علماء الأزهر: زيارة القبور في العيد بدعة مكروه.. والمواطنون: تفريغ عن النفس

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أحد علماء الأزهر: زيارة القبور بالعيد بدعة مكره.. ولابد التوعية بالتخلي عن هذه العادة

وأستاذ الشريعة الإسلامية: جائزة ّا كانت في إطار الأداب الشرعية

والمواطنون: عادة.. وتفريغ عن النفس

اعتاد المصريون عقب أداء صلاة "العيد" مباشرة، على زيارة  القبور، لقرائة الفاتحة لذويهم اعتقادًا منهم أنهم يشاركو الميت فرحته ولم ينسى حتى في هذه المناسبات، فمنهم من يرى أنه من الصعب يمر العيد ولن يروا من تفقدوا فيفضلون أول زيارتهم لهم، موزعين الصدقات والمصاحف على الفقراء والمحتاجين هناك، باعتباره تكريما لهم ومعايدة عليهم في العيد.

ورصدت "الفجر"، أراء بعض المواطنين حول هذه العادة بأول أيام العيد، ورأي المختصين في هذا الشأن هل هي واجبة أم مكروة؟.

وصية ذويهم

في البداية تقول منى حلمي، ربة منزل، إن والدتها توفيت منذ 5 سنوات وكل عيد تحرص على زيارة قبرها بصحبة أبنائها، فبعد أداء صلاة العيد يأتون مباشرة إلى القبر حاملين بعض الكتيبات الصغيرة التي تتضمن الأدعية، وبعد (البلالين)، والحلويات لتوزعهم على الأطفال الموجودة، نظرًا لأنها كانت وصية والدتها، مشيرة إلى أنها عقب توزيعها الصدقة وقراءة بعض آيات من القرأن لها، والأدعية، تبدء تسرد لها جزء من معاناتها كأنها معها، ولا تشعر براحة وفرحة عيد إلا بحدوث ذلك.

وأشارت "حلمي"، إلى أن هذه كانت وصية والدتها أنها تظل معها بجميع المناسبات، وأن تزورها دائما مشترطة ألا تبكي أو يكون في قلبها حزنًا بفسد فرحتها، وهي بالفعل ما تحرص عليه.

تفريغ نفسي

بينما ترى زينب شعبان، ربة منزل، أن زيارة القبور في العيد أمرًا مهمًا لها فهي دائمة على زيارة زوجها منذ أن توفي إلى الأن، فكل مواعيد الزيارة المباحة تأتي له، وتجلس أمام قبره قارئة للقرآن وبعض الأدعية، وتظل صامته إلى أن تنتهي الزيارة ويبدأ المكان يخف من الناس.
وعن رأيها حول أن هذه الزيارة بالأعياد تعد تجديد للأحزان:" الحزن دائما بداخلي منذ أن توفي ولكن شىء بيصبرني وبحس أنه موجود معانا، وصعب يعدي العيد وما زوروش.. ده حتى يزعل مني.. وأهو شىء بفرج فيه عن نفسي والهم".

شعور روحاني

"لأول مرة أزور المقابر في العيد.. والدتي توفيت من شهور.. ولدية رغبة بأن أشعر بها عن قرب"، بهذه الكلمات أعتقدت منى يوسف، طالبة في إحدى الكليات الجامعية،  أن قربها من قبر والدتها شىء روحاني من الممكن أن تكون قريبه منها، ولاسيما وأن والدتها كانت الأقرب لها وبزيارتها لها بالعيد لاسيما وهو أول عيد على مرور وفاة والدتها ولم تشعر بفقد هكذا من قبل، ولكنها عقب الزيارة رأت أن أكبر عذاب هو أن تأتي بأول أيام العيد للقبور:" حزني على أمي كأنه أول يوم ماتت فيه، ومحدش بيحس من روجو لهذه العادة، فهذه أول مرة لي وأخر مرة ..فجرعي اتجدد من جديد، ولن أستطيع السيطرة عليه، وهذه كانت ضد رغبة والدتي فكانت تريدني سعيدة دائما"، مشرة إلى أن وجودي هنا ودموعي حرقت قلوبنا، ومن الأفضل كنا ندعو ونقرأ لها القرأن عن بعد.
وأضافت"يوسف"، أن هذا أول عيد أتي فيه للمقابر، مستنكرة زيارته بأول يوم، داعية إلى القضاء على هذه العادة السالبية.

بدعة مكروه

في ذات السياق أكد  الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن زيارة القبور في الأعياد تعد أمرًا مكروه، وليس حرمًا؛ نظرًا لأنه عيد فرح وسرور، ولا يجب زيارتها لتجديد الأحزان من جديد، إضافة إلى أن الشرع لم يحدد يوماً معيناً لزيارة القبور، وتخصيصها يعتبر بدعة.

وأضاف "أبو كريشة"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه من الممكن أن يزورو الناس ذاويهم قبل العيد بيوم، لأن الله جعل العيد للأحياء لكي يفرحوا به ولبث السعادة في نفوسهم، وبهذه الزيارات تفسد فرحتهم.
وتابع "أبو كريشة"، لابد من التوعية من قبل الأزهر، والجهات المعنية لتخلي عن هذه العادة الحزينة، والتوضيح أنها مكروه وأن السنة النبوية تنهي عنها.

جائزة  إذا كانت في حدود الأداب الشرعية

وقال محمد المنسي، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار علوم جامعة القاهرة، إن كانت الزيارة في حدود الأداب الشرعية(خالية من اللطم وشق الجيوب) فهي جائزة، ولكن لو في حزن وأصوات مرنفعه فهذا مكروه ولا يصح ومن الأحسن إلتزام البيت وعدم زيارة القبور في الأعياد.

وأشار "المنسي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن لا يوجد نص قرأني يحرم عدم زيارة المقابر في العيد، فكل هذه اجتهادات ليس أكثر، نظرًا أن البعض يستغل هذه الزيارة في البكاء والحزن وهذا نافيًا للبهجة الذي حسنا عليه الله عز وجل، مضيفًا أن زيارة القبور غرضها الموعظة، وليس الحزن كما يعتقد البعض، والبض الأخر الذي يعتقد أن توزيع الحلوى والطعام ضروري بالمقابر، لافتًا إلى أن الأمر لو اقتصر على التصدق بالمال على الفقراء فذلك أفضل.
ولفت "المنسي"، إلى أن أصل العادة ترجع لبعض أهل القرى القدماء اعتقادًا منهم أنهم لابد أن يعيدوا على أهلهم الموتى، وهذا لا يستنكره الإسلام ولا السنة لكن بشروط الشرعية،