حكاية العندليب والملك الحسن والطفلة سميرة سعيد

منوعات

بوابة الفجر


"إلى العندليب.. إلى صوت العرب
       يسعدنا أن نلتف إلى صوتك الملئ بالشجن والعامر بالألحان في حفل غنائي تقيمه المملكة المغربية".
كان هذا هو نص الرسالة التي بعثها الملك الحسن الثاني، ملك المغرب، إلى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، يدعوه فيها لإقامة حفل غنائي في المملكة المغربية.
وبالفعل لبى حليم هذه الدعوة ونشأ بينه وبين الحسن رباط قوي أدى إلى تكرار حفلات عبد الحليم في المغرب، وكانت هذه الصداقة هي سبب اعتراف الملك للعندليب بأنه لا يكتفي بسماع الموسيقى ولكنه يؤلف بعض المقطوعات ويقود فرقته الموسيقية الخاصة، وأفضى إلى حليم أنه كملك يعمل طوال النهار وحتى الساعات الأولى من الصباح كمسئول أول عن راحة شعبه، ثم يجنح بعدها لسماع الموسيقى وتأليفها سراً في منأى ومعزل عن حاشيته.
والجدير بالذكر أن العلاقة بين الملك الحسن وحليم كاد أن يعكر صفوها وشاية من أحد المطربين المغمورين إذ قام هذا الأخير بإبلاغ الملك أن حليم قد غنى ضد المغرب في الجزائر، وبالفعل نجحت هذه الوشاية في الإيقاع بين الرجلين، حتى أن الملك منع نشر أخباره من الصحف ومنع بث أغانيه في إذاعته، ولكن حليم بادر وأرسل إلى الملك رسالة طويلة شرح فيها أنه غنى بالفعل في الجزائر ولكنه لم يغني ضد المغرب، حيث أنه تغنى وقتها بكفاح الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي.
وبعد هذه الرسالة بـ6 سنوات كاملة عادت المياه إلى مجاريها وأرسل الملك طائرتين خاصتين إلى القاهرة من أجل مجموعة من كبار الفنانين على رأسهم محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعمر خورشيد وبليغ حمدي ومحمد قنديل وصلاح ذو الفقار وبالطبع العندليب الأسمر، وكان ذلك للاحتفال بعيد ميلاد الملك الحسن الأربعين وهناك غنى عبد الحليم:
الماء والخضرة والوجه الحسن...عرائس تختال في عيد الحسن
وفي هذه الزيارة أيضاً اكتشف عبد الحليم حافظ الطفلة المغربية الموهوبة سميرة سعيد التي تظهر في الصورة جالسة على قدميه قبل أن تعود إلى القاهرة نجمة شابة متألقة في أوائل الثمانينيات.