مى سمير تكتب: الملفات السرية لثورة 25 يناير فى برقيات هيلارى كلينتون

مقالات الرأي



هاربون وثوار وجنرالات وضحايا ونشطاء وعملاء وإخوان


بمرور الوقت، تنكشف الأسرار، وتتضح الحقائق، لتظهر فى الأخير صورة، ظلت باهتة لسنوات، وإجابات على العديد من الأسئلة التى فجرتها ثورة 25 يناير.

فكل عام بل كل شهر تظهر روايات جديدة ومتناقضة أحياناً عن الثورة المصرية التى رفعت شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

ومع تعدد الروايات والقصص بدا للبعض أنه لا جديد يحكى عن الثورة باستثناء الإستعدادات لذكرى الثورة.

وبعيدا عن وجهات النظر المصرية، ما بين مؤيد للثورة ومعاد لها، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية « إيميلات» وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون التى تولت حقيبة الخارجية خلال الفترة من 2009 إلى 2013، وكشفت من خلالها كواليس وأسرار لم تنشر من قبل عن رجال سياسة ونشطاء وحكام وجنرالات.


حسنى مبارك

مستشار البيت الأبيض يقترح إرسال مبعوث أمريكى لإقناعه بالرحيل.. لكنهم انتظروا أسابيع قليلة حتى لا يضطر للهروب

■ أوباما طالبه بالرحيل فى اتصال هاتفى ومبارك يرد: المظاهرات ستهدأ بعد خطابى الأخير! 

■ الجيش يرغب فى رحيله.. لكنه لن يقبل بإذلاله

■ اشترط خروجا مشرفا وضمانات للحفاظ على ممتلكاته.. وأصر على تولى عمر سليمان قيادة البلاد.. فرفض الروينى وطنطاوى

بتاريخ 29 يناير 2011، أرسل سيدنى بلومننثال (مستشار البيت الأبيض) رسالة إلى هيلارى كلينتون تتناول الوضع فى مصر.

أشارت الرسالة إلى أن مبارك قد خسر بالفعل، وأن المجتمع المصرى اتخذ قراره، وقد ينجح مبارك فى قمع الثورة ولكن هذا لا يعنى أنه فى المستقبل لن تشتعل الثورة من جديدة بشكل أكبر وأكثر عمقا وهو الأمر الذى لا يصب فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.

واقترح اتخاذ مجموعة من التدابير قصيرة المدى من شأنها أن تخفف من حجم العنف وتأتى بنتائج إيجابية على مصر والأهم أنها سوف تساهم فى تحسين صورة أمريكا فى مصر والعالم العربى.

من هذه التدابير أن على مبارك أن يعلن على الفور عدم ترشحه وكذلك عدم ترشح ابنه فى الانتخابات الرئاسية القادمة فى الخريف، على أن يقوم بدعوة الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين لضمان نزاهة العملية الانتخابية، وتضمنت هذه التدابير أيضا أن على أمريكا إبلاغ مبارك أن مستقبل المساعدات الأمريكية يتوقف على إقامة انتخابات رئاسية نزيهة.

وأخيرا على أمريكا أن تحذر مبارك، أنه فى حالة استخدام جهاز الشرطة لأى أساليب قمعية خلال المرحلة الانتقالية، بعد إعلانه عدم خوضه للانتخابات، فإن الولايات المتحدة ستصوت لإصدار قرار من الأمم المتحدة بفرض عقوبات على مصر، كما سيتم تعليق المساعدات الأمريكية إلى أن تلتزم مصر بميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان.

وبتاريخ 31 يناير، أرسل سيدنى بلومننثال، رسالة حملت عنوان سرى (آخر المعلومات الاستخباراتية عن مصر) أشار فى بدايتها إلى تحدثه مع «تايلر درامهيلير» وهو عميل سابق فى المخابرات الأمريكية، يتمتع بمعرفة عميقة بالوضع المصرى، غير أنه تجمعه علاقات قوية بعملاء المخابرات فى الاتحاد الأوروبى ولديه اتصالات مباشرة مع مصادر داخل مصر.. بخلاف صداقته القديمة بعمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرى، ونائب الرئيس فيما بعد.

