نادية صالح تكتب:

مقالات الرأي



يبدو أننا نعيش فترة من «الزلات»، وهذا طبعا بسبب العصبية التى باتت تحكم مشاعرنا وكادت توصلنا إلى طريق مسدود، ماذا جرى؟! أين السماحة والتسامح؟! أين تقدير ظروف الحال؟! أين وأين؟! أشياء كثيرة لابد أن نضعها فى الاعتبار ونحن نعيش أصعب مراحل أيامنا وحياتنا..

المستشار الزند.. الرجل القوى والمستشار الجليل.. ابن الأزهر الشريف يواجه تهمة سب الرسول صلى الله عليه وسلم.. استغفر الله العظيم.. الرجل الشجاع استشعرها فى حينها واستغفر ربه فورا، ماذا جرى ياعالم؟ الوزير الذى وقف فى وجه الإخوان وعرض حياته وحياة أسرته للتهديد بل ناله منهم بعضا من العنف، ماذا جرى.. «إحنا قاعدين لبعض على الواحدة» كما يقولون؟! وباقى القصة معروفة حتى وصلت إلى إقالة الأسد القوى دفاعا عن دين الإسلام.. هل هذا معقول؟!

المهم.. الرجل هو هو.. أسد شجاع مسلم غيور على دينه والتاريخ سينصفه لامحالة، ولكننا نحن الذين يجب أن نحاكم أنفسنا ولانتصيد الأخطاء ولانلوى الكلمات لنصل إلى معان بعيدة عما يقصدها قائلها بكل تأكيد.

والآن.. دعونى انتقل إلى ما وجدته (زلة مقال) -كما أردت تسميتها- للأستاذ العظيم والوطنى الجليل د.محمد أبوالغار.. ومقاله بعنوان «حزين عليك ياوطنى»، وللحق عندما قرأت مقاله هذا شعرت بالحزن والخوف بل وصلت إلى درجة من الاكتئاب لكننى لم أشك لحظة واحدة فى وطنية الرجل وإخلاصه.. بل فى ولائه للرئيس السيسى.. د.أبوالغار ياسادة يحب وطنه بكل كيانه ويعشق الوطن وترابه وبايع الرئيس السيسى وعبر عن ذلك كثيرا ولكن ليس أمامى الآن نص ما كتبه أو بعض من تصريحاته بهذا الشأن.. د. أبوالغار أسس حزبه الوطنى الديمقراطى وترك رئاسته طواعية ليقدم آخرين ولتتوالى الأجيال.. لايطمع الرجل فى جاه أو مال، ولكننا نحن الذين قرأنا مقاله بانفعال وعصبية وأظن أن هذه كانت حالته هو نفسه -د.أبوالغار- وقت كتابته هذا المقال.. ودليلى على ذلك أننى بعدما قرأت مقاله التالى بعنوان (تبعات حزين عليك ياوطنى) أقدم لحضراتكم بعض الأدلة على طريقة تحديد الكلام واجتزائه وتقديم بعض العبارات على الأخرى بما يعطيك إحساسا مختلفا عما يقصده الكاتب.. ولاحظوا الفرق فى هدوء الأعصاب فى المرحلة أو المقالة الثانية أعصاب الكاتب وأعصاب القارئ نفسه.

وإليكم أدلتى على أسلوب الاصطياد أو العكس كالتالي:

1- يمكن أن ابدأ بالاشارة أولا إلى هذا البند فى مقال د.أبوالغار والذى تقول كلماته بالنص «كل الكلمات عن انتخابات رئاسية مبكرة كلام سوف يؤدى إلى كوارث وكل الكلام عن ثورة سوف يؤدى إلى ثورة جياع تقضى على الأخضر واليابس»، ويمكن إذا أشرت إلى نص كلماته فى ذات المقال التى يقول فيها «بوضوح ليس أمامنا بديل آخر غير إصلاح النظام الحالى بالضغط عليه بكل الطرق لتغيير المسار وإعطاء الاقتصاد والمشروعات الضخمة لمن يفهم فيها وعنده خبرة أكبر من الرئيس ومعاونيه من رجال القوات المسلحة».

وهنا تجب الإشارة إلى تقديم فقرة عن أخرى فى هذا المقال أو غيره فتتبدل المعانى ونبدأ فى تصيد الأخطاء والحكم بسوء النية، لكن الرجل د.أبوالغار استمر فى مقاله التالى يعرض ويوضح تبعات مقاله الأول الذى آثار ضجة وصفتها بعض الأقلام والأصوات بالخيانة.. تصوروا؟ ماذا جرى لنا؟ وأقولها من جديد ماذا جرى لنا؟ محمد أبوالغار؟ ماهذا ياسادة؟! الرجل فى غيرة وعصبية على وطنه، ونحن شعب عاطفى فى الأساس كما نحن شعب متدين فى الأساس.. غضب وثار وامتلأ حزنا على الوطن.. حتى وصل إلى تغيير اللازمة التى كان ينهى بها مقالاته دائما وهى «قوم يامصرى» ووصل فى مقاله الثائر هذا حتى قال لن أقول قوم يامصري، المصرى غير قادر على أن يقوم أو يقعد أو حتى ينام!.. هذا غضب شديد ياسادة بل خفة ظل غاضبة ياسادة؟ ماذا جرى لنا؟! وها هو نفسه يعود من جديد وبعدما هدأ الغضب قليلا ليقول «قوم يامصرى» ياسادة.. لاتتصيدوا للناس زلات لسانهم أو زلات مقالاتهم كما قلت إن غضبوا.. هذه زلة لسان للوزير العظيم أحمد الزند وهذه (زلة مقال) للدكتور محمد أبوالغار.. وتذكروا من هما وما هو تاريخهما.. يرحمنا ويرحمكم الله.