القوات المسلحة تحي قطاع الحديد والصلب من جديد

الاقتصاد

الحديد - أرشيفية
الحديد - أرشيفية


كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق، القوات المسلحة من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإقامة مصنع للحديد والصلب وذلك لتلبية القطاع العام والخاص وسد احتياجات السوق المحلي من مواد الحديد والصلب، وكسر عملية الإحتكار التي انتهجتها بعض الشركات في وقت سابق، وضخ منتجات المشروع لتلبية قطاع الإنشاءات الضخمة والقومية، فضلاً عن توفير العملة الصعبة التي يتم استيراد الحديد والصلب بها من الخارج، وخضوع الأسعار لمعايير التكلفة والعائد خاصة في السلع الاستراتيجية والهامة ومنها صناعة الحديد والصلب.

وكانت قد بدأت القوات المسلحة في دراسة المشروع القومي لمصنع الحديد والصلب، وتم عقد اجتماعات علي مستوي الخبراء والمستثمرين لدراسة المشروع والبدء الفعلي للتنفيذ وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية، علي أن يكون المشروع في إحدي المدن الجديدة التي افتتحت في الفترة الأخيرة، بحيث تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتنفيذ والإشراف علي المشروع.

وحظيت اجتماعات خبراء القوات المسلحة بعمل تقييم لعدد من المصانع القديمة التي كانت تنتج الحديد والصلب في الفترة السابقة ولازالت متوقفة وتم تجميد إنتاجها، ومنها منع الحديد والصلب بحلوان ، وقدم الخبراء مقترحات لإعادة وهيكلة المصنع من جديد وإعادة تشغيله وتحسين انتاجه ليواكب المواصفات القياسية العالمية من الحديد والصلب، مع توافر العمال المدربين والمؤهلين لإدارة وتشغيل المصنع من جديد، وتأهيل وتدريب المزيد من العمال أحدث تكنولوجيا وصل لها العلم في هذا المجال من أجل انتاج خامات ومنتجات عالية الجودة تنافس نظيرتها العالمية.

وأشار الخبراء، خلال الاجتماعات التي أجريت، إلي عدد من الدراسات والابحاث التي أكدت على توافر خامات الحديد الموجودة في مصر ويمكن شراء فقط مادة "البليت" من الخارج والتي تدخل في صناعة الحديد والصلب، كما نوهت الدراسات التي أعدها الخبراء والمتخصصين إلي إمكانية الإستعانة بمنظومة الانتاج بالمصنع وهي منظومة روسية، بحيث يتم تطويرها بما يحقق التشغيل السريع وعدم إضاعة الوقت وإعادة تشغيل المصنع في أقرب وقت منتج، علي أن يبدأ الانتاج بمجرد إعادة الهيكلة والتشغيل واستقدام العمال والمهندسين المدربين .

علي الوجه الأخر قام الخبراء والمتخصصين بدراسة إقامة مصانع جديدة إلي جانب مصنع حلوان للحديد والصلب، للوصول بأسرع وقت ممكن لمعدلات انتاج تكفي السوق المحلي والعمل علي محورين أساسين هما إعادة تشغيل المصانع القديمة وإقامة أخري جديدة بالتوازي، وقام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، بالتعاون مع وزارة الاستثمار، وبنك الاستثمار القومي من إعداد تصور مبدئي لتشييد مصنع جديد لإنتاج الصلب في منطقة "التبين" لتغذية السوق المحلية والاستفادة من أرض المصنع، المملوكة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام.

وجاء التصور المبدئي للخبراء والمتخصصين وكبار المهندسين العاملين في مجال صناعة الحديد والصلب إلي إقامة فرنين داخل المصنع الجديد المقرر إنشائه في منطقة التبين حتي تستطيع تلك الأفران من إنتاج 2 مليون طن حديد صلب خلال العام الواحد، إلي جانب إعداد كافة الدراسات والملاحظات ودراسات الجدوى من إحتياجات المصنع الجديد من الطاقة والكهرباء والفحم اللازم للتشغيل، أو التشغيل والتدوير بواسطة الغاز الطبيعي ، وفى الوقت نفسه تقدمت شركة بريطانية متخصصة في مجال إنتاج الحديد والصلب لتطوير وهيكلة المصنع.

أما من ناحية التمويل للمشروع الجديد لمصنع الحديد والصلب، فقد قُدمت عروضا من  بنك الاستثمار القومي لتقديم  قرضاً دون فوائد أو التزامات ائتمانية بقيمة 1.5 مليار جنيه، لتمويل شراء الفحم والتطوير، على أن يُسدد القرض خلال 10 سنوات، بعد فترة سماح تصل إلى 3 سنوات. 

وشدد الخبراء، على أن جزئية تمويل شراء الفحم اللازم لتشغيل مصانع الحديد والصلب، هو الأهم مع توافر رأس المال من المستثمرين والبنوك، الراغبين في الدخول في المشروع، وإحياء ذلك القطاع مرة أخري، وبذلك تدخل مصر مجال إنتاج الحديد والصلب مرة أخري وبقوة، وتلبي احتياجات السوق المحلي وقطاع الانشاءات الضخمة، وتنفذ العديد من المشروعات القومية التي وضعت علي أجندة استراتيجية الدولة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية.