13 مشهد يروون تفاصيل تحركات قوات الأمن والإخوان في ليلة "فض رابعة"

"عندي إحساس أنهم هيفضوا الاعتصامات النهارده.. يرد صديقه الذي يرقد على سرير صغير أمامه: لا أتفق معك فقد قالوا عشرات المرات أنهم سيفضون الاعتصام ولكنهم لم يفعلوا".. حوار صغير دار بين صديقين وضعا رأسهما على الوسادة استعدادًا للنوم في ليلة 12 أغسطس وصباح 13 من نفس الشهر عام 2013 هم يسكنان في مبني بمنطقة "بين السريات" التي تبعد عن محيط ميدان النهضة قليلا.. وما أن أغمض الصديقان أعينهما وذهبا في النوم إلا وسمعا طلقات الرصاص تدوي في الهواء قرابة الساعة السادسة فنظرا إلى بعضهما وتبين لهما أنه يوم الفض.

لحسن حظ الصديقين أنهما صحفييان فهما سريعًا من نومهما وذهبا لمكان عملهما ليعيشون هذا الحدث كشهود عيان.

 

الساعة السادسة و45 دقيقة من صباح الأربعاء، تحركات لقوات الشرطة فى محيط اعتصام رابعة العدوية، أثارت ريبة المعتصمين خاصة بعد تسريب أنباء عن أنها ليلة فض الاعتصام.

 

تحركت قوات من مختلف التشكيلات الأمنية مدعمة بآليات عسكرية ضخمة لحصار معتصمي رابعة استعدادا لفضه.

سيطرت قوات الشرطة على ميدان النهضة، وواجهت القوات صعوبة أكبر في إحكام قبضتها على  اعتصام رابعة العدوية لكثرة أعداد المتظاهرين به والحرص على عدم اقتحامه بشكل كامل للخروج بأقل الخسائر الممكنة.

 

حذرت وزارة الداخلية المعتصمين ودعتهم إلي الاحتكام للعقل وتغليب مصلحة الوطن وقالت "إنهاء اعتصامهم فوراً وأنها حريصة كل الحرص على سلامة كافة المعتصمين وعدم إراقة نقطة دم واحدة وتتعهد وزارة الداخلية بعدم ملاحقة كافة المعتصمين باستثناء الصادر بحقهم قرارات من النيابة العامة بالضبط والإحضار".

ناشدت الوزارة المعتصمين برابعة الخروج الآمن من منفذ طريق النصر المؤدى إلى شارع الاستاد البحرى والمعتصمين بالنهضة الخروج الآمن من منفذ شارع الجامعة باتجاه ميدان الجيزة.

 

طالبت الشرطة المعتصمين بإخلاء الأطفال والنساء وكبار السن من داخل الاعتصام وعدم اتخاذهم كدروع بشرية وحذرت المعتصمين من القيام بأعمال عنف أو استخدام السلاح ضد القوات والذى سيقابل بمنتهى القوة والحزم وفقاً لقواعد الدفاع الشرعى.

وأضافت الوزارة في الوقت ذاته أن مقاومة قوات فض الاعتصام يعرض حياة المعتصمين للخطر وللمساءلة القانونية وفقاً لمقتضيات القانون مشيرة إلى ان عملية فض الاعتصام مراقبة ومصورة بشكل كامل وسيتم رصد المخالفين وأي مخالفات ترتكب ضد القانون, وان عملية فض الاعتصام تتم بقرار من النيابة العامة وبحضور وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني.

 

أمرت قوات الأمن سكان المنطقة بإغلاق جميع الشرفات والنوافذ والالتزام بالتواجد داخل المنازل أثناء فض الاعتصام حرصاً على سلامتهم .

 

بعد استخدام القوة في الفض بدأت تتحرك عدد من الأسر، وخرج العشرات منهم رجال ونساء وأطفال بشكل آمن دون أن تتعرض لهم قوات الأمن المكلفة بفض الاعتصام، فيما لم يستجب الباقون من المعتصمين وبادر بعضهم باستخدام القوة فقامت قوات الجيش والشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع؟.

وأشعل عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى النيران فى إطارات السيارات "الكاوتشوك" بشارع النصر للقضاء على تأثير قنابل الغاز المسيل للدموع، وحدثت عمليات كر وفر بين المعتصمين من أنصار الرئيس المعزول وقوات الأمن بالشوارع المحيطة بميدان رابعة العدوية.

 

وأغلق عدد من مدرعات الجيش وسيارات الأمن المركزى طريق النصر أمام المنصة، وتمركز عدد من قوات الأمن وجنود الجيش أمام المدرعات، كما أقامت قوات الجيش الأسلاك الشائكة لغلق طريق النصر، فيما نشرت قوات الجيش أفراداً من الصاعقة بشارع يوسف عباس.

 

في تمام الثامنة والنصف استقبلت المستشفيات الميدانية داخل رابعة عدداً كبيراً من القتلى والجرحى حوّل الميدان إلى ساحة مصابة بالهستيريا.. دموع بين المتظاهرين والمتظاهرات وصراخ بأصوات عالية، بينما انتقلت الهستيريا إلى المنصة التى نفت بقوة كل أخبار انتهاء الشرطة من فضّ اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول فى ميدان النهضة بالجيزة. 

عشرات المعتصمين جابوا، فى مسيرات، شارع أنور المفتى خلف المستشفى الميدانى الرئيسى فى مسجد رابعة. وسط صراخات «السيسى بيضيع البلد»، بينما صاح إلى جوارها أحد الملتحين "اذكروا الله.. اذكروا الله".

 

أثناء توجه المسيرات لميدان رابعة حدثت اشتباكات أعلى كوبري 6 أكتوبر بين أنصار الرئيس المعزول الذين فشلوا فى بلوغ مركز الاعتصام، بعدما اصطدموا بكمائن الشرطة المقامة عند منزل كوبرى أكتوبر بطريق النصر، اشتبكوا مع قوات الأمن المتمركزة أسفل الكوبرى عند مركز القاهرة للمؤتمرات وجامعة الأزهر، كما انتقلت الاشتباكات إلى مناطق متعددة فى مدينة نصر، وبينما تصدرت الشرطة مشهد الاشتباكات مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.. وهكذا ظل المشهد إلى أن أسد الليل ستاره.