8 مشاهد تجسد ذكرى إعلان الجمهورية في مصر وتنصيب "محمد نجيب" رئيسا

تقارير وحوارات

جمال عبدالناصر ومحمد
جمال عبدالناصر ومحمد نجيب


جاء مساء يوم 18 يونيو من عام 1953 ليقوم مجلس قيادة الثورة بإعلان الجمهورية المصرية، وتنصيب اللواء محمد نجيب، كأول رئيس لجمهورية مصر العربية، بعد أحداث ثورة يوليو 1952، حيث الإعلان عن الجمهورية الأولى وإلغاء الملكية، ليختار الضباط الأحرار "نجيب" رئيسا للجمهورية.

وأقسم نجيب على الولاء لجمهورية مصر العربية في الفناء الداخلي للقصر الجمهوري بعابدين في 23 يونيو 1953 أمام مجلس قيادة الثورة والوزراء، ثم خرج إلى شرفة قصر عابدين، ليشهد الاحتفال الذي أقيم له لجلوسه على عرش مصر. 

"عبد الناصر" ويمين الولاء والمبايعة 
وخلال مراسم التنصيب قام "عبد الناصر"  بالإمساك بالميكروفون وطلب من الجماهير الاحتشاد أمام القصر على أن يرددوا خلفه يمين الولاء والمبايعة للرئيس، قائلين: "اللهم إنا نشهدك وأنت السميع العليم أننا قد بايعنا اللواء أركان حرب محمد نجيب قائدا للثورة، ورئيسا لجمهورية مصر، كما أننا نقسم أن نحمي الجمهورية، بكل ما نملك من قوة وعزم، وأن نحرر الوطن بأرواحنا وأموالنا، وأن يكون شعارنا دائما، الاتحاد والنظام والعمل والله على ما نقول شهيد والله أكبر وتحيا الجمهورية والله أكبر والعزة لمصر"، هذا وقد توجه "نجيب" إلى الإذاعة وألقى خطابه الأول على الشعب المصري. 

محمد نجيب رئيسًا للجمهورية
وبعد تعيين نجيب رئيسًا للجمهورية، ورئيسًا للوزارة، كلف جمال عبد الناصر ليكون نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للداخلية، وترقية عبد الحكيم عامر إلى رتبة لواء، وقائدًا عامًّا للقوات المسلحة، كما تم تكليف عبد اللطيف البغدادي وزيرًا للحربية والبحرية، وصلاح سالم وزيرًا للإرشاد القومي، وهكذا حتى تولى الضباط الأحرار كل مناصب الوزارة.

إتهام الرئيس بـ"ركوب الموجة"
حاول البعض من التقليل من الدور الذي قام به اللواء محمد نجيب، من أهل نجاح الثورة، مصورين أنه لم يكن له علم بالثورة مؤكدين على أنه "ركب الموجة"، كما حاول البعض الادعاء بأن الضباط الأحرار استخدموا "نجيب" ليقوم بدور الواجهة من أجل إنجاح الثورة.

بل وصل الأمر إلى أن البعض ادعى أنه كان مريضا في منزله يوم الثورة حتي استيقظ على اتصال من الضباط الأحرار يقولون له: تفضل لقد قمنا بثورة واخترناك زعيما لها.

السلوكيات الخاطئة لبعض الضباط الأحرار
بعد توليه مقاليد الحكم لاحظ "نجيب" أن هناك بعض السلوكيات الخاطئة  التي يقوم بها الضباط في حق الثورة والشعب الذي وثق بهم، وجاءت هذه التجاوزات مثل تغير سياراتهم الجيب وركوب سيارات الصالون الفاخرة وترك بعضهم شقته البسيطة والمتواضعة واستولى على قصر من قصور الأمراء حتى يكون قريبا من أحدي الأميرات التي كان قصرها قريبا من القصر الذي استولي عليه وصدمت هذه التصرفات باقي الضباط الأحرار الذين يتصفون بالمثالية فحمل بعضهم هذه الفضائح وواجهوا بها ضباط القيادة لكنهم سمعوهم وقرروا التخلص منهم مثلما حدث مع ضباط المدفعية.

الخلاف الأول مع قيادة الثورة 
كان أول خلاف بينه وبين ضباط القيادة حول محكمة الثورة التي تشكلت لمحاكمة زعماء العهد الملكي ثم حدث خلاف ثاني بعد صدور نشرة باعتقال بعض الزعماء السياسيين وكان من بينهم مصطفى النحاس، فرفض اعتقال النحاس باشا لكنه فوجئ بعد توقيع الكشف بإضافة اسم النحاس وأصدرت محكمة الثورة قرارات ضاعفت من كراهية الناس للثورة ومنها مصادرة 322 فدانا من أملاك "زينب الوكيل" حرم النحاس باشا كما حكمت على أربعة من الصحفيين بالمؤبد وبمصادرة صحفهم بتهمة إفساد الحياة السياسية.

انهزام "نجيب" والاستقالة
وخلال معركة مارس 1954 انهزم محمد نجيب لتكون هذه الهزيمة بمثابة خسارة لمسيرة الديمقراطية في وادي النيل.

ويتمسك بعدها الرئيس نجيب بالاستقالة من منصب رئيس الجمهورية، ليجد معارضة قوية من "عبد الناصر" خشية من خروج مظاهرات مثلما حدث في فبراير 1954 ليوافق نجيب علي الاستمرار لإنقاذ مصر من فتنة كبرى وحرب أهلية ومحاولة إتمام الوحدة مع السودان.

إعفاء من منصب الرئيس 
دخل عليه عبد الحكيم عامر في خجل ليقول له "أن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئاسة الجمهورية" قبل أن يرد عليه الرئيس "أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسئولا عن ضياع السودان أما أذا كان الأمر إقالة فمرحبا" ليقسم بعدها اللواء عبد الحكيم عامر على أنه سيقيم في فيلا زينب الوكيل بضعة أيام ليعود بعدها إلي بيته، لكنه لم يخرج طوال 30 عاما.

اللحظة الأخيرة للرئيس .. والخروج المهين 
قام الرئيس محمد نجيب بالخروج من مكتبه في كل هدوء وصمت، وبيده مصحفه وبصحبة حسن إبراهيم وركبا سيارة إلى معتقل المرج، ليعبر نجيب على الطريقة التي خرج بها وعدم تحيته بالتحية العسكرية مما تسبب في إهانته .