شوبير يكتب .. هيبة الأهلى فى خطر

الفجر الرياضي




■ هل يدير كرشة وإدريس الكرة فى الأهلى؟! 
■ الملايين الضائعة فى الأهلى من يتحمل مسئوليتها؟! 
■ ليس المهم الحصول على بطولة لكن الأهم أن تظل القيم والمبادئ
■ لو نسيتوا التاريخ ارجعوا إلى حسن حمدى وصالح سليم


مرارا وتكرارا حاولت تأجيل الكتابة فى هذه الموضوعات، على الأقل حتى نهاية البطولة الإفريقية، لكن فى النهاية وجدت نفسى مرغما على عدم الانتظار وإلا سأصبح مثل الباقين الذين ينتظرون السقوط ثم يبدأون فى كيل الاتهامات، من هنا فضلت أن أكتب قبل البطولة الإفريقية لأنه حتى لو فاز الأهلى بها وهو أمر وارد جدا أو حتى الزمالك وهو أمر يبدو شبه مستحيل إلا أن الأزمات التى تعصف بالكرة المصرية وبالناديين الكبيرين ومعهما اتحاد الكرة لن تؤدى فى النهاية إلا لانهيار كبير لن يجدى معه أى إصلاح.

والبداية ستكون مع النادى الأهلى العريق الذى يتمنى الجميع فى مصر أن يصبح عضوا أو منتميا بأى طريقة لهذا الاسم الكبير، لما عرف عنه من مبادئ وقيم وأخلاقيات احترمها الجميع فزادت شعبية الأهلى على مدى العصور وأصبح النادى الأول محليا وإفريقيا ليس فقط بالبطولات بل بالقيم والمبادئ، ولعل شعار «الأهلى فوق الجميع» الذى أغضب البعض فى بعض الفترات أصبح سائدا فى العديد من الأندية والمؤسسات نظرا لما سار عليه أبناء الأهلى عبر السنوات الطويلة، إلا أن ما يحدث حاليا داخل النادى الأهلى ينذر بخطر شديد، فاللائحة الظالمة التى أطاحت بمجلس الأهلى السابق بكامل أعضائه وجاءت بمجلس إدارة تقريبا كله جديد- ومع احترامى لكل الأسماء التى دخلت مجلس إدارة الأهلى ولها كل التقدير حتى من سبق منهم وتولى عضوية مجلس إدارة الأهلى- إلا أن الأمر يبدو مختلفا تماما، فالأمور تغيرت وموازين الإعلام والكورة تبدلت والمنافس أيضا تبدل وتغير وبكل أسف لم ينتبه المسئولون فى الأهلى لهذا الأمر وأصبح فى الأهلى عدد من مراكز القوة فى بعض الإدارات، وأصبح هناك غموض يحيط باختيار المديرين للعبات وفروع النادى، فمن فشل فى إدارة لعبة يتم ترقيته ليتولى منصبا أكبر، ومن نجح فى إدارة ناد يتم تقزيمه وعودته لمنصب أصغر، ومن لم يدخل النادى عبر تاريخه يصبح فجأة مديرا له، والأمر نفسه فى داخل بعض الأجهزة الفنية وكأن كل من له ظهر يضمن مكانا آمنا داخل الأهلى، وهو أمر لم نألفه أو نراه أبدا من قبل داخل الأهلى، وحتى اختيارات المدربين شابها الغموض.

