عبرنا الهزيمة.. مقال تحول لأغنية

منوعات

بوابة الفجر


وجد توفيق الحكيم في انتصار أكتوبر عام 1973م، تأكيدا لأصالة شعبنا وعبورا للهزيمة التي كانت بداخل كل منا بعد نكسة يونيو1967، فكتب يقول في مقال بجريدة الأهرام تحت عنوان "عبرنا الهزيمة": 

"عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء، ومهما تكن نتيجة المعارك، فإن الأهم هي الوثبة، وهي المعني، أن مصر هي دائما مصر، تحسبها الدنيا قد نامت ولكن روحها لا تنام. وإذا هجعت قليلا فإن لها هبه ولها زمجرة، ثم قيام، وقد هبت مصر قليلا وزمجرت، ليدرك العالم ما تستطيع أن تفعل في لحظة من اللحظات، فلا ينخدع أحد في هدوئها وسكونها، وكانت يدها التي بدرت منها حركة اليقظة هي جيشها المقدام بصيحة رئيسها الوطني بالقيام. 

سوف تذكر مصر في تاريخها هذه اللحظة بالشكر والفخر. نعم عبرنا الهزيمة في الروح. وشعرنا أنه قد حدث ويحدث في داخلنا شيئا، لقد كان جو الهزيمة جو سجن واختناق والآن نحن نتنفس هواء نقيا، هواء الحرية والانطلاق، وهذا هو المعني الحقيقي للانتصار".

في اليوم الثانى لنصر أكتوبر تصدرت الصفحة الأولى للأهرام الافتتاحية التي كتبها الحكيم، ذكر بعد ذلك بسنوات أن بليغ حمدى انبهر بهذه الافتتاحية وكان معه، فقال له ما رأيك يا حكيم لو عملنا الافتتاحية دى أغنية، فابتسم وقال فكرة ممتازة وها هو عبد الرحيم منصور موجود يألفها.

وفى الحال وفى لحظات تحولت الافتتاحية إلى أغنية وبعد اللحن اتجه بليغ ومنصور إلى مكتب توفيق الحكيم بالأهرام للحصول على موافقته، فوافق خصوصا حين علم أن شادية هي التي ستغنيها وتقول كلماتها:
عبرنا الهزيمة يامصر ياعظيمة.... وباسمك يابلادى تشتد العزيمة 
باسمك يابلادى عدينا القنال.... وباسمك ياحبيبتى مصر حبيبتى

وبعدها كتب توفيق الحكيم مقالاً يقول يشكر فيه عبد الرحيم منصور وبليغ حمدي قائلاً "كتبت مقال بعنوان "عبرنا الهزيمة" قرأة طبقة معينة ومعنية من الشعب، أخذ هذا العنوان بليغ حمدي وعبد الرحيم منصور واحتضنته شادية بصوتها الكرواني وروحها المغردة فأصبح الشعب على بكرة أبيه يتغنى به.. شكرا لمنصور وبليغ وشادية وللإبداع المصري"