الرسالة تضمنت مجموعة من النقاط الرئيسية، منها أن مبارك عليه أن يرحل ولكنه فى حاجة للبقاء لعدة أسابيع حتى لا يضطر للهروب، غير أن الجيش يسيطر على الوضع، ولا يريد أن يتطور المشهد إلى حمام دماء، فهذا أمر غير مقبول، كما يريد الجيش رئيساً عسكرياً ورئيس وزراء مدنياً على أن يكون شخصية مثل محمد البرادعى.

ولكن فى الغالب لن يكون البرادعى الذى يفتقر للقاعدة السياسية على الرغم من تصاعد وضعه. وأخيرا أكد «تايلر» أن الجيش يعلم أن مبارك يجب أن يرحل، ولكن موعد الرحيل لم يتم تحديده وإن كان الجيش يدرك أن فى حالة بقاء مبارك لفترة طويلة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة ولهذا فإن على الجيش أن يواجه مبارك بضرورة رحيله.

ومن وجهة نظر «تايلر» فإن أفضل سيناريو هو مرحلة انتقالية يتولى فيها سليمان إدارة البلاد، ولكن حتى هذا السيناريو قد لا يكون مقبولاً فى الوقت الحالى، وأخيرا أشار العميل الاستخباراتى الأمريكى إلى أن المهم الثناء على أداء الجيش المصرى وقدرته على ضبط النفس.

أما فيما يتعلق بمبارك، فمن الممكن أن يقوم الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإرسال مبعوث من أجل إبلاغ مبارك بضرورة رحيله، واقترح إرسال الأدميرال كولن رئيس هيئة الأركان المشتركة فى الجيش الأمريكى فى ذلك الوقت، وإن كان هذا يوحى بأن الأمر صادر من الجيش الأمريكى، غير أنه تم استبعاد اسم كولن بول وزير الخارجية الأمريكى السابق لأنه لا يحظى باحترام المصريين وأشار إلى أن جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق قد يكون خيارا مناسبا.

وبتاريخ 1 فبراير، أرسل جايكوب سوليفان رسالة إلى هيلارى كلينتون تضمنت أجزاء من الحديث التليفونى الذى أجراه الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع الرئيس المصرى الأسبق مبارك. بحسب الرسالة أن مبارك أبلغ أوباما أنه لا يعرف مصر، وأضاف أنه اتخذ خطوة كبيرة بخطابه وأن المظاهرات سوف تنتهى، ولكن أوباما أكد له أنه يرى صورة بشكل مختلف عنه.

بتاريخ 2 فبراير 2011، وتحت عنوان سرى (آخر المعلومات الاستخباراتية حول مصر) كتب سيدنى بلومننثال عدة ملاحظات بناء على معلومات عميل المخابرات الأمريكية مع تايلر درامهيلير، ومنها أن الجيش لا يتورط فى الصراع بين مؤيدى ومعارضى مبارك، كما لا تريد القيادات العسكرية إذلال الرئيس وبالتالى لن يجبروه على عمل شىء، رغم أنهم يريدون رحيله حلا للأزمة.

وفى 10 فبراير 2011، وتحت عنوان (ما وراء خطاب مبارك) كتب سيدنى بلومننثال أن مصادر استخباراتية على علاقات قوية داخل مصر أشارت إلى أن الصراع بين مبارك والمجلس العسكرى كان السبب فى تأخر خطابه.

طلب مبارك ضمانات بشأن ممتلكاته وضمان خروجه بشكل مشرف من الخدمة، غير أنه أصر على أن يتولى سليمان إدارة البلاد خلفا له طالما أن جمال لن يخلفه، لكن اللواء حسن الروينى القائد العسكرى لمنطقة القاهرة والمشير طنطاوى اعترضا على اختيار سليمان، والذى يأتى من القوات الجوية والمخابرات وليس من الجيش، واعتبرا سليمان امتدادا لمبارك وبالتالى فهو فاقد للمصداقية، وقبل كل شىء أراد هؤلاء القادة الحفاظ على المؤسسة وعلى سمعة الجيش، وتجنب حمام الدماء.