وبعيدا عن كل ذلك نبحث فى أزمة كرة القدم وقد أفاجئك عزيزى القارئ بأننى لا يهمنى كثيرا أن يخسر الأهلى كل البطولات هذا الموسم فهذا أمر وارد جدا فى عالم كرة القدم، وإن كان الأهلى عبر الـ25 سنة الماضية لم يخسر الدورى والكأس معا لكن دعونا نقول إن الفريق فى حالة بناء وتجديد وأن الصفقات السوبر الجديدة ستلمع هذا الموسم وستحقق للأهلى البطولات، لا مانع فى ذلك حتى ولو فاز أو خسر الأهلى البطولة الإفريقية لم تعد مشكلة حقيقية لدى جماهير الأهلى الوفية، لكن الأزمة الان هى فى سوء الإدارة للموضوعات الشائكة داخل الأهلى، فمن غير المقبول أو المعقول أن يجدد الأهلى للاعبيه شريف عبدالفضيل ومحمد ناجى جدو منذ أقل من شهر ثم يطلب منهما الرحيل الآن وبالمجان، وكأن الأهلى تعامل مع ملائكة ما دعا اللاعبين للمطالبة بحقهما وهى قيمة التعاقد بالكامل، ورفضا كل المحاولات الودية وحتى لو وافقا فكم هو المبلغ الذى ستتكبده خزينة النادى الأهلى فى محاولة لإرضائهما؟ ولماذا من الأساس تم التجديد لهما بهذه المبالغ الكبيرة 2 مليون جنيه فى الموسم ولمدة 3 مواسم، أى أن تكلفة الاثنين معا 12 مليون جنيه بالتمام والكمال من خزينة النادى الأهلى، ناهيك عن المبلغ الذى سيحصل عليه اللاعب النيجيرى بيتر أبيموبوى الذى لم يلعب سوى مباريات محدودة فى الموسم الماضى لكنه هو الآخر حصل على مبلغ مالى محترم نظير الانتقال من الأهلى إلى ناد آخر فى الدورى المصرى وكان أكثر اللاعبين تعاوناً مع الإدارة الأهلاوية، ثم نأتى إلى لاعب لم نشعر به على الإطلاق اسمه هندريك لا تعرف له جنسية إن كان ألمانيا أو برازيليا لكنه فجأة انضم إلى الأهلى وفجأة أيضا تركه الأهلى وهو الآن يطلب ما يوازى 6 ملايين جنيه مصرى لكى يرحل فى هدوء والإدارة لا تجد له حلاً، إذن فالمجموع حوالى 18 مليون جنيه فى وقت يبحث فيه الأهلى عن أى مبالغ مالية لسداد مستحقات اللاعبين المتراكمة منذ سنوات ناهيك عن الصفقات الجديدة غالية الثمن التى أبرمها الأهلى هذا الموسم بالإضافة إلى تغطية الثورة الإنشائية داخل الأهلى والتى تستنزف موارد الأهلى بالكامل لخدمة أعضائه العاملين هذا من جهة لدرجة جعلت كامل زاهر أمين الصندوق يصرخ بأعلى صوته قائلا: أجيب منين؟!

والآن نذهب إلى المهزلة التى حدثت قبل لقاء الأهلى والزمالك فى نهائى كأس مصر عندما اعتدى اثنان من مشجعى الأهلى بالضرب على محمد عثمان مسئول التنظيم منذ أكثر من خمسين عاما داخل النادى الأهلى، ثم تعديا باللفظ على مدير الأمن بالنادى الأهلى اللواء سيد عبدالرؤوف، لولا أن الرجل كان قويا وحاسما فى مواجهة شغب كرشة وزميله إدريس لتمادى الاثنان فى شغبهما، وكم كانت الكارثة حينما دخلا إلى أرض الملعب والتمرين لم ينته بعد، بناء على طلب من الكابتن فتحى مبروك المدير الفنى، ثم بعد ذلك توجها إلى دكة البدلاء، حيث تبارى اللاعبون وأعضاء الجهاز الفنى والإدارى فى كسب ودهما وترضيتهما، وكأن كرشة وإدريس هما من يدير الكرة فى النادى الأهلى.

وعلى مر سنين حياتى داخل النادى الأهلى التى اقتربت من 40 سنة لم أر أبدا صالح سليم أو حسن حمدى أو أيا من المسئولين فى مجلس الإدارة يدخل ملعب الكرة بل إن صالح سليم كان يشاهد التدريب أحيانا من خلف الأسوار، وأذكر أنه فى إحدى المرات لم يكن راضيا عن مدرب حراس المرمى فطلبت منه أن يوجهه، ففوجئت برده: وأنا مالى أنا فقط الآن مجرد مشجع لا يعجبنى التدريب ولكن لا يمكننى أن أوجه أو أنقد هذا ليس دورى بل دور مدير الكرة.

