ذكريات بلد لم نعرفه في فيلم "غنيلي" بوهران السينمائي

الفجر الفني

مهرجان وهران السينمائي
مهرجان وهران السينمائي


إستقبلت قاعة عرض الأفلام الوثائقية بمدينة وهران بالجزائر، وعلى هامش فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان وهران السينمائي للفيلم العربي، عرض فيلم "غنيلي" حيث تشتاق بطلة العمل إلى بلد غادرته منذ الولادة، لم تعش فيه، لم تشتم نسيم نهريه، لكن تفتش في دفاتر الذكريات عن الهوية والجذور باستجواب فكرة الوطن الضائع وسط ركام الإرهاب والمحتل، هذه هي حكاية الفتاة عفوفة سما وهام المخرجة العراقية المغتربة التي وثقت لسيرة ذاتية في “غنيلي” مليئة بالحنين إلى بلاد الرافدين ومدينتها يردن.

وثائقي "غنيلي" للمخرجة العراقية سما وهاّم، دخل منافسة الفيلم الوثائقي ضمن مهرجان وهران ويستعيد في 39 دقيقة، حنين السفر إلى بلد الرافدين من خلال صورة الوالدين بعد فراق قارب الأربعين عاما، وتواصل مع الجد المنهك بالشوق إلى فلذّة كبديه وحفيدته “سما” التي لم يراها ولم تراه إلى حدّ الساعة.

تسرد عفوفة، سما تجربتها في محاولة السفر إلى العراق وتحديدا بغداد، لتعانق الأرض وتشرب من ماء النهرين وتمارس طقوس الأقلية المندائية التي ما عادت موجودة في يومنا الحاضر، لكن مسافة الذكريات لم تتحقق وبقيت عالقة بين نار الغربة والشوق إلى الوطن الذي عرفته من الأهل بعد بحث في تاريخ العائلة، بحيث رسمت بذلك صورة عن العراق الحديث عبر وصف شعري دفعتها لتجربة زيارة الجدّ والأقارب والجيران لكن للأسف يبقى الحلم قائما رغم التعثر الأولّ.

وقالت سما عقب جلسة النقاش أنّ فكرة الفيلم ظهرت فجأة، بحيث كانت تعتقد أنّها بعيدة عاطفيا وفكريا عن العراق، لكن كانت مخطئة. 

وأضافت أنّها سعت بلغة سينمائية أن ترسم رحلتها إلى بلاد دجلة والفرات والحنين إليها، أن تفتش عن الانتماء والهوية، وأن تبحث بمخيلتها عن معنى كلمة وطن الموجودة في ذاكرة العائلة. وأشارت أنّ الوثائقي أيضا يميط اللثام عن أقلية المندائيين المضطهدة وعن جزء من تاريخ العراق الحديث من وجهة عائلية بعد لحظة الفراق في 1979، كما اعتبرت أنّ هناك عراق مهم جدا هو عراق الشتات والغربة الذي هرب من بطش الإرهاب والمحتل معا.