"آخرهم دوللي شاهين".. فنانون اعتزلوا الفن من أجل العبادة.. فمن عدل عن قراره ومن إلتزم؟ (تقرير)

الفجر الفني

 دوللي شاهين
دوللي شاهين


بعض الناس في أي مجتمع يعتبر مجال الفن مرتبط بطريق الذنوب والمعاصي، والبعض يراه مسألة إبداعية كغيره من المهن لا يعيب صاحبها شيء، وقرار العدول عن المهنة أو إستكمال الطريق فيها أمر صعب على بعض الفنانيين، فمن يعيش بالشهرة والنجومية ثم يقرر الإستغناء عن هذا ويعود كمواطن عادي أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى جرأة كبيرة بجانب التحلي بالشجاعة لأخذ هذا القرار أو العدول عنه، ومن خلال هذا التقرير، ترصد لكم بوابة "الفجر الفني" الفنانيين الذين إعتزلوا الفن من أجل العبادة والتفرغ لدينهم فمنهم من عدل عن قراره ومنهم من إلتزم.

نبدأ بآخر فنانة أقدمت على هذا وهي اللبنانية دوللي شاهين، التي أعلنت مؤخرًا قرار إعتزالها للفن والتفرغ للدين وقالت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لقد اتخذت قرارًا أريد أن أشارك من يحبني أصعب قرار في حياتي لقد قررت إعتزال الفن والتفرغ لتربية إبنتي وعائلتي لقد حاولت منذ بداياتي أن أقدم اعمال جيدة وعملت مع كبار الأساتذة أصبت وأخطأت.. إلى آخر بيانها الذي إطلع عليه الجميع وإنتهى بانها ستعود للترنيم في الكنيسة وخلف مذبح الرب وأنها سامحت كل من أساء إليها.

وقررت النجمة حنان ترك، إرتداء الحجاب في عام 2006، وظلت تعمل في مجال الفن بالحجاب وتختار أدوارها بما يناسب مظهرها الجديد وظل هذا الأمر حتى عام 2012، حيث كان آخر مسلسل قدمته هو "الأخت تريز"، ولكن في أغسطس من نفس العام قررت وبشكل نهائي إعتزال الفن وذلك من خلال مكالمة هاتفية أجريت مع الإعلامي اللبناني نيشان، في حلقة من حلقات برنامجه "أنا والعسل" التي كان يستضيف فيها النجمة سمية الخشاب، وكانت ترك، قد أوضحت في فترة ما قبل المكالمة بأنها عندما إلتزمت بالحجاب كانت مقررة الإعتزال ولكن لأنها لم تكن تقرأ عن الدين بشكل كافي بجانب إقدامها على الدين بشكل مكثف فتتغير طبيعتها الشخصية وتنفر من نفسها وتعود لما كانت عليه قبل الحجاب، بالتالي قررت أن تعرف طريق الدين بشكل صحيح حتى لا تعود للفن من جديد مثلما قرر البعض سابقًا ثم عاد.

أما قصة توبة الفنانة مديحة كامل، فجاءت من خلال إبنتها نورهان، التي ثارت على والدتها بعد أن رأت لها فيلم "الصعود إلى الهاوية" والذي أثار أزمة كبيرة هو إحتواء الفيلم على مشاهد شذوذ جنسي وقالت إبنتها بعد مشاهدتها للفيلم أنا ذهبت إلى أحد المساجد ودعوت إلى والدتي وعندما عادت للمنزل قبلت يدها وأحسست أنها تغيرت وقررت التوبة ولذلك دعوتها لمجلس علم في منزل إحدى الفنانات المعتزلات وهناك بكت مديحة كامل، ندمًا على ما قدمت وقالت لإبنتها المال والشهرة كانوا همي في الحياة وأنا سأتوب إلى الله، وهناك قصة أخرى تقول أنها إعتزلت بعد أن شاهدت رؤية في منامها حيث رأت شخصًا يلبس رداء أبيض فضفاض وقال لها لقد آن الأوان يامديحة وفي هذا الوقت إتخذت قرارًا بالإعتزال.