الآن نجد الإدارة تستجدى المشجعين ونجد المشجعين يعزلون مدير الكرة فى وسط التدريب ونجده يمنع من السفر بل يطلب منه مغادرة الملعب لأنه تم إيقافه واستبعاده وأعود لأكرر اندهاشى من هذه القسوة فى التعامل مع مدير الكرة السابق وائل جمعة، كيف تصبح طيبة وليونة ونعومة مع قيادات الجماهير التى كان حلم عمرها أن تقف بجوار رئيس النادى أو مدير الكرة الآن أصبحت هى من تأمر وتنهى داخل الأهلى العريق وسط تجاهل تام من أكبر المسئولين فى النادى الأهلى، بل إنك عندما تسأل عما حدث الكل يؤكد لك أن الأمور تسير على ما يرام وأنه لا توجد مشكلة على الإطلاق وهو ما أعطى انطباعا للبعض بأن هناك ضعفا فى طريقة الإدارة داخل النادى الأهلى على الرغم من الانجازات الإنشائية الرائعة داخل النادى إلا أن الكثيرين أبدوا غضبهم الشديد من كل هذا التهاون فى التعامل مع هذه الأمور التافهة جدا لأنه باختصار شديد الأهلى لا يمكن أن يدار بناء على طلب حفنة من الجماهير ظنت أنها فوق الجميع وأولهم النادى الأهلى العريق.

وأعود فأكرر أن الأمر بالنسبة لى ولجماهير ومحبى وعشاق الأهلى ليس الفوز ببطولة أو أكثر أو حتى الخسارة لكنه كيان محترم نخشى جميعا عليه أن يبدأ الانهيار دون أن يشعر بذلك المسئولون عنه، لذلك أرجو أن يسارعوا إلى الاعتراف بالأخطاء والبدء فى علاجها، وللعلم فهم قادرون على ذلك، فالحفاظ على كيان الأهلى أكبر بكثير من الفوز ببطولة أو حتى ببطولات، ولا أنسى أبدا فى موسم 93/92 وكان فريق الأهلى فى أسوأ حالاته حتى إننا وصلنا إلى المركز العاشر فى الدورى الممتاز، وكان عدد الفرق 14 فريقاً أى أننا كنا مهددين بالإيقاف وكان صالح سليم قد عاد لرئاسة النادى مرة أخرى وطلب الاجتماع بالفريق، ويومها لم يقل سوى كلمات قليلة أن الأهلى لا يقف على أحد من اللاعبين وكان ذلك ردا على استبعاد عدد من نجوم الفريق وأن الملعب أمامنا وأننا قادرون على الفوز بكل مبارياتنا المقبلة فى الدورى وتحسين نتائجنا بل والفوز ببطولة الكأس، فقط اعرفوا قيمة وقدر النادى الكبير الذى تلعبون فيه.. احترموا اسم الأهلى وجماهيره وتاريخه.. ستعود الأمور أفضل بكثير والغريب أنه فى هذا الموسم كانت الجماهير فى المدرجات ولأول مرة فى تاريخها هاجمت صالح سليم بسباب وشتائم لم يأبه لها الرجل على الإطلاق وصمم على موقفه، وللأمانة فقد كان معه واحد من أفضل من أنجبت مصر كلاعب أو إدارى وهو حسن حمدى الذى تحمل أعباء لا يمكن لبشر أن يتحملها واستطاع الرجل رغم الهجوم الضارى عليه فى أوقات كثيرة أن يذهب بالأهلى إلى أبعد نقطة من المبادئ والقيم والبطولات رغم كل المؤامرات التى تعرض لها والتى نجحت فى النهاية فى تعرضه لمحنة من الصعب أن يتعرض لها رجل فى قيمته وقوته، إلا أنه ظل صامدا لتزول هذه المحنة سريعا ويظل الرجل على قوته واحترامه لنفسه وللأهلى ومبادئه ولمن لا يعرف فقد كان صالح سليم نفسه يثق فى حسن حمدى ثقة عمياء ويقول إنه أفضل إدارى فى مصر وأنه لولا ذلك ما ترك الأهلى بالشهور ليقيم فى لندن وذلك لظروف مرضه وعمله هناك، وقصص حسن حمدى كثيرة جدا أنا خير شاهد عليها وسأحكى عنها مستقبلا إن شاء الله، أقول أن حسن حمدى ساهم بدرجة غير عادية مع صالح سليم فى الحفاظ على مبادئ وقيم النادى الأهلى فلم يستجب للطلبات المتكررة من بعض الجماهير بضم أو استبعاد لاعبين أو مدربين بل كانت مصلحة الأهلى هى الأساس وشعار «الأهلى فوق الجميع» هو الذى يجمع كل أبناء الأهلى لذا نجح صالح سليم ومن بعده حسن حمدى بامتياز فى إدارة الأهلى، وهو الأمر الذى نتمنى أن يحدث مع محمود طاهر وإدارته.