عندما دخلت بريطانيا مصر من بوابة القناة

منوعات

بوابة الفجر


توضح الصورة التي أمامكم مجموعة من مباني الإسكندرية المدمرة بفعل القصف البريطاني للمدينة مع بداية الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882.

قامت أحداث عابدين والثورة العرابية بقيادة أحمد عرابي سنة 1881، استعان الخديوى توفيق بالإنجليز، كان يوجد فى مصر الكثير من الجنسيات الأجنبية وبالأخص أيام محمد علي، الذي جلب ذوي الخبراتمن جميع الجنسيات لتستفيد مصر من خبرتهم في كل المجالات، فمنذ عهد محمد علي انتشر الأجانب في مصر ومنهم من إتخذ فيها موطناً وسبيلاً، وأكملوا حياتهم وعاشوا فيها إلى وقت طويل، وكان يوجد في مصر العديد من الجاليات الكبيرة من جنسيات عديدة، وفي عهد الخديوي إسماعيل زادت علاقة الأوروبيين بمصر، لأنه أخذ الكثير من أسلوب جده محمد علي في تطوير مصر، وبرز هذا في مشروع قناة السويس، والتي كانت عبارة عن شركة مساهمة بين مصر، حيث تملك الأرض، والعمالة بالكامل، وبين فرنسا صاحبة المشروع أو الفكرة والتي ستقدم ماكينات الحفر وبالإضافة إلى جزء بسيط من العمالة.
 
فشركة قناة السويس بدأت مصرية فرنساوية، لكن بعد الأزمة الإقتصادية التي مرت بها مصر في فترة حكم الخديوي إسماعيل، وكان من أهم أسبابها استدانة الخديوى ودخول مشاريع ضخمة وكثيرة جداً، وتطوير فى مجالات كثيرة فى وقت واحد، فاضطرت مصر أنها تعرض بعض أسهمها للبيع فى شركة قناة السويس، فصممت بريطانيا أن تشتري الأسهم، لنظراً لإستراتيجية المكان، حيث كان من أهم الأماكن الاستراتيجيه فى العالم، لأن بريطانيا تملك مناطق كثيرة فى جنوب وجنوب شرق آسيا تتبع التاج البريطانى وقناة السويس، وتعتبر أسهل وآمن وأقرب الطرق، كي تصل بريطانيا إلى ما تريد، فمنذ ذلك الوقت أصبحت بريطانيا تملك حقاً فى شركة قناة السويس (حق انتفاع)، إلى عام 1958، وبعدها تبقى شركة قناة السويس شركة مصرية.

ولما قامت الثورة العرابية واستعان الخديوى بالإنجليز، انتهزت بريطانيا الفرصة، ودخلت مصر بحجة أن لها الحق فى شركة قناة السويس، وفي حماية مواطنيها.

يوم 11 يوليه سنة1882، دكت مراكب الإنجليز إسكندرية ونزلت قواتها على بر مصر وتصدى لها أحمد عرابى و قامت معركة التل الكبير، والتي انهزم فيها عرابي ودخل الإنجليز القاهرة،  يوم 15 سبتمبر 1882، وبدأ إحتلال الإنجليز لمصر الذي استمر حتى النصف الثانى من القرن العشرين.