عبد الحفيظ سعد يكتب: تصفية عدو محمود عزت ورجل تركيا العنيف فى مصر

مقالات الرأي



مقتل أبوفرج المصرى فى سوريا يفسد خطة تركيا تسويق تنظيم القاعدة لأمريكا

بموت مرشد الإخوان الأسبق مصطفى مشهور، رجل التنظيم القوى، فى عام 2002، لم يجرؤ أحد داخل تنظيم الإخوان، على التصدى أو حتى مخالفة محمود عزت رجل التنظيم القوى، والذى يعد قائد التنظيم الفعلى للتنظيم من تسعينيات القرن الماضى وحتى الآن.

وظل «عزت» الوحيد من قيادات الإخوان الفاعلة خارج السجن، بعد ثورة 30 يونيو، وسط معلومات من داخل التنظيم أنه مازال داخل مصر، عكس ما أشيع عن هروبه، لكن برز اسم آخر منافس لعزت، وهو محمد كمال عضو مكتب الإرشاد والذى قامت قوات الأمن بتصفيته مساء الاثنين الماضى فى منطقة البساتين، ومعه حارسه الخاص، بعد أن ظل مطارداً لاتهامه فى عدة قضايا التى قامت بها ما يعرف باسم «اللجان النوعية» المنسوب إليها غالبية أحداث العمليات الإرهابية، منها اغتيال النائب العام والعقيد وائل طاحون ومحاولة اغتيال المفتى السابق على جمعة .

تصفية محمد كمال، تفتح الحديث، عن سر قوته داخل التنظيم لدرجة أنه، كان يناطح فى الفترة الأخيرة محمود عزت، بعد أن تم تعيينه المسئول عن المكتب الإدارى للإخوان، وهو الكيان الموازى لمكتب الإرشاد، وهو ما أدى إلى تفجر الخلاف الشهير فى الإخوان بين جبهتى «عزت» و«كمال».

ولكن لا يعنى ذلك انتهاء الخلاف داخل الإخوان، وذلك لسببين: الأول أن المجموعة التى كان يقودها محمد كمال كانت توجهاتها تقوم على الصدام المسلح وتشكيل خلايا تنظيمية تتبع العنف، كوسيلة، أما السبب الثانى فإن محمد كمال كان يعبر عن توجهات مجموعة الإخوان التابعة للأجهزة المخابراتية التركية، خاصة أن هذه المجموعة تتخذ من مدينة إسطنبول التركية مقرا لها، والتى كانت تسعى للانقلاب على مكتب الإرشاد القديم بقيادة محمود عزت.

ونجد أن مجموعة تركيا فى الإخوان تختلف فى التوجهات عن المجموعة الأخرى فى التنظيم التى تتخذ من العاصمة القطرية الدوحة، مكانا للتحرك، ويعد رأسها فى الخارج محمود حسين الأمين العام للتنظيم وفى الداخل محمود عزت.

لكن نجد أن مجموعة تركيا، لها ارتباطات أكثر بالتنظيم الدولى للإخوان، وله مجموعات من القيادات الشابة والوسطى مثل جمال حشمت، والشيخ عصام تليمة، كما أن لها أفكارا أكثر راديكالية، سواء فى تصعيد العنف، لذلك ترتبط أكثر بالمجموعات الجهادية والسلفية، والمجموعات المحسوبة على حركة «حازمون»، التى تتخذ من تركيا مقرا آمنا لها، ولذلك يعد محمد كمال الممثل القوى لمجموعة تركيا داخل مصر، وهو سر قوته فى أن يظهر فى مواجهته محمود عزت معتمدا على قوته من التنظيم الدولى للجماعة الذى يتخذ من إسطنبول مقراً له حاليا، وهو التنظيم الذى ظل فى حالة عداء على مدار عقود مع محمود عزت.

ونجد أن عملية تصفية محمد كمال بمثابة توجيه رسالة لمجموعة تركيا، ومن يقف وراءها.. والتى تصادف أن تلقت ضربة أخرى، وليس تصفية محمد كمال، وكانت الضربة الثانية ليس داخل مصر، بل فى سوريا التى أعلن فيها تنظيم جبهة فتح الشام (القاعدة) مقتل القيادى فيه أبوفرج المصرى، وهو أحمد سلامة مبروك.

عملية قتل وتصفية سلامة مبروك، جاءت عبر غارة جوية من طائرة أمريكية على مدينة إدلب السورية، ونجد أن اسم سلامة مبروك مرتبط بقوة بمجموعة الإخوان والسلفية الجهادية فى تركيا، وهو من ضمن المجموعة التى هربت من مصر عقب 30 يونيو، وسبق أن حصل على عفو رئاسى من محمد مرسى فى حكم صادر ضده بالمؤبد فى قضية «العائدون من ألبانيا».

ونجد أن سلامة مبروك لعب دورا فى عملية إعلان «جبهة النصرة» بفك ارتباطها التنظيمى عن تنظيم القاعدة، وظهر فى الفيديو الذى أعلن فيه عن ذلك برفقة أبومحمد الخولانى. ونجد أن فك الارتباط بين القاعدة وجبهة النصرة فى سوريا، كانت عملية مخابراتية لعبت تركيا دورا فيها، بهدف إقناع أمريكا بعدم اعتبار جبهة النصرة التى تغيرت اسمها لجبهة فتح الشام، والتفريق عن داعش، ونجد أن هذا الدور لعبه سلامة مبروك (أبو فرج المصري) فى إقناع الخولانى بفك الارتباط عن القاعدة، لكن يبدو أن ذلك لم يكن مقنعاً لأمريكا، التى قامت بتصفيته، لتخسر تركيا ورقة كانت تلعب بها فى سوريا، وعملية تجميع العناصر المتطرف، لكن من المفارقة أن ذلك تزامن مع تصفية الأجهزة الأمنية المصرية، لأحد الأوراق التى تلعب بها داخل مصر، وهو محمد كمال.