أحمد شوبير يكتب : هى فعلاً فوضى

مقالات الرأي



■ الأمن التونسى: مصر أم الدنيا.. والوايت نايتس يردون: طظ

لا أعرف إن كان خالد يوسف قد قرأ سطور المستقبل عندما أخرج واحداً من أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية وأسند بطولته للراحل العظيم خالد صالح وهو فيلم «هى فوضي» خالد صالح الذى صدمنا جميعاً بأدائه غير المعقول فى هذا الفيلم مجسداً شخصية أمين الشرطة الذى جاوز كل الحدود فى فوضويته وخروجه عن القانون حتى كان العقاب الشديد له فى نهاية الفيلم ولكن ما يجرى على أرض الواقع تجاوز بشدة كل أحداث الفوضى فى فيلم الخالدين يوسف وصالح ولنبدأ بالرياضة والفوضى العارمة التى تشهدها الساحة المصرية دون وجود حلول حاسمة لأى قضية حتى الآن فلم نكد نبوس أيدينا وش وظهر على اكتمال الموسم الكروى أو قرب اكتماله ولكن وفى كل الأحوال فقد انتهى الدورى العام وتوج الزمالك بطلاً له بعد غياب 10 سنوات أو يزيد وخرجت جماهير الزمالك فى كل مكان تحتفل بعودة الدرع مرة أخرى إلى ميت عقبة واستمرت أفراحها 4 أيام كاملة وللأمانة حدث ذلك دون أى خروج عن النص فلم يكن هناك هم لهم جميعاً سوى التعبير عن الفرحة لذلك لم نر حادثاً واحداً طوال هذه الاحتفالات ورفعت الجماهير لاعبيها على الأعناق اعترافاً منها بفضلهم فى تحقيق هذا الإنجاز وانطلقت الأغانى احتفالاً بعودة الدورى وظن الجميع أنها البداية الجديدة بعودة جماهير الزمالك الأصيلة والحقيقية لمساندة فريقها إلا أنه وبكل أسف اتضح العكس تماماً فالخفافيش مازالت فى أوكارها تحارب وتجاهد لإفساد الحياة الرياضية وتتحين الفرصة لعمل كل ما هو ممكن لإيقاف الحياة الكروية ففوجئنا فى تونس والزمالك على أعتاب مباراة مهمة بعدد لا يتجاوز 50 شخصاً بل أقل من ذلك سافروا إلى هناك بحجة تشجيع الفريق والوقوف بجانبه وإذا بالفضيحة المدوية أنهم ذهبوا للتطاول والسباب على كل ما يمت لمصر بصلة لدرجة أن أحد رجال الأمن التوانسة لقنهم درساً فى حب مصر والغريب أن ردهم أننا لا نسب تونس بل نسب مصر والأغرب أن أحدهم سافر بجواز سفر مزور والأغرب والأغرب أن القناة صاحبة الحقوق فى نقل المباراة تركت تألق الزمالك وفوزه بالثلاثة على الصفاقسى فى ملعبه وركزت على هؤلاء الصبية الخارجين على القانون والذين تفننوا بكل الطرق لإفساد المباراة وإيصال الصورة الأسوأ عن الكرة المصرية عبر هتافات ولافتات وألعاب نارية تم منعهم من الدخول بها فكانت النتيجة هجوماً ضارياً على السفارة المصرية والأمن التونسي!! وسلوكا مشينا داخل المدرجات فى تونس ورغم المحاولات المستميتة التى بذلها الجميع فى تونس إلا أن أحداً لم يفلح فى إيقاف الإساءة إلى مصر والغريب أنهم وجدوا من يدافع عنهم ببجاحة شديدة تحت حجة أنها الحرية وأنهم أرادوا إيصال رسالة وقد نجحوا فى ذلك ومع تصاعد الأصوات بحساب هؤلاء الخارجين عن القانون وجدنا من يحذر من المساس بهم أو حتى مساءلتهم لأنهم جمهور الله المختار ولا يمكن لأحد أن يسىء لهم فهم فوق القانون، لماذا؟ لأنها بالفعل الفوضى الحقيقية التى تعم الملاعب المصرية وتستمر الفوضى مع انضمام لاعب جديد للنادى الأهلى وتقوم الدنيا ولا تقعد بحجة مخالفة اللوائح والقوانين ويصدر اتحاد الكرة قراراً بإيقاف اللاعب فتتطور القضية إلى الفوضى جماهير وتهديد ووعيد فى حالة إيقاف اللاعب مع أن الأمر أسهل بكثير من كل ذلك فاللوائح واضحة وطريقة التظلم «المضمونة» معروفة للجميع إلا أن هناك جواداً رابحاً يمكنه أن ينهى الأزمة بدلاً من اللجوء للقانون فيمتطى الفارس هذا الجواد وتتشقلب مصر كلها من أكبرها لأصغرها فى محاولة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة المفتعلة ويصبح اسم أحمد الشيخ هو الأهم فى مصر لعدة أيام على الرغم من أننا فى نفس توقيت قضية هذا اللاعب كنا قد نجحنا فى التأهل للأوليمبياد بعدد 7 لاعبين فى عدة لعبات مختلفة وكان المنتخب المصرى لكرة السلة للصغار قد فاز ببطولة إفريقيا، أيضاً كان هناك إنجازان عظيمان فى السباحة المصرية ولكن وبكل أسف لم يهتم أحد بالإنجازات المصرية وتفرغوا جميعاً للكتابة على قضية أحمد الشيخ لأننا باختصار شديد نعيش حالة من الفوضى الكبيرة فى الوسط الرياضى واستمراراً للفوضى خرج علينا أحد الزملاء اللإعلاميين ليؤكد عودة كشوف البركة من جديد فى وزارة الشباب والرياضة وأكد أن هناك عدداً من المحاسيب يتقاضون مبالغ مالية كبيرة من وزارة الشباب بينهم إعلاميون وراهن الوزارة أن تنفى هذا الكلام وانتظرنا ردة الفعل من وزير الشباب والرياضة ضد هذه الاتهامات ولكن وبكل أسف لم نر حتى مسئولاً واحداً فى الوزارة يخرج علينا لينفى هذه الاتهامات أوحتى يوضح من هؤلاء المحاسيب الذين يتقاضون المبالغ من الوزارة ولما اتصلنا بأحد المسئولين هناك أكد أنه لم يسمع هذا الكلام من قبل وبالتأكيد سيكون هناك رد قاسٍ من الوزارة ولكن ورغم مرور ما يقرب من أسبوع إلا أننا لم نسمع رداً «حنين ولا قاسى» من الوزارة حتى الآن وظلت الاتهامات حتى هذه اللحظة قائمة لأننا نعيش فى عصر الفوضى الرياضية.

وأخيراً نأتى إلى ما حدث فى الشرقية من اعتصام وإضراب مشبوه لأمناء الشرطة ليس بالشرقية وحدها ولكن فى عدد من المحافظات المجاورة وبدلاً من أن يخرج علينا مسئول ليوضح لنا الأسباب ويعلن أن يد الدولة قوية وأنها لن تسمح لأحد بالخروج عن النص نجد الشماعة التى اعتاد عليها الجميع فى الآونة الأخيرة أن الإخوان هم السبب فيما حدث وكأننا من بلد آخر مطلوب منا جميعاً أن نصدق هذا الاتهام وهو اتهام لو صح لوجب مساءلة الجميع فى الوزارة أن الإخوان أصبحوا بهذه القوة داخل الوزارة واستمر الإضراب حوالى 3 أيام واستغله البعض أسوأ استغلال حتى تدخلت القيادات ولا نعرف كيف أنهت هذا الإضراب المهم أنه كما بدأ انتهى دون تحقيق واضح ودون ضرب بيد من حديد على أيدى المحرضين بل إن ما سمعته أنه قد عفا الله عما سلف والكل عاد إلى عمله لتستمر الفوضى التى يبدو أنها لن تنتهى.