أحمد فايق يكتب: محافظاً على سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت

مقالات الرأي




أنت الآن تتمدد على السرير مستمتعا بالتكييف ممارسا هواية الهرى على السوشيال ميديا، أو ساخرا ممن حولك، هذا حقك لأنك لا تشعر بالتهديد، ولا تعرف قيمة مالديك، هناك أشياء كثيرة لا ندركها قبل أن نخسر كل شىء.

الإنسان يظل شابا إلى أن يفقد أمه فيصبح شيخا مرة واحدة، لم أعرف قيمتها إلا بعدا أن فقدت أمى وتمنيت أن أخسر كل مالدى مقابل أن أرى أمى لخمس دقائق أقبل قدمها، وأحقق لها كل ماأرادته.

لم أعرف قيمة شمس مصر إلا بعدما عشت فى كندا شهراً فى درجة حرارة 22 تحت الصفر، فقد كنت أتمنى أن يتسلل خيط واحد من شمس مصر مخترقا أمريكا الشمالية كى يعطينى دفء وطمأنينة، أن لى وطن يسأل عنى حتى فى الغربة.

تعالوا نرى ماحدث فى سيناء بشكل مختلف.. ماذا لو نجح الإرهاب فى السيطرة على الشيخ زويد ؟

لقد خرجت الفئران من جحورها لأول مرة كجيش أو تشكيل إرهابى منظم من 300 إرهابى يرتدون زياً أقرب لزى الجيش، مسلحين بأحدث أنواع الأسلحة، معهم مضادات دبابات وطائرات، قناة الجزيرة تبث على الهواء من غزة منتظرة لحظة الصفر، وكالات الأنباء فى العالم تتحدث عن خسائر فى الجيش وصلت الى 100 جندى وضابط، بعض وسائل الإعلام المصرية سقطت مهنيا وتناقلت أخبار وكالات الأنباء دون أن تدقق أو تحقق.

ماذا كان سيحدث لو اكتمل السيناريو ؟

الإرهابيون يرفعون علم ولاية سيناء على الشيخ زويد ويسيطرون على المدينة ؟

قناة الجزيرة تعلن الخبر والصيغة معروفة مسبقا «عناصر المقاومة الشعبية نجحت فى الاستيلاء على الشيخ زويد بعد معارك دامية مع عناصر السيسى المسلحة»، هذه الجملة الشيطانية كفيلة وحدها بإلغاء الجيش المصرى العظيم وتحويله الى عناصر مسلحة تابعة للسيسى، فلنكمل السيناريو، صورة فوتوغرافية يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى للإرهابيين وهم يرتدون زى الجيش والعنوان معروف «انضمام عناصر من الجيش المصرى إلى المقاومة المسلحة، الجزيرة نقلا عن نشطاء «انشقاقات فى الجيش المصرى «أسيوشيتد برس نقلا عن الجزيرة» مئات من الضباط والجنود ينضمون إلى المقاومة الشعبية»، المقاومة الشعبية تنجح فى أسر 1000 جندى مصرى الجزيرة، موقع مصري: حقيقة أسر 1000 جندى مصري».

فى نفس الوقت يقرر أبناؤنا وإخوتنا فى الجيش أن يحرروا الوطن من هؤلاء الدواعش، يذهبون بكل مالديهم معتقدين أنهم فى حرب حقيقية، يصلون إلى الشيخ زويد يجدون الإرهابيين مجموعة لا تزيد عن 300 فرد، ينجح رجالنا فى تصفيتهم، ويرفعون علم مصر معلنين انتهاء الكابوس.

لكن الكابوس لا ينتهى فقد بثت الجزيرة مشاهد مفبركة لاستخدام الجيش أسلحة محرمة دوليا ضد المقاومة الشعبية، ومئات من منظمات حقوق الإنسان تنتقد استخدام القوة المفرطة والأسلحة المحرمة دوليا، البيت الأبيض يطالب كل الأطراف بضبط النفس، مؤكدا رفضه استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، تل أبيب تؤكد حقها الشرعى فى الدفاع عن أراضيها من داخل سيناء إن استلزم الأمر، الأكثر قراءة فى المواقع المصرية « 1- مؤخرة كيم كارديشان تثير أزمة سيناء 2- حقيقة الحرب فى سيناء بين الجيش والمقاومة المسلحة 3- توفيق عكاشة يعلن نجاح كتيبة من الصاعقة المصرية فى اختراق البنتاجون واحتلال امريكا 4- أحمد موسى يكشف تورط البرادعى فى تمويل الإرهابيين بسيناء 6- التسريبات الجنسية للإرهابيين فى سيناء.

الاتحاد الأوروبى يجتمع لوضع حل عاجل للأزمة المصرية، سقوط طائرة إف 16 مصرية على أيدى المقاومة الشعبية «الجزيرة»، يوسف القرضاوي: الله حلل مقاومة الجيش الذى يستخدم القوة المفرطة.

الحمد لله لأننى أكتب اليك هذا المقال بجوار التكييف، ووسط زملائى فى الجريدة منتظرا مدفع الإفطار كى أتناول المحشى والفتة واللحم، وأشاهد مسلسل بكار، الحمد لله أن مصر فيها أبطال استشهدوا حتى لا نرى هذه الأيام، أبطال قالوا «أشهد أن لا إله إلا الله.. كلمة عليها نحيا.. وعليها نموت وبها نجاهد فى سبيل الله.. وعليها نلقى الله إنشاء الله».

الحمد لله لأنهم قالوا «أقسم بالله العظيم، أن أكون جندياً وفياً لجمهورية مصر العربية، محافظاً على أمنها وسلامتها، حامياً ومدافعاً عنها فى البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مطيعاً للأوامر العسكرية، ومحافظاً على سلاحى، لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد».