مى سمير تكتب: 10 نساء = 6 مليارات دولار

مقالات الرأي



أسامة الشريف وابن حامد الشيتى تزوجا من عارضات الماركة العالمية

وراء كل قصة نجاح.. فكرة، ووراء كل فكرة.. فشل، أدى فيما بعد لمجموعة من الحلول.

ولعل الفشل.. بل والإحراج الشديد الذى تعرض له روى رايموند، عندما فشل فى اختيار ملابس نوم ذات ذوق مناسب لزوجته، علاوة على إحراجه الشديد وكونه رجلا غير مرغوب بوجوده فى متجر لبيع ملابس النوم النسائية، جعله يفكر ثم يقرر بمساعدة زوجته، فى تأسيس شركة ملابس النوم الشهيرة «فكتوريا سيكرت».

«فكتوريا سيكرت» ليست مجرد ماركة عالمية لأشهر ملابس النوم النسائية أو اللانجيرى، لكنها إمبراطورية ضخمة سواء فى عالم المال والأعمال أو فى دنيا الجمال والموضة، فعلى المستوى الاقتصادى وصلت مبيعات الشركة فى عام 2012 إلى 6.12 مليار دولار ما جعلها أكبر شركة لملابس النوم النسائية فى العالم.

وبجانب هذه الأرباح الضخمة تحولت الشركة إلى اللاعب الرئيسى فى ملعب الجمال، فعارضات الأزياء اللاتى يقدمن أحدث تصميمات فكتوريا سيكرت يصبحن بسهولة رمزا للجمال والأنوثة، وقد غيرت الشركة من معايير اختيار عارضات الأزياء وعلى العكس من عارضات الأزياء فى بيوت الأزياء العالمية، فإن عارضة أزياء فكتوريا سيكرت أو ملاك فكتوريا كما يطلق عليها لا يجب أن تتسم بالنحافة المبالغ فيها بل على العكس يجب أن تتمتع بجسد مثالى ومقاييس استثنائية لكى تحظى باللقب ملاك فكتوريا. وما بين صناعة المال من جهة وتحديد مقاييس الجمال العالمية كان لهذه الماركة العالمية الكثير من الأسرار والحكايات.


1- الإمبراطورية المالية

تأسست فكتوريا سيكرت فى عام 1977 بكاليفورنيا الولايات المتحدة على يد روى رايموند وزوجته جاى، وكان لبنائها قصة طريفة كشفها رايموند فى حوار له مع مجلة النيوزويك عام 1981 عندما ذهب فى بداية السبعينيات إلى أحد محلات الملابس الكبرى من أجل شراء ملابس نوم نسائية كهدية لزوجته لكنه لم ينجح فى العثور على ملابس جميلة أو أنيقة، كما أنه شعر بالاحراج الشديد وهو يقوم بالبحث وكانت البائعات تنظرن إليه باعتباره زبوناً غير مرغوب فيه، الأمر الذى دفعه جديا من أجل التفكير فى تأسيس شركة لتصميم ملابس النوم النسائية. قضى رايموند ما يقرب من 7 سنوات فى دراسة هذه السوق وكيف يمكن اقتحامها بأفكار جديدة ومختلفة قبل أن يأخذ قرضاً من والديه بقيمة 40 ألف دولار من أجل تأسيس أول محل لفكتوريا سيكرت، وكان المبدأ الرئيسى فى تأسيس هذا المحل هو توفير مكان يشعر فيه الرجال بالراحة لشراء ملابس نوم لزوجاتهم. تأسس أول متجر للشركة فى مركز التسوق ستانفورد فى كاليفورنيا. يفسر ريمواند سر اسم فكتوريا سيكرت قائلا أن اسم فكتوريا سيكرت يرجع إلى تصميم الملابس من وحى العصر الفيكتورى، أما سيكرت أو السر فإشارة إلى ما تخفيه الملابس.

نجحت شركة فكتوريا سيكرت فى أول عام من تأسيسها فى تحقيق أرباح وصلت إلى نصف مليون دولار وهو المبلغ الذى كان كافياً لافتتاح أربعة متاجر إضافية، وتوفير خدمة الطلب عبر البريد. ومع إبريل 1982 تم إصدار أول كتالوج لتصميمات هذه الماركة، وكانت تكلفة النسخة الواحدة 3 دولارات، وحقق الكتالوج مبيعات سنوية للشركة وصلت إلى 7 ملايين دولار، ورغم النجاح الملحوظ، إلا أن الماركة لم تشهد انطلاقتها الحقيقية إلا فى عام 1982 عندما قام روى رايموند ببيع الشركة إلى ليسلى ويكسنير مؤسسة شركة ليميتد ستور، ويقال أنه باع الشركة مقابل 4 ملايين دولار صافية.

