أحمد شوبير يكتب: كشف حساب لاتحاد كرة القدم

الفجر الرياضي



جميع منتخاباتنا الوطنية خرجت «صفر اليدين» دون استثناء

مع خروج المنتخب الأوليمبى من تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية يكون الموسم الكروى للمنتخبات المصرية قد انتهى طبعًا بصرف النظر عن دخول المنتخب الأول تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا الجديدة ولكن فى ظل الاتحاد الحالى دخلت المنتخبات الوطنية كل التصفيات بدءًا من منتخب الناشئين مرورًا بمنتخب الشباب والمنتخب الأوليمبى ثم ختامًا المنتخب الأول.. لذلك كان لابد من عمل كشف حساب لما قدمه اتحاد كرة القدم الحالى سواء من ناحية المنتخبات أو البطولات المحلية وبطولات الشباب والناشئين على المستوى الداخلى .

وحتى لا ننسى فدعونا نذكر الجميع بأن جميع منتخباتنا الوطنية خرجت صفر اليدين من جميع التصفيات دون استثناء وأولهم كان منتخب الناشئين، والذى خرج فى الإسكندرية أمام منتخب الكونغو وذلك لأول مرة فى تاريخ الكونغو ولم نكن قد فزنا سوى على المنتخب السودانى الشقيق ثم بعد ذلك جاء الدور على منتخب الشباب، الذى تخطى عقبة الكونغو بركلات الترجيح بمعجزة ثم عجز عن الفوز على جنوب إفريقيا بفارق هدف واحد فى القاهرة ليودع هو الآخر التصفيات ومن قبلهم كان المنتخب الأول قد خرج من تصفيات الأمم الإفريقية أمام أضعف فرق القارة وهو منتخب إفريقيا الوسطى ثم عاد وخسر بأقسى هزيمة فى تاريخ تصفيات كأس العالم أمام غانا بسداسية وقد انتظر الجميع وقتها الحساب.. ولكن الغريب أن اتحاد الكرة خرج أقوى مما يتصور الجميع وبسط سيطرته وسطوته على الجميع بل إنه زاد فى غروره بزيادة رواتب العاملين داخل الاتحاد وأيضا أدخل تعديلات زادت الأمر سوءا سواء من ناحية الإشراف على المنتخبات أو الإعداد للمباريات .

وللأسف نسى الجميع كل هذه المهازل بل واقتنعوا بأن لدينا منتخبا أوليمبيا ليس فقط قادرا على التأهل للأوليمبياد بل والحصول على ميدالية هناك وصدقنا الأكذوبة ومشينا جميعا وراءها.. ولم لا والأخ المشرف على المنتخب كان يعطينا اليوم تلو الآخر دروسا فى كيفية الإعداد والانتصارات على الرغم من أننا لم نلاقِ سوى المنتخب الأوغندى فى التصفيات التمهيدية، وحسب معلوماتى فإن أوغندا لم تدخل يوما ضمن التصنيف الدولى ضمن الـ60 فريقاً فى العالم ولم نسمع يوما واحدا عن انتصار للكرة الأوغندية على مستوى المنتخبات الأوليمبية ومع ذلك صدقنا السيد المشرف العام، وآمنا بكلامه فهو المشرف والمسيطر والعالم ببواطن الأمور، وانتظرنا جميعا حتى نهاية التصفيات وجلسنا أمام الشاشات نتابع هذا المنتخب وننتظر انتصاراته المدوية ولكن كانت الصدمة مدوية، فالفريق المرشح لميدالية فى الأوليمبياد لم يستطع تحقيق الفوز فى أى من مبارياته الثلاث فاكتفى بتعادلين مخيبين أمام الجزائر ونيجيريا وحتى عندما أتيحت له الفرصة للفوز على مالى بهدف واحد والتأهل كأول مجموعة خصوصا أن مالى قد خسر لقاءيهما السابقين على لقاء مصر ودخل المباراة دون أى آمال فى التأهل وفوجئ الجميع بفريق منهار دون خطة أو تكتيك أو روح وكان القدر رحيما جدا بمصر عندما خسرت بهدف واحد فقط ولولا ستر الله ودعوات الملايين لخرجنا بهزيمة مدوية أمام فريق خرج أصلا من البطولة قبل أن يلعب أمامنا .

 وللأسف الشديد لم تكن الهزيمة فقط فى الملعب بل كانت فى كل شىء فمن نطلق عليهم نجومًا فى الدورى المحلى ظهروا كالفئران فى الملعب ولم نر سوى لاعب واحد فقط هو رامى ربيعة، حمل بكل أمانة شارة قيادة المنتخب الوطنى فكان عند حسن الظن به ولكن ماذا يفعل مع لاعبين فقدوا كل أوجه الانتماء للوطن وأى إحساس بالمسئولية وكالعادة توقعنا جميعا أن ينتفض اتحاد الكرة ويعقد اجتماعا عاجلا يخرج فيه إما باستقالة للرأى العام أو على الأقل اعتذار عما حدث ووضع سياسة لنهاية الموسم سواء للمنتخبات أو البطولات المحلية، وبالفعل اجتمع اتحاد الكرة بعد 48 ساعة فقط لا غير ليخرج علينا بقرارات فى غاية الخطورة أهمها صرف بدلات الحكام وأيضا تعديل رواتب الجهاز الفنى للفريق الأول لتزيد بنسبة 50٪ وكأنها مكافأة لهم على خروج المنتخب الأوليمبى من التصفيات وهو ما أصاب الجميع بالذهول والاستياء، فإما أن السادة رئيس وأعضاء اتحاد الكرة قد أصابهم الزهايمر فنسوا ما حدث فى السنغال، وإما أنهم قد فقدوا الإحساس تماما فتغافلوا عن مخاطبة الشعب المصرى موضحين ما حدث من انتكاسة جديدة للكرة المصرية فى عصر هذا الاتحاد الميمون والغريب أن معظم البرامج الرياضية قد اهتمت بمباراة ودية للأهلى فى معسكره التدريبى فى الإمارات وتجاهلوا أيضا ما حدث من انتكاسة جديدة للكرة المصرية، ويبدو أن الأمر سيستمر على هذا النحو خلال فترة بقاء هذا الاتحاد فى موقعه لما يقرب من عشرة أشهر أخرى كاملة سنفقد فيها بالتأكيد أى آمال فى التأهل أو الصعود لأى بطولة خصوصا بعد أن أصبح الفوز على تشاد انجازا حقيقيا للكرة المصرية ويستحق الاحتفالات الصاخبة من اتحاد الكرة والإعلام المصرى، ولما لا فقد فزنا على تشاد وأصبحنا على مقربة من التأهل لكأس العالم يا سادة.. لذلك لا نملك إلا التوسل والابتهال إلى الله بأن يصبرنا على ما بلانا، لأن البلاء اختبار من الله ونحن قررنا أن نصبر على هذا الابتلاء إلى أن يأتى فرجه قريب.. يا رب.