أكاديمية الشعر.. جهد مؤسسي لترتيب «ديوان العرب»

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


توافقت رؤية عدد من الشعراء على أن تأسيس أكاديمية الشعر العربي ضمن أنشطة سوق عكاظ يمثل بادرة قادرة على أن تصنع التفرد الشعري، الذي من شأنه أن يثري الساحة، مؤكدين أن سوق عكاظ أعاد للشعر العربي رونقه ومكانته، بوصفه «ديوان العرب وسيد الفنون، وذروة سنامها وقمة هرمها».. وتعميقًا لهذا الرؤية والمفهوم استطلعت «المدينة» عددًا من الشعراء والأكاديميين. حيث ابتدر الحديث الشاعر الدكتور صالح الزهراني، أستاذ الأدب العربي بقوله: إن وجود أكاديمية للشعر العربي إضافة نوعية للمشهد الثقافي في بلادنا، إذا توافرت لها البيئة المحفزة للإبداع؛ وإلا فإنها ستلحق بالأندية الأدبية التي تقوم بالدور نفسه، ويجب ملاحظة أن هذه الأكاديمية لن تكون مصنعًا لإنتاج الشعراء، ولكنها ستكون حاضنة لهم، ومظلة لإبداعهم، ومحفزًا لعطائهم، فالشعراء لا يمكن صناعتهم، لأنهم مواهب خصها الله بما يخص به بعض عباده.
فعاليات طوال العام
ويرى الشاعر حسن الزهراني، رئيس النادي الأدبي بالباحة أن «إنشاء أكاديمية الشعر العربي حلم كان بعيدًا، بدأت بوادر تحقيقه تلوح في الأفق القريب، فهذه الأكاديمية التي انتظرناها كثيرًا، وكنا نقول لا يليق بمثلها إلا أن ينبثق من هذه الأرض منبع النور، وكلنا أمل أن تولد هذه الأكاديمية من خلال سوق عكاظ برعاية قائد الفكر والأدب خالد الفيصل، كما نتمناها قوية راسخة مدعومة ماليًا وأكاديميًا وإبداعيًا».
وأضاف: «أعتقد أن هذه الأكاديمية ستبدأ بالشباب؛ عناية ورعاية، فإقامة الدورات التدريبية المتطورة، وورش العمل التفاعلية للموهوبين بصورة مستمرة تخلق لنا جيلًا مبدعًا يحمل لواء الشعر بكل وعي واقتدار، كما أن احتضانهم وطباعة نتاجهم سيكون له أكبر الأثر في الاستمرارية والتنافس، وكم هو مبهج أن تتبنى هذه الأكاديمية احتواء شعراء هذا الوطن وطباعة نتاجهم وتسويق هذا النتاج عربيًا وعالميًا ليصل صوت الشاعر السعودي إلى المتلقي».
وذكر الزهراني أن الأكاديمية لن تهمل من وجهة نظهره وسائل التقنية الحديثة ووسائل التواصل في هذا الأمر فهي الأسهل والأقل تكلفة حاليًا، ومما أتوقعه أن هذه الأكاديمية ستركز على تراثنا الشعري الثري دراسة وإعادة نشر بالوسائل الحديثة، وكذلك نتاج شعراء الوطن الذين أهمل إبداعهم طوال السنين الماضية وهو بحق حقول خصبة للباحثين والدارسين في مجال الشعر، وكم أتمنى أن يكون منبر هذه الأكاديمية حيًّا طوال العام بفعاليات ونشاطات مميزة ومستمرة من أمسيات شعرية وفنية ونقدية ومهرجانات تجمع شعراء العالم على مختلف لغاتهم.
مورد ثر
ويشارك الشاعر سعود آل سمرة بقوله: نحن شعراء شباب نحتاج موردًا نرد إليه، وسوق عكاظ اليوم هو ذلك المورد الذي لا ينضب، ويمثل حلقة وصل لنا مع الشعر الجميل بأصالته وبأدواته التي من يتعلمها فقد أصبح شاعرًا علمًا. إن أكاديمية الشعر هي فصل، الكل يريد أن يكون فيه ليستقي وليرتقي وليكون في تلك الأكاديمية التي لا شك هي إثراء للشعر وللساحة الثقافية عمومًا، وسوق عكاظ يعد مرجعًا ومنبعًا للثقافة الحرة الجميلة الأصيلة الحديثة البناء والتكوين.
أهداف محققة
وتتفق الكاتبة والشاعرة إيمان الشاطري مع سابقيها بأن الاكاديمية خطوة إيجابية يطلقها سوق عكاظ مما يثبت بأن هذه الفعالية تحقق أهدافها بصورة سليمة وتزرع خطاها في عالم الأدب بشكل ملائم يجعلنا نثق بأن القادم أفضل، خصوصًا أنه في هذه الفترة التي أصبح فيها ضوء الكلمة سابقًا لأي وسيلة أخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة ظهور الكاتب المبتدئ والمخضرم دون تدقيق وتمحيص فيما يكتب كما أنه أصبح من اليسير عليهم إصدار الكتب حتى وإن لم تكن ذات جودة أدبية عالية، فنحن حقيقة بحاجة إلى مثل هذه الأكاديمية التي ستساند الموهوبين في هذا المجال.
اللسان العربي
ويقول الشاعر علي الشريف: «سوق عكاظ» كل عام يزدهي بحلة جديدة وفكرة جديدة، وحين تأتي فكرة الأكاديمية تأتي في محورها الأصلي والطبيعي؛ حيث إن فكرة السوق تتمحور حول الشعر، ولذا بقي سوق عكاظ حاضرًا في المشهد التراثي الشعري التقليدي ولم يندثر مع طول الأيام وغابرها، لذلك فهي فكرة مكملة وجاذبة نتمنى أن تحقق بعدًا شعريًا وجامعًا للسان العربي الفصيح.
قدر الطموحات
ويضيف الشاعر محمد العطوي: لا شك أن هذه خطوة مهمة في رحلة سوق عكاظ. ولا أبالغ إذا قلت إنها أهم خطواته حتى الآن. فسوق عكاظ عرف عنه أنه كان ميدانًا للشعر والبلاغة، وحري بِنَا اليوم أن ننهض بلواء الشعر من عكاظ متكئين على إرث تاريخي وحضاري قديم. مؤهلين بعلم وإمكانات هائلة في شتى المجالات التقنية والمادية، مستغلين عبق المكان وسحره، أتمنى أن تكون الأكاديمية المستقبلية على قدر طموحات المثقف العربي وعلى قدر اسم عكاظ.