتم العثور عليه هو 'انسجة بشرية'، وهذا يدل على تعرض الطائرة لضغط هوائي شديد بعد انفجار ذيلها بالصاروخ الثاني، وذلك لأن الانفجار العادي للطائرة لايمكن أن يحول الجثث إلى 'أنسجة بشرية'، وأيضا إذا كان الانفجار بصورة ناسفة، لما قام الطياران المصريان بالمناورة الشديدة التي قاما بها.

 أما الدليل الثالث هو تعمد عدم إذاعة محتويات الصندوق الأسود كاملة وذلك محاولة لتفادي اية إشارة تفيد وجود صواريخ موجهة الي الطائرة من خلال الأحاديث المتبادلة بين افراد طاقم القيادة، أو بين الطاقم والمحطة الأرضية، وأيضا لاخفاء السبب الحقيقي وراء قطع الاتصال بين الطائرة والمحطة الأرضية قبل تحطمها بثلاث دقائق ومن الجائز تسجيل صوت إنفجار الصاروخ ضمن تسجيلات الصندوق الأسود.
 
دليل آخر على وجود شبهة جنائية حول الحادث هو تحطم كابينة القيادة تمامًا وهو أمر غير مألوف حيث يتم صناعة كبائن قيادة الطائرات من دعامات قوية لحماية طاقم قيادة الطائرة، ولو فرضنا انها حادث طبيعي فمن المنطقي ألا تتحطم الكابينه الا إذا كان هناك مادة مفجرة أو صاروخ حطمت الكابينة تمامًا.

 
هل لـ"مبارك" علاقة بالحادث؟
بعد الحادث بعدة أعوام وتحديدًا في يونيو 2011، وجه مجموعة من المهتمين وأهالي الضحايا اتهامات للموساد والولايات المتحدة والرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" بالتورط والتواطؤ في حادث سقوط الطائرة المصرية قبالة السواحل الأمريكية في 1999.
 
وتقدم عصام المغربي، رجل الأعمال ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الرئيس الأسبق وعدد من المسئولين السابقين؛ بالمسئولية عن مقتل 36 شخصا من العلماء المصريين والعسكريين في حادث الطائرة بوينج قبالة السواحل الامريكية عام 1999 .


وأضاف "المغربي"، في بلاغه، أن رجل أعمال مصري شهير اختاره ومعه 35 شخصا للسفر إلى الولايات المتحدة ضمن برنامج تابع للمعونة الأمريكية من الفترة من 14 حتي 31 اكتوبر عام 1999 وقال إن أمريكية يهودية حاولت تجنيده وعرضت عليه إغراءات مادية كبيرة مقابل التعاون مع المخابرات الأمريكية مضيفا بأنه تم تقديم سفر الوفد إلى 29 بدلاً من 31 بشكل مفاجئ.
 
وأشار إلى أنه بعد حادث سقوط الطائرة اكتشف وفاة 36 من العسكريين والعلماء وهو نفس عدد الوفد الذي كان مقررًا أن يعود على نفس الطائرة وقامت الجهات الأمريكية واليهودية بتقديم موعد سفرهم فقام بإبلاغ إحدى مسئولي المخابرات ثم تلقى اتصالا من مسئول برئاسة الجمهورية يطلب منه الصمت وعدم الحديث في هذا الموضوع.