وخلال نفس اليوم 10 فبراير، التقى وزير الدفاع المشير طنطاول مع رئيس الأركان سامى عنان وغيرهما من قادة المجلس العسكرى مع مبارك وعمر سليمان فى محاولة لإقناع الرئيس بالرحيل ووضع السلطة فى يد المجلس العسكرى، مع منع سليمان من تولى رئاسة البلاد خلفا لمبارك.

وكانت المناقشات ساخنة وتمركزت حول رغبة مبارك فى الرحيل بشرف وضمان أن الحكومة الجديدة لن تسعى لمصادرة ممتلكاته وأمواله الشخصية، وتزعم الرسالة أن فى النهاية تم التوصل إلى حل وسط يسمح لمبارك بالانتقال إلى منزله فى شرم الشيخ وتوفير الحماية له مع الاحتفاظ بلقب الرئيس فى الوقت الذى يدير فيه سليمان عملية الانتقال إلى حكومة جديدة تحت سيطرة المجلس العسكرى.

وتنتقل الرسالة إلى صباح 11 فبراير، حيث حذر عمر سليمان وسامى عنان الرئيس الأسبق مبارك من المشاكل المحتمل حدوثها، وأكد عنان لمبارك أن العاهل السعودى الملك عبدالله سوف يضمن له أن يمتلك ثروة شخصية كبيرة حتى لو حاولت البنوك الغربية تجميد حساباته الشخصية.

وتضيف الرسالة أن عنان أبلغ مبارك أيضا أن المجلس العسكرى سوف يحمى شرفه وسمعته، وأنه سيبقى معه فى شرم الشيخ لحين استقرار الوضع وضمان سلامته.

وافق مبارك على قيام سليمان بإعلان تنحيه عن الحكم، وتنتهى الرسالة بالإشارة إلى أن بعد رحيل مبارك كان الجيش المصرى المؤسسة الأكثر أهمية فى البلاد، بينما كان موقف سليمان غير واضح، وأبلغت مصادر مطلعة أن مصر عادت إلى نموذج عام 1952 حيث يتولى إدارة البلاد مجلس عسكرى، وأشارت الرسالة إلى أن السؤال الحالى هو: إلى أى مدى سوف يتقاسم قادة الجيش الحكم مع المدنيين؟

عمر سليمان

مبارك وعد عمر سليمان بتعيينه نائبا منذ 15 عاما.. ومشروع التوريث أحدث الخلاف بينهما

■ الجيش يرفض تولى عمر سليمان إدارة البلاد لأنه خيار غير مقبول من الشعب

أشارت رسالة بتاريخ 31 يناير 2011 إلى أن ثمة خلافاً كان قد وقع بين سليمان ومبارك فى الخريف الماضى لأسباب مجهولة، وفى الغالب بسبب طموحات جمال لتولى الرئاسة.

وتعرض سليمان لمعاملة باردة من قبل مبارك، الذى كان قد وعده بتوليه منصب نائب الرئيس منذ أكثر من 15 عاما، ولكن مبارك لم يعينه فى هذا المنصب وذلك لإتاحة الفرصة لابنه جمال لكى يتولى منصب الرئيس.

وكان من المفترض أن يبقى سليمان فى هذا المكان لحين تدريب جمال على تولى شئون الرئاسة، ولكن لم يحدث هذا الأمر، وأضاف عميل المخابرات الأمريكية السابق إلى أن سليمان لا يتمتع بشعبية فى صفوف الجيش لأنه قادم من المخابرات وليس من الجيش، لكن هذا لا يعنى أن الجيش يكرهه ولكن الجيش يعلم أنه خيار غير مقبول بالنسبة للشعب.

