نادية صالح تكتب: اعتذار إلى «قطة» فى كازينو الإسكندرية

مقالات الرأي



أيام ثلاثة قررت أن اختطفها من الزمن، ذهبت إلى الإسكندرية بدعوة من صديقة عمرى «إجلال» زميلة «بنش» واحد فى أولى وثانية ثانوى بمدرسة سابا باشا الثانوية للبنات بالإسكندرية، وبالصدفة لدى صديقتى شقة جميلة فى سابا باشا أيضاً، غير ما لديها ولدينا جميعا فى الساحل الذى أصبح «الموضة الجديدة»، ولكن الحقيقة أنه وحشتنا، ووحشتنى أنا بالذات الإسكندرية «البلد».. مهما كانت مليانة زبالة ولا مش مليانة أراها جميلة وكل حاجة فيها حلوة، ويبدو أن الأماكن تتلون بألوان الذكريات التى كانت فيها والتى تحملها لنا..، «سابا باشا» بالنسبة لى حب وضحك وصحة وعدم مسئولية، المهم ذهبت إلى «إجلال» التى مازالت تعيش بإحساس «البكارة» الخاصة ببنات أولى وثانية ثانوى اللى قاعدين على «البنش»..، وأقول لها ذلك كثيراً خصوصاً عندما يحتدم بيننا النقاش حول بعض الموضوعات، ولا تخرج إجابتها عن هذه الكلمات: «أنا مبسوطة إنى لسه زى ما أنا.. فى أول ثانوى.. أنا راضية.. أخلاقى ومبادئى زى ما هى.. أحسن حاجة»، وأنا أعرف أيضا أن العزيزة «إجلال» تحب القطط وتربى بعضها، لكننى اكتشفت فى هذه الأيام الثلاثة الماضية والتى قضيتها معها مؤخراً ومع قططها أنها خلقت بجاذبية خاصة للقطط حتى إنها تجرى عليها أينما وجدوها..، الصديقة إجلال تربيها وتخدمها وتحسب للقطة الحامل منها تاريخ الولادة.. حتى أصبحت أولادها الحقيقيين خصوصاً بعد أن تزوج أبناؤها «البنى آدمين» وتركوها..، إنها تضع خطط حياتها.. لا تروح ولا تيجى إلا إذا عرفت القطط هتقعد فين.. ولو كانت حتولد حتكون الولادة إزاى وإجراءاتها إيه؟! وعندما ذهبت إليها كان شرطى الوحيد أن تضع قططها فى حجرة مغلقة لأننى أخاف القطط والكلاب ولا أحتمل الاقتراب منها..، وسارت بنا الأيام عظيمة حتى كان ذهابنا إلى كازينو على البحر لتناول الغذاء «ولم نأخذ معنا القطط طبعا»، ولكن فوجئت بقطة من الشارع لا تزال صورتها أمام عينى وهى التى أريد أن أسجل لها هذا الاعتذار، والذى أدعو الله أن تسمعنى وتقبله منى..، لأننا وبمجرد أن بدأنا فى تناول الغذاء ظهرت هذه القطة وبدأت تنظر إلىّ «إجلال» طبعاً ولم تنظر إلى أنا بالتأكيد..، وبدأت صديقتى تستعد لترمى إليها بعضاً من الطعام، ولكن وللأسف منعتها وقلت لها إيه ذلك سوف يؤدى إلى حضور باقى شلة القطط أصحابها وهذا يخيفنى جداً، وتمسكت بموقفى بل قمت أكثر من مرة جريا وراء القطة أمنعها من الوقوف بجوارنا ومنعت صديقتى من إعطائها أى شىء..، ولكن وبعد أن ذهبنا إلى المنزل ومعنا باقى غدائنا إذا بالطعام يقع على الأرض ولا نستطيع أن نأكله، وهنا أدركت الخطأ الذى وقعت فيه.. وما زالت عيون القطة وصوتها وإصرارى على عدم إعطائها أى شىء- مازال صوتها يطاردنى بل أشعر بتأنيب ضمير.. وبأن الشيطان شاطر.. ولذا أنصحكم أيها السادة.. ألا تفعلوا مثلما فعلت إذا كنتم تخافون القطط.. الخوف شيء وإطعامهم لو أمكن شيء آخر.. والآن أجد أنه لابد من أن استغفر الله حتى يغفر لى ذنبى الذى اقترفته فى حق هذه المسكينة..، وأنت يارب أعلم بدافعى لهذا العمل.. وأنت من خلقتنى ولم تعطنى القدرة على التعامل مع القطط والكلاب أيضاً..

إليك أنت قطتى العزيزة أقدم هذا الاعتذار وليسامحنى الله، ولتسامحنى «إجلال» صديقة أولى وثانية ثانوى سابا باشا الإسكندرية الجميلة.. وإلى لقاء آخر دون قطط أو إحساس بالذنب.. وأكرر الاعتذار إليك «قطة» كازينو الإسكندرية.