ضحايا العقارات المُنهارة بإنفجار "المكس" بالإسكندرية يستغيثون (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر

بيوت مهشمة تعود للقرن الـ 19، بين أزقة تشبه فى تفاصيلها للقبور، أطفال يلهون بين الأزقة بعدما أصبحوا من ضحايا الفقر بعد أن تركوا تعليمهم، شباب ورجال لا يعرفون إلا الصيد فهو مصدرهم الوحيد للحصول على بضع جنيهات يوميًا، وجوه أغلبهم طاعنة بالسن تحمل بين تفاصيلها المعاناة والشقاء.



منطقة "المكس" الشهيرة بالإسكندرية، قد شهدت أول أمس فاجعة مؤسفة أحدثت الذعر بين أهالى المنطقة، عقب إنفجار أسطوانة بوتجاز فى أحد العقارت بالمنطقة، لتتسبب فى إنهيار 3 منازل بشكل تام وإحداث أضرار مادية كبيرة للأهالى، والتى زادت من معاناتهم وآلامهم نظرًا لإحتياجاتهم الشديدة لها خاصة قبل دخول موسم الشتاء، وهو ما يتخوفه الأهالى بعد أن أصبحوا يجلسون فى الشوارع لليوم الثالث على التوالى، على أمل أن ينقذهم المسؤولين لترميم عقاراتهم وتعويضهم.


وتعود الواقعة من البداية عندما تلقى ضباط قسم شرطة الدخيلة، بلاغًا يفيد بانفجار أسطوانة بوتاجاز وإصابة شخص بعقار خلف مسجد الروبى بمنطقة المكس.


وقد إنتقل قيادات المديرية ومأمور وضباط القسم وقوات من إدارة الحماية المدنية بمعداتها، وبعد الفحص تبين أنه أثناء قيام "ن. س. ح" 37 عامًا، عامل، مقيم بشقة بالطابق الأول علوى بالعقار بإعداد الشاى مستخدمًا موقد البوتاجاز، حيث حدث تسرب للغاز من إسطوانة البوتاجاز مما أدى لحدوث موجة انفجارية، وإصابته بحروق وسحجات بمختلف أنحاء الجسم، نتج عن ذلك انهيار العقار محل البلاغ والعقارين الملاصقين له "انهيار كامل" مساحة كل عقار 30 مترًا، منهم عقار مكون من طابقين، والآخر مكون من طابق أرضى بناء قديم مشغولين بالسكان، وتم نقل المصاب إلى مستشفى كرموز العمال من أجل العلاج.


كاميرا "الفجر" إنتقلت إلى منطقة المكس الواقعة بغرب الإسكندرية، من أجل مقابلة أهالى وضحايا العقارات المنهارة، لمعرفة تفاصيل ما حدث وقت الواقعة.


إحدى السيدات التى تضررت من الواقعة قالت لـ "الفجر": "عند أدائى لصلاة المغرب فى أول أمس الجمعة سمعت صوت إنفجار قوى وبعدها بثوانى قليلة جزء كبير من سقف العقار الذى أقطن به سقط كونه أنه سقف خشبى، ولم أستطع الخروج من المنزل بسبب الأتربة التى منعت عنى الرؤية من الحوائط التى سقطت هى الأخرى أمامى، حتى جاء عدد من أهالى المنطقة وأخرجونى من العقار وقاموا بإخراج الشخص الذى تسبب فى الإنفجار وهو يقطن بالطابق الأعلى فى العقار الذى أقطن به، إلى أن عرفنا أن هذا الإنفجار بسبب تسرب الغاز من أسطوانة البوتجاز عند إستخدامه له."


وتابعت السيدة باكية، "إن أطفالها حتى هذا اللحظة اصبح لديهم تخوف من أى صوت حتى لو صوت منخفض بعد ما تعرضوا له وقت الإنفجار، كما أن حالتها المادية سيئة للغاية ومنذ أن حدثت الواقعة وهى تجلس فى الشارع لعدم معرفتها بأحد للمكوث عنده، قائلة: "إحنا على باب الله معناش حتى جنيه أو معاش نصرف منه"، مضيفة أن لديها طفلين واحد منهم قد إضطرت إلى منعه من تكملة تعليمه وهو مقبل على دخول الثانوية العامة لعدم تمكنها من قضاء إحتياجاته والإنفاق عليه أثناء الدراسة."


"حمدى علي متولى" 50 عامًا، أحد الأهالى المتضررين من الإنفجار تحدث قائلًا: "أول أمس كنا نجلس فى بيوتنا فى أمان الله وفاجأة سمعنا صوت إنفجار قوى والمنزل يهتز بنا بشدة، وسرعت بصحبة زوجتى وأطفالى بالملابس التى علينا إلى الشوارع بعد أن تضرر أجزاء كثيرة من الوحدة التى نقطن بها حتى شعرنا أن العقار سوف يسقط علينا من هول الإنفجار، المشهد كان صعب للغاية فالاطفال كانوا يبكون ويصرخون والسيدات تصرخ بصوت عالى وعقارات إنهارت، وظلين فى الشوارع حتى جاءت سيارات الإطفاء ولكنها وجدت صعوبة بالغة فى دخول المنطقة نظرًا لضيق الشوارع، حتى إضطرا رجال الحماية المدنية بالدخول سيرًا على أقدمهم ومعهم خراطيم المياه حتى تم إطفاء النيران."


وأضاف علي، من يعوضنا عن الأضرار التى لحقت بنا، أنا أعمل صياد كمثل الكثير من يعملون فى هذا المهنة هنا وليس لدى مركب للعمل عليها وشغال يوم ويوم، ولدى 5 أطفال والله وحده يعلم الوضع المادى لنا ولو كنت أستطع توفير مبلغ كنت خرجت من هنا والسكن فى إيجار حديث، مطالبًا المسؤولين بضرورة التدخل وتوفير أماكن بديلة لهم حتى يقوموا بترميم العقارات التى إنهارت نظرًا لعدم تمكنهم من الخروج من المنطقة إلى أخرى بسبب مصدر رزقهم المتمثل فى مهنة الصيد.


وتابعت نوال صابر صالح، 70 عامًا، إحدى المُتضررات من إنهيار عقارها، سقف العقار الذى أقطن به من الخشب وقد إنهار عليا حتى أخرجنى الأهالى بعد الإنفجار، ومن وقتها وأنا لم أستطع التحرك وجالسة طوال الوقت على كرسى أمام منزلى، وكل عفش منزلى تدمر حتى ملابسى وأعيش على خدمة أهالى المنطقة لى، منذ القدم تقدمنا بالكثير من الإستغاثات إلى المسؤولين من أجل المساعدة فى ترميم منازلنا لأنها قد مضى عليها اكثر من مائة عام ولم يستجب إلينا أحد، وبعد هذا الإنفجار جاءوا إلينا المسؤولين وقاموا بتصوير منازلنا ثم عادوا إلى حيث أتوا دون معرفة أى من القرارات التى إتخذوها، أنا سيدة أعيش أواخر عمرى فكل ما أطلبة أن أموت موتة كريمة وأتمنى فى شقة صغيرة تسعنى."