وكشفت رسالة أخرى يعود تاريخها إلى 29 يناير عن الاتصالات المتعددة الأوجه التى حرص المسئولون الأمريكان على القيام بها مع شخصيات من مختلف التيارات، أن مصادر عديدة أبلغت السفارة الأمريكية أن عمر سليمان يتمتع بشعبية إلا أنهم يرون أن اختياره فى منصب نائب الرئيس أتى متأخرا ولا يتناسب مع حجم المتطلبات.

كما أشارت الرسالة إلى أن عدداً من المعارضين والنشطاء الذين على اتصال بالسفارة الأمريكية قد أبلغوهم أن اختيار سليمان فى منصب نائب الرئيس وأحمد شفيق فى منصب رئيس الوزراء غير كافٍ لإرضاء المتظاهرين، وأن على عمر سليمان أن يكسب انتخابات حرة ونزيهة ثم يبدأ بعد ذلك مرحلة انتقالية طويلة المدى، واقترح أن يلعب الجيش دور الضامن على غرار النموذج التركى.

سامى عنان

عاش حالة من القلق بسبب شكه فى تراجع مبارك عن تنحيه.. ووقتها كان الجيش سيجبره على الرحيل وهو الخيار الأخير

أما رئيس أركان القوات المسلحة سامى عنان، بحسب الرسالة التى أرسلت فى 10 فبراير 2011، تحت عنوان (ما وراء خطاب مبارك) يبدو وكأنه موافق على اختيار سليمان، واستمر فى الاجتماع بمبارك بشأن إنهاء هذا الموقف، وقال عنان إنه حذر مستشارى الرئيس من حجم العنف الذى قد ينتج عن التصريحات الغامضة التى تضمنها خطاب مبارك.

ورأى عنان أن الحكومة يجب أن تعمل لتوضيح الوضع وأن الرئيس لا يجب أن يعتمد على إمكانية أن يطلق الجيش النار على المتظاهرين فى حالة تصاعد الموقف فى وقت لاحق. وكان عنان يعتقد أن مبارك لا يستطيع أن يعلن أنه رضخ للضغوط. وكان عنان يشعر بالقلق من أنه فى حالة تصاعد الأحداث فإن الجيش سوف يضطر للتحرك من أجل الإطاحة بمبارك، وهى الخطوة التى لايريدها، عنان كان يريد أن يتنازل مبارك عن الحكم حتى لا يضطر الجيش لعزله.

لذا حاول إقناعه بضرورة الرحيل وحذره من البقاء فى سدة الحكم، وعرض عليه الإقامة معه فى شرم الشيخ، ليطمئن من ناحية، وليضمن أنه لن يتراجع فى قراره من ناحية أخرى.

حسن الروينى

علم من مصادره أن الطلاب ينوون الهجوم على قصر الرئاسة والبرلمان وخشى من استخدام القوة حتى لا تفسد علاقة الشعب بالجيش

وفى رسالة أخرى تحت عنوان (تقرير استخباراتى وخيارات: ماذا حدث بالفعل وماذا يجب أن يحدث الآن) أرسل سيدنى بلومننثال رسالة بتاريخ 12 فبراير أشار فيها إلى أنه فى 10 فبراير أبلغ اللواء حسن الروينى قائد منطقة القاهرة العسكرية القادة العسكريين فى المجلس العسكرى أن مصادره الذين يراقبون المظاهرات قد أبلغوه أنه فى 11 فبراير هناك قادة المظاهرات من الطلاب يخططون من أجل محاولة اقتحام القصر الرئاسى، مبنى البرلمان، القصر الملكى القديم فى الإسكندرية وغيرها من المبانى الحكومية.

وأشار الروينى إلى أن هذا قد يعنى أن جنوده قد يضطرون لاستخدام القوة من أجل حماية هذه المنشآت وقد يسفر عن ذلك مواجهة عنيفة قد تؤدى إلى تدمير العلاقة بين الشعب والجيش.

