أحمد شوبير يكتب: نقول ألتراس.. يقولوا احتووه!!

مقالات الرأي




■ تفاقمت الظاهرة بطريقة لا يمكن لأحد أن يتخيلها وساعدها عدد كبير من السادة الإعلاميين 
■ أصبح اشتعال النار فى سيارة شرطة بطولة والتعدى على رجال الأمن فخرًا وشرفًا
■ عدد كبير منهم جاء من محافظة الشرقية وهى إشارة لها مدلول كبير نظرًا لأنها بلد المعزول محمد مرسى

لن أدعى الفخر والشرف بأننى كنت أول من حذر ونبه لخطورة ظاهرة الألتراس على الرياضة المصرية ومن أن هؤلاء الصبية الصغار لا يملكون من أمرهم شيئًا على الإطلاق لأن وراءهم تنظيما قويا يستطيع أن يتلاعب بهم كيفما شاء، وللأسف الشديد لم ينتبه أحد لما حذرنا منه وتعاملوا مع الموضوع باستهتار ولا مبالاة حتى تفاقمت الظاهرة بطريقة لا يمكن لأحد أن يتخيلها وساعدها عدد كبير من السادة الإعلاميين ما بين محب للفوضى أو مدع للحرية والثورة ووجدنا البعض يُطلق عليهم وقود الثورة والبعض الآخر يصفهم بأنهم مفجرو الثورة وتسابقت الصحف والبرامج فى استضافتهم والإسهاب فى الحديث عن بطولاتهم وأصبح اشتعال النار فى سيارة شرطة بطولة والتعدى على رجال الأمن فخرًا وشرفًا وإحراق أقسام الشرطة مصدر اعتزاز، وسار الجميع خلف نغمة الحرية والثورة والانتصار للشباب واستمرت الظاهرة فى التفاقم والخطورة حتى عندما مات 72 مشجعا فى بورسعيد بسبب التعصب الواضح لجماهير الألتراس سواء كانت جماهير المصرى أو الأهلى، تسابق الجميع فى إلقاء التهمة على المجلس العسكرى وعلى الشرطة وزادت الهجمة على رجال الأمن حتى تم تصويرهم بأنهم السبب الأول والأساسى بل إن البعض من السادة الإعلاميين اتهم الأمن بشكل واضح بأنه المخطط والمدبر الأول لقتل الجماهير للخلاص منهم، ما زاد الفجوة اتساعًا بين كل الأطراف وازدادت حدة الصراع بين الدولة ممثلة فى الشرطة والأمن بل تخطى الأمر إلى نظام الحكم نفسه وبين هؤلاء الصبية والذين وجدوا من يرعاهم ويسكب لهم البنزين فوق النار لتزداد الهوة يومًا بعد يوم، ورغم كل المحاولات التى بذلها كبار المسئولين فى الدولة من أعلى المستويات حتى أدناها لإنهاء الأزمة والوصول إلى اتفاق يعيد الحياة إلى الملاعب مرة أخرى من خلال الجماهير الواعية النقية الملتزمة إلا أنها كلها باءت بالفشل بسبب تدخل أفراد التنظيم السرى الذين يديرون القصة من الأبواب الخلفية وكلما شعرنا بأننا اقتربنا من تحقيق الهدف بإعادة الجماهير للمدرجات ينقلب الأمر إلى أزمة ولعل مثلاً مقدمات ما قبل الكارثة الأخيرة قبل مباراة الأهلى وسموحة تؤكد صدق قولى، فجماهير الأهلى كانت تحضر كل المباريات التى تقام فى الصالة المغطاة بالنادى الأهلى دون أن تحدث مشكلة واحدة باستثناء بعض من الهتافات الخارجة عن النص التى كانت تؤذى المشاعر إلا أنها لم تسبب دمارًا أو تحطيمًا داخل الصالة ولكن ما إن أعلن أن عودة الجماهير للمدرجات أصبحت وشيكة إذا بها تنقلب 180 درجة فتحطم مقاعد الصالة المغطاة بالأهلى وترفع اللافتات المسيئة للشرطة بل وتحرم الأهلى من فوز فى مباراة للكرة الطائرة أمام الترسانة بسبب الشغب الزائد ما اضطر الحكم لإلغاء المباراة واعتباره خاسرًا اللقاء وبعدها كانت هناك مباراة ودية جمعت بين الأهلى وناد مغمور من الدرجة الرابعة داخل ملعب التتش فإذا بأعداد هائلة من الجماهير تحضر اللقاء ولم يكن لها دور طوال اللقاء سوى السباب للشرطة