شوبير يكتب : من هو حاكم الجبلاية الحقيقى ؟

الفجر الرياضي



■ مهازل رحلة الإمارات تكفى للإطاحة باتحاد الكرة بأكمله 
■ المشرف العام على المنتخب مندهش من الهجوم ويطلب التقدير له وللبعثة 
■ المنتخب فى أفضل حالاته الفنية ولكن الفشل الإدارى يهدد مسيرته
■ من المسئول عن التعاقد مع شركة ليس لها سجل فى الفيفا؟

هل انتهى إلى غير رجعة زمن الكرة المصرية؟.. وهل أصبح مستحيلا أن ترى إدارة محترفة للكرة المصرية فى اتحاد الكرة أو أى من الأندية المصرية؟.. يبدو أن هذا هو الواقع الأليم الذى نعيش فيه الآن، فاتحاد الكرة وبكل أسف أصبح عبارة عن عدة جذر منعزلة يتحكم فى كل منها عدة أشخاص لدرجة أن البعض تصور أن للاتحاد عدداً من الرؤساء، وليس رئيسا واحدا، فأصبحنا نرى قرارات نهارا ويتم العدول عنها ليلا، ورأينا أشخاصا لا علاقة لهم بكرة القدم يديرون اتحاد الكرة ويتحكمون فى مصائر المدربين والعاملين داخل اتحاد الكرة، مع أن كل أمانيهم كانت فى أن يصافحهم أحد النجوم القدامى ولعل ما حدث فى الأزمة الأخيرة التى هزت كل أرجاء الكرة المصرية لهو خير دليل على ذلك، فالمنتخب الوطنى سافر إلى الإمارات للعب مباراتين أمام المنتخب السنغالى والمنتخب الزامبى لذلك استدعى كوبر المدير الفنى لمنتخب مصر كل اللاعبين المحترفين وعلى رأسهم النجم محمد صلاح ولكن كانت بداية المفاجآت أن محمد صلاح نفسه لم يستطع مغادرة روما لعدم وجود تذكرة سفر له، ثم توالت المفاجآت عندما تم منع اللاعب عبدالله السعيد وأسامة نبيه وفانت مساعدى المدرب من دخول الإمارات وذلك لعدم حصولهم على تأشيرة دخول الإمارات مما اضطرهم للبقاء فى مطار أبوظبى لمدة عشر ساعات كاملة، ولولا تدخل السفارة لحدث مالا يحمد عقباه لدرجة أن عبدالله السعيد طلب المغادرة على أية طائرة عائدة إلى مصر إلا أن المحايلات والتوسلات من البعض جعلته يتراجع ويوافق على الالتحاق بالمعسكر رغم حالته النفسية الغاضبة. ثم توالت المفاجآت عندما فوجئ المسئولون عن المنتخب بوجود الفريق الأوليمبى السنغالى دون أى لاعب من الفريق الأول وهو ما أصاب المدرب بخيبة أمل شديدة، فالرجل كان يضع آمالا كبيرة على هذا اللقاء فرفض على الفور اللعب مع شوية عيال على حد قوله، رغم توسلات المشرف العام على المنتخب حسن فريد له بالموافقة على اللعب لتأتى المفاجأة الأكبر برفض الاتحاد الإماراتى إقامة المباراة من أساسها نظرا لوصول خطاب من الاتحاد الدولى يرفض تماما إقامة اللقاء نظرا لمخالفته للوائح الاتحاد الدولى، لتظهر بعد ذلك مفاجأة أكبر وهى أن هذا الخطاب كان موجوداً فى الاتحاد المصرى قبلها بيوم كامل، أى قبل مغادرة الفريق القاهرة إلى الإمارات أى أن المسئولين عن المنتخب قد تغافلوا تماما عن هذا الخطاب واعتقدوا أن العلاقات الطيبة التى تجمع بين مصر والإمارات ستجعل المسئولين فى الاتحاد الإماراتى يتغاضون عن هذا الخطاب أو أنه لم يصل إلى علمهم بأن الاتحاد الدولى سيرسل نفس الخطاب إلى الاتحاد الإماراتى، وهو ما أصاب المسئولين فى الاتحاد المصرى بالصدمة والدهشة بل إنه وصل بأن طلب المسئولون فى الفريق السنغالى من نادى وادى دجلة للعب مباراة معهم بدلا من منتخب مصر، ولولا حرص حمادة صدقى مدرب دجلة على صورة وسمعة مصر لحدث ما لا يحمد عقباه ولأصبحت الفضيحة بجلاجل وهو موقف يحسب بشدة لعلى أبوجريشة رئيس البعثة ولحمادة صدقى ولكن وبكل أسف لم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الأمر تجاوزه بكثير عندما قدم المسئولون فى بعثة السنغال شكوى ضد مصر فى الاتحاد الدولى تطالب بتعويض مادى وأدبى عما حدث لبعثتهم فى الإمارات، فقد ظل أفراد المنتخب السنغالى فى الشارع لمدة 24 ساعة بحثا عن طائرة تقلهم إلى بلدهم ولكن اتضح أن تذاكر السفر كانت ذهاب فقط ولولا تدخل البعض هناك لاستمرت الفضيحة لأكثر من ذلك. ثم استمرت الكارثة حين اتضح أن الشركة المنظمة للمباراتين لم تدفع مقابل المباراة الثانية من ايجار ملعب وأدوات مما أضطر البعثة للبحث عن أى شخص ينقذ ماء الوجه فتدخل هانى أبوريدة من القاهرة وأرسل مبلغ 100 ألف درهم إماراتى وتدخل أحد رجال الأعمال هناك ليدفع مبلغاً هو الآخر ثم تنازل مسئولو نادى الجزيرة الإماراتى عن مبلغ 100 ألف درهم مساهمة منهم لحل الأزمة ودفع رئيس البعثة حسن فريد مبلغ 26 ألف درهم من جيبه الخاص لتقام المباراة فى موعدها وسط غياب جماهيرى تام فى مشهد مهين ومخز للكرة المصرية، والغريب أنه بعد كل هذه الفضائح يخرج علينا رئيس البعثة ليؤكد أننا سنسترد الشرط الجزائى والذى تبلغ قيمته 100 ألف دولار رغم أنه يعلم تماما أنه من رابع المستحيلات لعدم وجود راع بالفعل. ويعود المشرف العام على المنتخب ليطلب توجيه الشكر للمسئولين عن البعثة نظرا للمجهود الكبير الذى بذلوه!! ويبدو أنه لا يقرأ ولم يعرف حالة الغضب بل والقرف التى سادت الشارع المصرى عن كل الإهمال الذى ضرب اتحاد الكرة، ففريق يسافر وهو يعلم أن المنتخب الذى سيلاقيه شوية عيال وخطابات تصل ولا تعرض على المسئولين عن البعثة بحسب نص ما جاء فى تقريره ومنتخب آخر يرفض مغادرة بلاده لعدم وصول تذاكر السفر ولولا تدخل مرة أخرى أولاد الحلال وإرسال تذاكر السفر لفريق زامبيا لفشلت المباراة الثانية أيضا ومنتخب آخر يتقدم بشكوى ضد مصر فى الاتحاد الدولى لإخلالنا بكل الاتفاقيات.