وتضيف الرسالة أن مصادر الروينى أبلغوه أيضا أن خطاب مبارك فى 10 فبراير لم يوضح الاتفاق الذى تم التوصل إليه وأعطى الإيحاء أنه لايزال يسيطر على البلاد، مرة أخرى حذر الروينى من إمكانية اشتعال العنف بين المتظاهرين والجنود فى 11 فبراير، وحذر الروينى أن الجنود لن يطلقوا النار على الحشود، وأن الأمر قد يتطور إلى مواجهات عنيفة شبيهة بالانتفاضة الإيرانية.

سوزان مبارك

قالت لهيلارى كلينتون: أشعر وزوجى بالامتنان لأنك اتصلت للاطمئنان على صحته

كما كشفت الرسائل الإلكترونية لهيلارى كلينتون عن العلاقة القوية التى كانت تجمعها بعائلة الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك وبالتحديد زوجته سوزان مبارك. فى رسالة يعود تاريخها إلى 20 إبريل 2010، كتبت سفيرة وزارة الخارجية الأمريكية لشئون المرأة ميلانى فيرفير إلى هيلارى كلينتون رسالة تتناول فيها لقاءها مع سوزان مبارك.

كتبت ميلانى أنها أجرت زيارة جديدة لسوزان مبارك التى ترغب بشدة فى قيام هيلارى كلينتون بزيارة مصر من أجل المشاركة فى فعاليات الحدث الضخم الذى تعد له بشأن منع الاتجار فى البشر، ومن المنتظر إقامته فى ديسمبر من نفس العام، حيث ترسل زوجة الرئيس تحيتها إلى هيلارى كلينتون. وأضافت الرسالة أن مصر تحرز تقدما جيدا فى مجال قضايا المرأة مثل ملاحقة قضايا زواج الأطفال، ومكافحة ختان الإناث، بالإضافة إلى الاقتراب من تمرير قانون مكافحة الاتجار وذلك تحت قيادة سوزان مبارك. وأشارت ميلانى فيرفير فى رسالتها إلى أن الرئيس الأسبق وزوجته يشعران بالامتنان من المكالمة الهاتفية التى أجرتها هيلارى كلينتون للاطمئنان على صحة الرئيس الأسبق بعد خضوعه لعملية جراحية. وردت هيلارى كلينتون على تلك الرسالة وطلبت معرفة تاريخ انعقاد الحدث الخاص بمكافحة الاتجار بالبشر، وردت عليها ميلانى بأنه سيكون فى 10 ديسمبر وسيقام فى فندق وينتر بلاس فى الأقصر.

أحمد أبوالغيط : أبلغوا العزيزة هيلارى أنى أرسل لها أحضانا حارة

كما تشير الرسالة إلى لقاء ميلانى مع وزير الخارجية المصرى أبو الغيط، والذى يبدو أن علاقة قوية وقريبة تجمعه بهيلارى كلينتون، حيث قال لميلانى «أبلغى العزيزة هيلارى أننى أرسل لها أحضاناً». وأنهت رسالتها بالإشارة إلى أنها ستعود أخيرا لأمريكا وأن الوضع كان مضغوطاً، ولكن الجميع يحبونها فى مصر. ولم تذكر هيلارى اسم أبو الغيط مكتفية بالإشارة لمنصبه فقط.

وائل غنيم: سأعود لـ«دبى» لأن المهمة انتهت.. بسقوط النظام

كشفت نفس الرسالة أن السفيرة الأمريكية دعت وائل غنيم المدير التنفيذى لـ «جوجل» لتأثيره الكبير، ولإحساس الفخر الذى صنعه فى قلوب المصريين على حد وصف الرسالة.

وقال غنيم إنه التقى مع رئيس الوزراء المصرى أحمد شفيق وعدد من أعضاء الحكومة الجديدة وأبلغهم أن أيام استخدام سلطاتهم من أجل قمع الناس قد انتهت.

كما قال إنه لا يحتفل، وأنه يريد الانتظار ورؤية ماذا سيحدث بالفعل. ولكن مهمته فى مصر انتهت وأنه يخطط من أجل العودة إلى دبى واستئناف عمله.