ويعتبر النجم فضل شاكر، من أبرز الفنانيين الذين قرروا الإعتزال والتعمق في العبادة والإلتزام بصحيح الدين وذلك عام 2012، عندما قرر أنه سيتفرغ للعبادة لأنه يشعر بالتقصير نحو دينه، وحرص وقتها على حضور الجلسات الدينية والتقطت له العديد من الصور وهو تاركًا لحيته ولكن لم يترك لحاله وتم إتهامه بالتطرف والإرهاب بعد دعوته للقتال في سوريا وطالب بتشكيل كتائب مقاومة حرة وتجهيز الشباب الذي يريد الدفاع عن المسلمات الطاهرات العفيفات وذلك ردًا على المجازر الذي إرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه وأيضًا للرد على الحزب الطائفي الدعو بحزب الله في لبنان الذين كانوا يقتلون السوريين.

وكان فيلم "كامل الأوصاف" هو آخر ما قدمت الفنانة حلا شيحة، في مشوارها الفني ثم فاجأت جمهورها بقرار الإعتزال بعد أن شاهدت "رؤية" في منامها تتحدث عن أهوال يوم القيامة وهو ما جعلها تعتزل الفن وتتفرغ للعبادة، ولكن في عام 2014 كانت مصادر قد أكدت أنها ستعمل كداعية إسلامية في أحد المراكز الدينية.

وفي الخمسين من عمرها قررت النجمة الكبيرة شادية إعتزال الفن وإرتداء الحجاب والتفرغ للعبادة ورعاية الأطفال في دور الأيتام خاصة أنها لم تنجب وفضلت الإبتعاد عن الأضواء والشهرة عن تقديم أدوار الأم العاجزة.

وفي أواخر عام 1990 تعرضت الفنانة هالة فؤاد، لأزمة صحية قاسية ونجت من الموت بأعجوبة بعد ولادة متعسرة لإبنها الثاني وقررت بعدها أن ترتدي الحجاب وتعتزل الفن وتتفرغ للحياة الزوجية وعبادة الله وبعد قرار الإعتزال بفترة قصيرة أصيبت بسرطان الثدي وعانت كثيرًا من المرض حتى وافتها المنية في 10 مايو من عام 1993.

وشهد عام 2008 مفاجأة أخرى أطلت بها المطربة شاهيناز، على جمهورها وقررا إرتداء الحجاب وقالت إن قرارها جاء بناءً على دراسة متأنية للأمور الدينية، وأوضحت مصادر مقربة وقتها أن الفنانة حنان ترك، هي التي شجعتها على إتخاذ هذا القرار وترك الغناء، ولكنها عادت بعدها بسنوات لتطوع موهبتها في إلقاء التواشيح الدينية. 

وكان الفنان حسين صدقي، يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين لأنه كان يعتبر أن السينما دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب، وفي الستينات من القرن الماضي أعلن صدقي، إعتزاله الفن والتفرغ للعبادة وأحرق بعض أفلامه ولقب بشيخ السينما المصرية وأوصى بحرق أفلامه بعد وفاته. 

وكان لموسيقار الأجيال الكبير محمد عبدالوهاب، دور كبير في إكتشاف المطربة ياسمين الخيام، ولها عدد من الأغاني الوطنية أبرزها "المصريين أهمه" وفي عام 1990 أعلنت إعتزالها الفن وإرتداء الحجاب والتفرغ للعبادة والأعمال الخيرية.

على صعيد آخر يأتي النجم الكبير حسن يوسف، كأحد أبرز من قرروا الإعتزال والتفرغ للعبادة ثم عاد ليقدم أعمالًا فنية أثارت إستياء الجمهور، حيث قرر الإعتزال وبعد غياب لعشرات السنوات عاد من جديد بدور متميز في إطار إلتزامه بالدين وقدم دور الإمام محمد متولي الشعراوي، ثم إختفى فترة عاد بأعمال لا تتناسب مع طبيعة ما تفرغ له فانتقده الجمهور، رغم أن وجته شمس البارودي، التي قررت الإعتزال معه ظلت متمسكة بقرارها ولم تعدل عنه ولم يراها الجمهور على الشاشة.

نفس الأمر فعلته الفنانة المتميزة عبير صبري، التي قررت الإعتزال وتحولت من إمتهان التمثيل للتمسك بالدين حتى أن الأمور أوصلتها إلى أن تقدم برامج في إحدى الفنوات الدينية كداعية إسلامية، ولكنها فاجأت الجميع بالعودة إلى الساحة الفنية من جديد وخلعت الحجاب وتركت الإلتزام ومارست كل شيء في الأدوار حتى واجهت سخطًا من الرأي العام بعد التردد والتحول.