وشركة نتعاقد معها نعلم بعد ذلك أنها غير مدرجة فى الفيفا أو الفرق التجارية الهولندية ومع ذلك يطلب السيد رئيس البعثة المشرف العام على المنتخب أن نقدم لهم الشكر على كل ما قدموه من دعم وجهد وخبرة فى هذه الرحلة الموفقة للغاية على الرغم من أن السيد سيف زاهر عضو المجلس المحترم قد خرج فى تصريحات على الهواء يعترف فيها بالأخطاء ويؤكد أنها من أسوأ الرحلات التى سافرها فى حياته، والغريب أن بعد ذلك يتخذ الاتحاد قرارات ضعيفة ثم يقويها بعد ذلك ثم تفاجأ بتدخلات قوية لإلغاء هذه القرارات وضغوطات أعتقد أنها ستسفر فى النهاية عن التراجع عن كثير منها، طبعا لأن الكثير منهم ممن خرجوا من مناصبهم يقولون إنهم يملكون الكثير من الأسرار داخل الاتحاد وإن لم يتراجع الاتحاد عن قراراته فسيكون انتقالهم عنيفا كما يقولون.

المهزلة مازالت مستمرة والوضع داخل اتحاد الكرة أصبح لا يسر عدو ولا حبيب ورغم إيمانى الكامل بقدرات المدير الفنى كوبر وجهازه المعاون إلا أننى أضع يدى على قلبى هذه المرة خوفا من الفشل الإدارى وليس الفشل الفنى.