البرادعى: الحشود رفضت رفع صورته فى المظاهرات

أشارت رسالة يعود تاريخها إلى 29 يناير، إلى مصادر من بينها عضو فى المجلس الوطنى للتغيير الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى، أكد للمسئولين الأمريكيين أن البرادعى لم يتعرض على الإطلاق للاحتجاز داخل منزله ولكنه فضل البقاء فى منزله فى الليل، وأضاف أنه كان من المفترض أن يخرج لكنه غير رأيه فى صباح هذا اليوم وفضل البقاء فى منزله.

أحمد عز

عضو بالوطنى: استقالته تأخرت.. وكان يجب تقديمها بعد الانتخابات الفاشلة

لا تتركوا أطفال الحزب يتصرفون فى القضايا الشائكة.. وإذا أردتم البقاء «غيروا الوجوه» وبتاريخ 30 يناير، تعرضت الرسالة لكواليس الحزب الوطنى، وأشارت إلى أحد المصادر من داخل الحزب الوطنى صرح قائلا لمسئولى السفارة الأمريكية بأنه مع المصلحين من داخل الحزب وقد حذروا من هذا السيناريو منذ وقت طويل. وأضاف نفس المصدر أن استقالة أحمد عز كان يجب أن تكون بعد الانتخابات البرلمانية الفاشلة، وأنها بدون معنى فى الوقت الحالى، وأشار إلى أنه قال للجنة فى الحزب الوطنى إنه لا يمكن ترك الأطفال يتعاملون مع هذه القضايا ولكنهم لم يتحركوا. وأضاف أن الحزب الوطنى قد ينجح فى البقاء على الساحة السياسية فى حالة تغيير الوجوه.

يوسف بطرس غالى

وزير المالية المصرى ترك منزله عندما اشتعلت الثورة وفضّل المبيت عند أحد أصدقائه

ومن ضمن الإيميلات التى ترصد بشكل مفصل تفاصيل ما يحدث فى مصر أثناء اندلاع ثورة 25 يناير، كشفت نفس رسالة 30 يناير، أن مصادر أبلغت المسئولين الأمريكان أن وزير المالية المصرى فى الوقت الحالى يوسف بطرس غالى يقيم فى منزل أحد أصدقائه، وأضافت الرسالة أنه ليس من الواضح إذا كان «غالى» قد وجد نفسه مضطراً للبقاء فى منزل صديقه بعد اندلاع الثورة أما أنه اختار الذهاب لهناك وتجنب البقاء فى منزله. كما أشارت الرسالة إلى أن مصادر أخرى أكدت أن غالى قد غادر البلاد بالفعل.

الإخوان المسلمين

حاولوا استغلال حشود 25 يناير لكسب تعاطف من يمكن وصفهم بالسياسيين السذج

تحت عنوان «دور الإخوان المسلمين» أشارت رسالة 29 يناير 2011 إلى أن المسئولين الأمريكيين تلقوا تقارير مختلفة حول دور جماعة الإخوان المسلمين فى الثورة.

أحد المصادر أكد أن المتظاهرين رفضوا أى محاولة لتسييس المظاهرات، رافضين رفع صورة محمد البرادعى.

وفى الوقت الذى أشار فيه البعض للدور المتصاعد لجماعة الإخوان فى الثورة وهو الأمر الذى نفاه عضو سابق فى جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة تفضل أن تلعب دورا ثانويا، حيث تعتقد أن مشاركتها بشكل علنى ستكون حساسة للغاية، وأشار مصدر، من قادة المعارضة، إلى أن الإخوان المسلمين يحاولون استغلال التجمع لكسب تعاطف من يمكن وصفهم بالسذاجة السياسية.

وتحت عنوان سرى (محادثات مرسى الخاصة والتنسيق مع محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطنى العام الليبى فى الفترة من 2011 إلى 2013) كتب سيدنى بلومننثال رسالة إلى هيلارى كلينتون بتاريخ 14 سبتمبر 2012.

