منال لاشين تكتب : نادى تنظيم إخوانى برعاية جنينة فى الجهاز المركزى للمحاسبات

مقالات الرأي



■ مؤسسو وأعضاء النادى يصرخون على الفيس:30 يونيه انقلاب ومرسى لا يزال رئيسنا الشرعى ■ رئيس الجهاز تجاهل التحذيرات بأن بعض مؤسسى النادى الاجتماعى إخوان وسيقومون باستغلال النادى للترويج للتنظيم ■ هل يمكن أن نصدق تقاريرهم على حكومة لا يؤمنون بها وعلى رئاسة يعتبرون رئيسها اغتصب السلطة؟

فى آخر حوار له أعاد رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات المستشار هشام جنينة التأكيد على موقفه الداعم لثورة 30 يونيه، ولم تكن هذه المرة هى الأولى وأغلب الظن أنها لن تكون الأخيرة، فثمة شكوك بأن المستشار جنينة لم يكن من مريدى ثورة 30 يونيه، ليس لأن الرئيس المعزول مرسى هو من أصدر قرارا بتعيينه رئيسا للجهاز، ولكن لأن المستشار هشام جنينة كان أحد نجوم ما عرف بقائمة استقلال القضاء قبل ثورة 25 يناير، والذى اتضح فيما بعد أن معظم قياداتها من الإخوان أو المؤيدين لهم، وعلى رأسهم الأخوين مكى.

ولذلك من حين لآخر ومن حوار لآخر يشدد المستشار جنينة على تأييده لثورة 30 يونيه، ولكن هل التأييد بالكلام فحسب أم أن هناك أشكالا وطرقا أهم وأخطر لتأييد الثورة والحفاظ عليها من أعدائها وخصومها من تنظيم الإخوان واعوانهم وأنصارهم.

وهل بلغ حب المستشار جنينة لثورة 30 يونيه وحرصه عليها حد التحرك الحقيقى لحماية الثورة داخل الجهاز المركزى للمحاسبات ام أن خصوم الثورة وجدوا رعاية منه لنشر أفكارهم المضادة للثورة فى كل فروع الجهاز بالمحافظات ؟..

طرح هذه الأسئلة لا يتعلق على الاطلاق بوجود معارضين للحكومة أو للرئيس السيسى فالمعارضة جزء من أى نظام سياسى، ومن حق أى مواطن أن يتخذ ما يراه من مواقف سياسية بشرط ألا يخالف الدستور المصرى، ولذلك فنقطة اللاعودة فى علاقة الإخوان بالنظام الحالى هى الاعتراف بثورة 30 يونيه، ولذلك ستصاب بالدهشة حين تعرف أن بعض نجوم وقيادات الجهاز المركزى للمحاسبات، بل بعض مؤسسى وأعضاء نادى الجهاز المركزى للمحاسبات من النشطاء الإلكترونيين على شبكة الإنترنت ضد الثورة ولتأييد مرسى وتنظيمه الارهابى الإخوانى.

1- النادى الإخوانى

منذ أسبوعين كتبت عن نادى الجهاز المركزى للمحاسبات، وقلت إن بعض المخلصين من أبناء الجهاز حذروا رئيس الجهاز من انتماء بعض الأعضاء المؤسسين لتنظيم الإخوان، وكانت فكرة النادى نفسها قد تم طرحها خلال حكم الإخوان، ولكن المستشار هشام جنينة ضرب عرض الحائط بالتحذيرات، ربما لم يدفعه حماسه للثورة للتأكد من صحة التحذير، ربما لم يلحظ أن المسألة تعدت حدود المعارضة السياسية المعترف بها إلى رفض الاعتراف بثورة يونيه من الأساس.