والجيش والدولة وبعض رموز الأهلى فى موقف غريب وعجيب لم يستطع أحد تفسيره إلى أن جاءت الكارثة يوم مباراة الأهلى وسموحة بملعب بتروسبورت حين تجمهر ما لا يقل عن 3000 متفرج أمام فندق إقامة الأهلى، علمت فيما بعد أن عددا كبيرا منهم جاء من محافظة الشرقية وهى إشارة لها مدلول كبير نظرًا لأنها بلد الرئيس الأسبق محمد مرسى، ثم عدد آخر من بعض المحافظات ومنعوا الفريق من الذهاب إلى ملعب المباراة، بل حاولوا التعدى على بعض من لاعبى الفريق وبعض الإداريين وأيضًا أتلفوا إطارات الأوتوبيس الخاص بالفريق لمنعه من التوجه إلى الاستاد لعدم اللعب وبذلك ينجحون فى إفساد مسابقة الدورى العام ويبدأ مخططهم فى شل الحياة فى مصر فى النجاح لأن اضرابات بعض العمال فى المصانع عادت من جديد ومحاولات قطع الطرق بدأت فى الظهور بالإضافة إلى بعض من المظاهرات الفئوية ناهيك عن محاولة استغلال بعض الحوادث الفردية لرجال الشرطة فى محاولة لإثارة الرأى العام ضد رجال الأمن مثلما حدث بالفعل مع حادث خالد سعيد بالإضافة إلى محاولات الإثارة عبر السوشيال ميديا من فيسبوك وتويتر وصفحات تم تأسيسها خصيصًا لنشر الفوضى فى الشارع المصرى وللأسف الشديد فإن هذه الدعوات تجد من يغذيها إعلاميًا من خلال برامج رياضية موجهة خصيصًا لصالح الشغب بل إن أحد هذه البرامج أصبح هو همزة الوصل بين جماعات الألتراس فى كل أنحاء مصر عن طريق عبارات يتم ترديدها فى البرنامج وبالتالى لم يعد صعبًا عليهم أى وسيلة للتواصل سواء عبر جروب «السيكرت» أى السرى أو الواتس آب أو غيره من وسائل الاتصال، والغريب أن مسئولى النادى والقناة التى يعمل بها هذا الإعلامى يباركون هذه الخطوات، حيث يعتقدون أنهم يضيفون قوة للنادى وبكل أسف أجد أن الدولة بتأخرها الشديد فى مواجهة هذه الظاهرة خاصة أنها كانت قد وضعت يدها على عدد 15 مشاغبًا أحرقوا يد أحد رجال الأمن فى نادى الزمالك وأحرقوا أيضًا سيارتى شرطة وبعد أن تم القبض عليهم تدخل حازم صلاح أبوإسماعيل وقتها وأفرج عنهم وذلك فى أحداث اقتحام نادى الزمالك وترويع أعضائه وتحطيم أثاثاته والأمر نفسه حدث مع النادى الأهلى واتحاد الكرة ونادى ضباط الشرطة والذين تم تحديد المتسبين سواء فى الحرق أو الاقتحام ومع ذلك تدخل أيضًا خيرت الشاطر فى هذا التوقيت ومنع القبض على أحد بل أمر بالإفراج الفورى عن كل المشتبه بهم لتستمر حالة الفوضى والرعب والفزع من هؤلاء الصبية الذين يزدادون عنفًا يومًا بعد يوم بل إن أحد كبار قادتهم صرح للمقربين منه بأن العيار أفلت تمامًا وأنه لم يعد قادرًا على احتواء الموقف هو ومن معه، كما أنه لم يكن يتصور أن يصل بهم العنف إلى هذه الدرجة. الأمر أصبح فى غاية الخطورة ولو استمرت كلمة الاحتواء والمهادنة فسنخسر كثيرًا فى المستقبل وبقدر سعادتى من أن معظم وسائل الإعلام قد انتفضت أخيرًا محذرة من القادم ومؤكدة أن الخطر أصبح شديدا للغاية إلا أننى لا أجد تحركا فعالاً وقويا للقضاء على هذه الظاهرة المؤسفة والتى بغيابها ستعود الحياة النظيفة والجميلة للمدرجات وستعود الأسرة المصرية والأطفال والكبار مرة أخرى للتشجيع ومعها نستطيع أن نقول إن مصر نجحت مثل انجلترا فى القضاء على شغب الملاعب خصوصًا أن ظاهرة الهوليجانز كانت هى الأسوأ على مر التاريخ لتنقلب الصورة وتصبح المدرجات الإنجليزية هى أنظف وأفضل مدرجات فى العالم.