اعتمدت الرسالة على معلومات من مصادر تتمتع بعلاقات مباشرة مع المؤتمر الوطنى العام الليبى، وكذلك مع شخصيات كبرى فى الحكومات الأوروبية، وعملاء فى المخابرات الغربية والأجهزة الأمنية.

تضمنت الرسالة عدة نقاط ومنها أنه فى 14 سبتمبر 2012، أبلغ مرسى دبلوماسيين كبارا فى أوروبا أنه يشعر بقلق متزايد من أن المظاهرات العنيفة ضد الغرب وأمريكا التى تنتشر فى مصر هى من صنع حزب النور السلفى منافسه السياسى الذى يحاول زعزعة حكمه.

وأضاف مرسى أن السلفيين يعتبرونه معتدلاً للغاية فيما يتعلق بالإسلام، وإسرائيل والعالم الغربى، وأنه أثناء وجوده فى بروكسل للقاء الاتحاد الأوروبى اعتبر الاعتداء على قوات حفظ السلام فى سيناء هى محاولة من السلفيين لإعطاء الايحاء أن حكومته غير قادرة على توفير الأمن للمنشآت الغربية، وأشار مرسى للدبلوماسيين الأوروبيين إلى أن نجاح أو فشل نظامه مرتبط بشكل مباشر بقدرته على تأسيس دولة إسلامية معتدلة قادرة على العمل وفقا لمصالح الاستثمارات الغربية.

وعلق المصدر الاستخباراتى الذى كشف عن هذه التصريحات الخاصة بالرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسى أن فى رأيه فإن موجات العنف هى نتيجة الصراع المستمر بين السلفيين والإخوان فى مختلف أنحاء مصر.

كما كشف نفس المصدر الاستخباراتى أن فى 14 سبتمبر، عبر مرسى لدبلوماسى فى الاتحاد الأوروبى عن خوفه من وقف المساعدات الأمريكية لمصر فى ظل تصاعد العنف فى الشارع المصرى بقيادة السلفيين فى أعقاب انتاج الفيلم المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأشار إلى أنه يخشى من فقدانه للسيطرة على الوضع فى البلاد فى حالة استمرار العنف ما يؤدى إلى سقوط حكومته.

أشارت الرسالة إلى أنه وفقا لمصدر شديد الحساسية، فإن مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطنى الانتقالى كان على اتصال مع محمد بديع المرشد العام للإخوان فى مصر، هذه الاتصالات كانت نتيجة المعلومات التى تشير إلى أن الإخوان فى ليبيا يسعون للتواصل مع الإخوان فى مصر من أجل الحصول على دعمهم. وبحسب المصادر الاستخباراتية فإن بديع تعاون مع عبد الجليل من أجل دفع الإخوان فى ليبيا من أجل التعاون مع المجلس الانتقالى. وقال بديع فى هذا الحوار إن قدرة الإخوان على التعاون مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكذلك التعاون مع حزب النور السلفى هى التى مهدت لهم الطريق لكى يسيطروا على المشهد السياسى فى مصر.

وفى رسالة تحمل تاريخ 17 يناير 2013، أرسل روبرت هورمات وكيل وزارة الدولة لشئون النمو الاقتصادى والطاقة والبيئة الأمريكى رسالة إلى جايكوب سوليفان والذى أرسلها بدوره إلى هيلارى كلينتون.

تضمنت الرسالة تفاصيل الاجتماعات التى عقدها فى القاهرة مع رئيس وزراء ومسئولين مصريين آخرين لمناقشة الحالة الاقتصادية الحرجة فى مصر جنبا إلى جنب مع احتمالات التوصل إلى اتفاق صندوق النقد الدولى والمساعدات الأمريكية، وشارك فى هذه الاجتماعات السفيرة آن باترسون وعدد من أعضاء فريق السفارة الأمريكية.

وأكد رئيس الوزراء ووزير المالية بالإضافة إلى مستشار السياسة الخارجية للرئيس مرسى أنهم ملتزمون بخطة إصلاحية جريئة وباتفاق صندوق النقد الدولى.