"الجلامة” موسم جز صوف الأغنام في مطروح (صور)

محافظات

بوابة الفجر


المجلم، هو موسم قص صوف الأغنام في البادية، ويأتي بعد انتهاء موسم الربيع وبداية موسم الحصاد، وتعتبر جلامة صوف الغنم ضرورية، حيث تخفف عن الخراف حرارة شمس الصيف كما يساعدها على التسمن.

وللجلامة طقوس تراثية خاصة تتوارثها الأجيال من الآباء ومازال يحرص عليها فى الصحراء رغم المتغيرات والتطورات التى نالت من كثير من الموروثات.

وفى المجلم يجتمع الأهل والجيران والأصدقاء وسط فرحة بقدوم موسم لطالما كان سببًا في دخول السرور على أهل البادية، لإحياء التراث الثقافي في تناول الأغاني ”غناوة علم، وشتاوي".

ويبدأ المجلم "بالكِرامة" وهي ذبح الخراف في الصباح الباكر لإطعام المشاركين في عملية جز الصوف من "الجَلامة"، وهم الأشخاص المتخصصون في عملية الجز والمعاونون لهما من الرعاة وأصحاب الغنم والجيران والأقارب الذين يساعدون في هذه العملية، وعقب وجبة الإفطار يبدأ العمل ثم يتوقف المشاركون لتناول وجبة "الضحوية" وتكون وقت الضحى بين وجبتي الإفطار أما تناول الشاي فهو متكرر على مدار الساعة.

ويتم نصب خيمة للقائمين على المجلم يقوم فيها الأقارب والجيران بإشعلوا النار لإعداد الشاي ووجبة الإفطار، وأمام الخيمة توجد الأغنام وسط سلك شائك تم إعداده لجمعها، وعلى مقربة من هذا المكان تم تخصيص مكان للجلامة، به سقف من الخوص لحمايتها من حرارة الشمس المباشرة، ويتم خلال "المجلم" ترديد أغان بدوية طوال اليوم، منها ما هو مع بدء العمل وأخرى أثناء العمل طوال اليوم والبعض الآخر نهاية العمل.

وقال باحث فى التراث البدوي- منعم العبيدي، إن يوم المجلم هو يوم جز صوف الأغنام، ويعد من الأيام الجميلة والمليئة بالطقوس التراثية الأصيلة، وتوقيت المجلم يكون في آخر فصل الربيع، ويسمى هذا الوقت من العام "بوقت اللوايا" وهو وقت تمنع فيه المياه عن الأغنام.

وأضاف "العبيدي"- في تصريحات خاصة لـ"الفجر"- أن في صباح يوم المجلم تدخَل الأغنام إلى "بيت العرب" من المقدمــة حيث تتم عملية التجليم أو جز الصوف وتخرج بعد الانتهاء من مؤخرة البيت، ولكل شخص مهمة في هذا اليوم، فيقوم شخص يربط في وسطه مجموعة من الحبال القصيرة ويسمي هذا الشخص بـ"العضروط" ومهمته تقتصر على توثيق 3 أرجل من كل شاه "الأماميتين وواحدة خلفية" ثم يتحول مسمى هذا الشخص إلى (رحام) وتتحول مهمته إلى فك هذه القيود بعد تمام عملية التجليم.

وأوضح "العبيدي" أن صاحب المهمة الأساسية في هذا اليوم شخص يسمى "الجلام" وهو االمختص بجز الصوف بواسطة "الجلم" وهي آداة تشبه إلى حد ما المقص ولكنها أكبر بكثير ويوجد "القروي ّ" وهي آداة تشبه الجلم ولكنها صغيرة بعض الشيء، ويوجد شخص آخر يسمى "السنان" ومهمته سن المجالم بواسطة "المسن"، وهو عبارة عن قطعة حجر صوان خاصة بسن الأدوات الحادة كي لا "تدثر" أي لا تبرد.

وتابع الباحث فى التراث البدوي، أن في وقت الضحى تقدم وجبة (الضحوية) وفي هذا اليوم تكون عبارة عن لبن و"مفروكة"، وهي عبارة عن خلطة لذيذة تصنع من زبدة حليب الماعز والتمر و"المجردق" وهو عبارة عن خبز رقيق غير مخمر، وتذبح في هذا اليوم شاة تسمى "الكرامه" وتقدم كوجبة غداء وتطهى في مرق ثم يصفى ويضاف إليه اللبن والأرز، ويقدم الأرز بالبن مع سمن مصنوع من لبن الماعز.