أحمد شوبير يكتب: وكمان مفيش سلامو عليكم!

الفجر الرياضي




■ لم يعد متبقٍ لنا فى عصر مجلس «علام» سوى تصفيات جديدة للبطولة الإفريقية فقط نخرج منها ليكتمل العقد 

■ اتحاد الكرة يؤكد أنه صاحب إنجازات رغم خروج سيف زاهر يتهم المجلس على الهواء بالفشل

يصر السيد رئيس اتحاد الكرة أنه رئيس الإنجازات العظيمة فى مصر، وأن لولاه ما حققت الكرة المصرية كل هذه الإنجازات العظيمة، والتى سيتوقف التاريخ أمامها طويلاً، فبصرف النظر عن الخروج من كل البطولات والإخفاق فى تنظيم المباريات والفشل الذريع لكل المعسكرات ــ لأن هذه أمور ثانوية للغاية ولا تمثل شيئًا على الإطلاق من وجهة نظر السيد رئيس الاتحاد وبعض من أعوانه ــ إلا أن المهم من وجهة نظر الرجل أن الاتحاد مازال موجودًا حتى الآن ولم يحترق سوى مرة واحدة فقط، وهو ما يعد إنجازاً أسطوريًا للسيد رئيس الاتحاد، فلولا الحريق ما كانت كل هذه الإنجازات الأسطورية لاتحاد الكرة لأن مبنى الاتحاد أصبح 3 أدوار فخمة وغاية فى الروعة وأصبح هناك غرفة كبيرة للسيد الرئيس وغرفة عظيمة للسيد نائب الرئيس، بالإضافة إلى غرف السادة الأفاضل مدير الاتحاد ورؤساء اللجان، وكل هذه إنجازات لابد وأن نشكر عليها السيد رئيس الاتحاد وأعوانه الأفاضل.

أما كرة القدم ومناقشة ملف خروج المنتخب الأوليمبى فهو مؤجل لحين انتهاء السيد المشرف العام على المنتخب الأوليمبى حمادة المصرى من «أخد الدش» أو الحمام الدافئ عقب العودة مرفوع الرأس من السنغال متأهلاً لنهائيات كأس العالم والأوليمبياد، لذلك وجب علينا جميعا انتظاره وفى أيدينا الفوطة والبشكير حتى ننشف جسم سيادته كويس ثم ننتظره حتى ينتهى من تناول كوب الشاى الدافئ وبعده فنجان القهوة السادة على روح الكرة المصرية، ثم نجتمع معه ونوجه له فى النهاية الشكر على هذا الإنجاز الرائع للكرة المصرية، أيضًا مصرع ثلاثة حكام من حكام كرة القدم لم يغضب أو يسبب أى حزن للسيد رئيس الاتحاد والسادة أعوانه، فهذا قضاء الله وقدره والموت علينا جميعًا حق، ولولا هذا الحادث لكان لاتحاد الكرة رأى آخر فهم جاءوا من الفيوم لإدارة مباراة نهائى كأس مصر لذلك كان لزامًا أن يدفعوا حياتهم ثمنًا لهذا اللقاء، ومعلوم أن نهائى كأس مصر كان بين فريق الطائرات وفريق الصف مما استدعى من اتحاد الكرة أن يستعين فى عز الأمطار والسيول بحكام من الفيوم لإدارة هذا اللقاء، لأن الحكام انعدموا فى القاهرة والجيزة لذلك كان لزامًا أن يدفع هؤلاء حياتهم ثمنًا لإدارة هذا اللقاء المصيرى. 

والمثير للحزن والألم أن الحكام الثلاثة دفعوا عمرهم فداء للتحكيم وماتوا جميعًا وهم لم يحصلوا على مستحقاتهم لمدة تزيد على عام كامل، والغريب أنه بعد وفاتهم بيوم واحد كان اتحاد الكرة الموقر برئاسة رئيسه الهمام يصدر قرارًا بصرف جميع مستحقاتهم المتأخرة، بالإضافة إلى مبلغ تعويض 25 ألف جنيه لأسرة كل حكم من الحكام الراحلين، وقد كانوا جميعًا فى أمس الحاجة لكل مليم من حقوقهم وليس ورثتهم. وتخيل عزيزى القارئ لو أن كل حكم من هؤلاء كان قد أمسك بمبلغ 25 ألف جنيه فى يده وهو على قيد الحياة ومن يعلم فقد تكون مثلاً السيارة التى لم تحتمل الأمطار كانت بحاجة إلى تغيير الإطار الذى انفجر ونظرا لعدم تقاضى الراحل أحمد خميس وزملائه أيهاب عويس وأحمد جمال خفاجة أية مبالغ لكان قد تم تغيير الإطار ولم تقع الحادثة طبعًا. هذا افتراض لأن لكل أجل كتاب ولكن فقط أضرب مثالاً، والأغرب أننى عندما اتصلت بأحد أعضاء المجلس أكد لى أنه من المستحيل صرف أية مبالغ فى الوقت الحالى بحجة أن الأمر يحتاج لعقد جلسة لمجلس الإدارة، وعندما هاجمته بعنف وطلبت منه اتخاذ القرار الفورى صدر القرار سريعًا يعنى بصراحة لا نتائج ولا نظام ولا بطولات ولا إدارة ولا حتى إحساس بالمسئولية عن أبنائنا الراحلين، وللأسف الشديد مازال اتحاد الكرة يؤكد أنه صاحب إنجازات وهو ما دفع أحد أبرز أعضائه وهو الزميل العزيز سيف زاهر لاتهام المجلس بالفشل علنًا فى برنامجه التليفزيونى بعد أن شاهد مباريات الدورى وهى تكاد تلغى لرفض الحكام اللعب دون الحصول على مستحقاتهم المتأخرة منذ أكثر من عام لدى اتحاد الكرة والذى أعلن رئيسه أنه سيدخل المستحقات المتأخرة لهم، لكنه كالعادة لم ينفذ وعده مما جعل الحكام يتمسكون بالحصول على حقوقهم بطريقتهم الخاصة دون الحاجة لقرار من اتحاد الكرة، والغريب أن يخرج علينا رئيس الاتحاد ليعلن أن خمسة حكام فقط قادرون على إدارة مباريات الدورى العام أسبوعيًا ويبدو أنه نسى أن عدد فرق الدورى العام 18 فريقًا، أى أن لديه 9 مباريات أسبوعيًا طبعًا غير مباريات باقى الأقسام وتهديده للحكام بالإيقاف والشطب، وذلك بدلاً من السعى لحصول حكامه على حقوقهم ولكن يبدو أن الرجل بعد كل الإنجازات التى قدمها هو واتحاده للكرة المصرية طمأنته تمامًا من وقوف الإعلام كله بجواره حتى يستمر مسلسل الإنجازات والنجاحات، فلم يعد متبقى لنا فى عصر هذا المجلس سوى تصفيات جديدة للبطولة الإفريقية فقط نخرج منها ليكتمل العقد الفريد لهذا المجلس العظيم وبعدها يسلم الرجل الراية وهو مرفوع الرأس بعد أن حقق كل شىء للقارة الإفريقية من تونس والكونغو للسنغال وجنوب إفريقيا ونيجيريا والجزائر بإهدائهم جميعًا بطاقات التأهل لكل البطولات التى دخلوا منافسين معنا فيها.. حرام عليكم أرحمونا كفاية ومفيش سلامو عليكم.