وبدأت الماركة العالمية فى انتاج تصميمات أكثر أنوثة وبألوان جديدة ومختلفة، واستهدفت الشركة أذواق النساء وليس الرجال كما كان الأمر فى عهد رايموند الذى أسس الشركة برغبة تصميم ملابس نوم نسائية تناسب رغبات الرجال، لكن فى عهد ويكسنير أصبح الهدف الرئيسى هو تصميم ملابس ترضى المرأة وتجذبها، واستمر نجاح الشركة على مدار الثمانينيات، وفى عام 1986 وصل عدد متاجر فكتوريا سيكرت إلى 100 متجر، واحتلت الشركة المرتبة الأولى فى قائمة أعلى الماركات الأمريكية تحقيقا للأرباح، وفى عام 1990 تم تصنيفها باعتبارها شركات المتاجر الأكثر نموا فى الولايات المتحدة الأمريكية بحسب تقرير لجريدة نيويورك تايمز.

مع عام 2006 وصل عدد متاجر فكتوريا فى أمريكا فقط إلى ألف متاجر هذا إلى جانب متاجرها فى مختلف أنحاء العالم، وتوسعت الشركة ولم تعد تنتج فقط ملابس النوم النسائية، فإلى جانب اللانجيرى تنتج الشركة خطا خاصا للمايوهات بدأ مع عام 2002.

والمثير للدهشة أن الشركة منذ التسعينيات تنتج أيضا سيديهات لموسيقى رومانسية كلاسيكية، وأطلقت الشركة 5 سيديهات، ووصلت مبيعات كل سى دى إلى أكثر من مليون نسخة، وقد استعانت الشركة بأوركسترا لندن السيمفونى لتسجيلها.


2- عروض الأزياء

حققت الشركة نجاحاً كبيراً بسبب اعتمادها على وسائل مبتكرة فى الدعاية، ولعل أبرز الدعايات التى اعتمدت عليها عروض الأزياء التى استعانت فيها الشركة بمجموعة من أجمل عارضات الأزياء إلى درجة أن الانضمام لقائمة عارضات أزياء فكتوريا سيكرت أصبح حلما يراود كل عارضة وإشارة إلى أنها لا تتمتع فقط بجسد مثالى ولكن بجمال وأنوثة لا مثيل لهما. لم تغير فكتوريا سيكرت قوانين عروض الأزياء فقط لكنها غيرت أيضا معايير اختيار عارضات الأزياء. ولم تكتف فكتوريا سيكرت بإقامة عروض الأزياء وهو أمر غير معتاد بالنسبة للشركات المتخصصة فى اللانجيرى لكنها حولت أيضا عروض أزيائها إلى حدث استثنائى فى عالم الموضة، كما حرصت الشركة على الخروج عن معايير اختيار عارضات الأزياء كما هو معتاد مع كبرى بيوت الأزياء العالمية التى تعتمد على عارضات يتمتعن بجسد نحيف للغاية على نحو مبالغ فيه، لجأت الشركة إلى عارضات أزياء يتمتعن بجسد ممتلئ ولكن دون الإخلال برشاقة ومثالية المظهر، ولم تمانع الشركة فى بعض الأحيان بالاستعانة بعارضات قصيرات القامة طالما تمتعن بجسد ممشوق وجميل، وقد نجحت هذه العروض فى جذب الأنظار للشركة التى تحولت إلى اسم مهم فى عالم الموضة ولا يقل أهمية عن بيوت الأزياء العالمية.

بدأت عروض أزياء الشركة فى عام 1995، ومع بداية تنزيل هذه العروض على الانترنت بنهاية التسعينيات وصل عدد مشاهدى العروض إلى 1.5 مليون مستخدم، علما بأن أول عرض أزياء أقامته الشركة لم تتخط تكلفته 120 ألف جنيه، اليوم تتجاوز تكلفة العرض الواحد الـ12 مليون دولار.


3- ملائكة فكتوريا

ملائكة فكتوريا هو اسم خط انتاج لانجيرى للشركة بدأ فى عام 1997 بإعلان ضم مجموعة من أشهر عارضات أزياء من ضمنهن تيرا بانكس وستيفانى سيمور وكارين ميلدير إلى جانب نجم البوب توم جونز. وحقق الاعلان نجاحا كبيرا فاق كل التوقعات، ومنذ ذلك التاريخ، اعتمدت الشركة على تعبير «ملاك» لوصف أى عارضة أزياء تعمل كوجه رسمى للشركة، وفى فبراير 1998، أقيم أول عرض أزياء رسمى تحت عنوان ملائكة فكتوريا وضمت قائمة عارضات الأزياء أسماء لامعة مثل ساندار نورث.

وبمرور الوقت أصبحت عروض ملائكة فكتوريا من أشهر وأهم العروض فى عالم الأزياء وضمت قائمة ملائكة فكتوريا أسماء لامعة مثل هيدى كلوم وجيزيل البرازيلية، ولا تكتفى ملاك فكتوريا بمجرد المشاركة فى عروض الأزياء، حيث يقع اختيار الشركة على مجموعة من عارضات الأزياء للعمل كمتحدثات رسميات للشركة أو وجه رسمى لها حيث يشاركن فى أعمال خيرية أو مناسبات عامة أو يشاركن فى الأعمال الدعائية المختلفة للشركة.

اكتسبت ملائكة فكتوريا شهرة واسعة وعلى نحو غير متوقع، وأصبحت ملائكة فكتوريا أسماء ثابتة فى قائمة مجلة بيبول الشهيرة لأكثر نساء العالم جمالا، وبدأت الشركة فى عمل جولات دعائية للملائكة.