أحد مؤسسى النادى واسمه أحمد عوض له مثل الملايين من المصريين صفحة على الفيس بوك، ومثل الملايين من المصريين يعبر عن آرائه بوضوح لا يقبل الشك أو اللبس، من تعليقاته وتجلياته على الفيس بوك «هل الدكتور محمد مرسى مازال رئيسا للجمهورية حتى الآن» ويصل الباحث الرقابى بأكبر جهاز رقابى إلى إجابة واضحة أنقل نصها «وعليه فإن الدكتور محمد مرسى كان وما زال رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب بإرادة حرة فى انتخابات نزيهة جرت بإشراف وحماية طرفى الانقلاب «القضا والجيش» ويضيف الباحث: إن «الامر الذى يؤكد دستورية الدفاع الذى تمسك به سيادته من عدم اختصاص تلك المحكمة بمحاكمته».

فى تعليق آخر يقول أحد مؤسسى نادى الجهاز: «حكومة الانقلاب تقترض من البنوك أكثر من 67 مليار جنيه و1،2 مليار دولار خلال الشهر الحالى» وتحت عنوان «الانقلابيون» يكتب العضو المؤسس لنادى الجهاز المركزى للمحاسبات «مخرطة الطريق: مضى عليها 6 أشهر والنتيجة أكثر من ألف قتيل وأكثر من 15 ألف معتقل وخراب اقتصادى لا مثيل له وحرب أهلية».

ومن المؤسس إلى عضو مجلس إدارة النادى د. وليد الجوهرى الذى يسير فى صفحته على الفيس بوك على نفس المنوال، والاتجاه السياسى الرافض والمنكر لثورة 30 يونيه، يقول الجوهرى «كم أنت عظيم أيها المصرى أبوذيل، شلالات من الدماء والآلاف من الشهداء والمصابين والمعتقلين تبقى ثورة، إنما إيقاف برنامج باسم يوسف يبقى انقلاب، حافظ على ديلك واوعى الديل يتقطع منك» وفى تعليق آخر يقول الجوهرى «الله يخرب بيت من ازاح هذا الرجل الذى كان سينتشلنا من القاع إلى مصاف الدول المحترمة» وتحت التعليق ينشر الجوهرى صورة كبيرة للرئيس المعزول مرسى مع رئيس باكستان خلال زيارته الوحيدة لباكستان، ومرة ثالثة ينشر الجوهرى أخبارا مغلوطة عن شركة إماراتية تستأجر قلعة صلاح الدين وقلعة قايتباى ومعابد الاقصر.

2- ضرب الحياد

هناك عشرات بل مئات التعلقيات عن الجيش أو حكم العسكر بنص تعبيرهم، هناك أيضا تعليقات خارجة عن حدود الآداب والمهنية خاصة لدى مجموعة تطلق على نفسها ملتقى أعضاء الجهاز المركزى، وهى مجموعة تعتمد صورة رابعة وتوجه اتهامات كثيرة للسيسى وقيادات الجيش المصرى.

والسؤال الذى يتجاهل المستشار هشام جنينة الإجابة عنه هو هل يمكن أن نثق فى حياد هؤلاء المراقبين والباحثين خلال مراقبتهم لأعمال حكومة الانقلاب على حد وصفهم؟ وهل يمكن أن يكون هؤلاء الباحثون محل ترحيب أو تعاون مع الحكومة أو الداخلية أو الجيش أو أى جهة من مؤسسات الدولة ؟ هل لا تؤدى آراؤهم المضادة لثورة 30 يونيه ودستورها ورئيسها وحكومتها ومؤسساتها إلى انحياز ضد أعمال وأفعال الحكومة ومؤسسات الدولة التى تخضع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات؟

بصراحة وعلى بلاطة هل يمكن أن أثق فى حيدة هذا النوع من العاملين بالجهاز المركزى عندما يصدرون تقارير تحتوى على ملاحظات تتعلق بإهدار المال العام فى الحكومة، وهل أثق فى أعمالهم على العام الأسود الذى قضاه الإخوان فى حكم مصر؟

إن رئيس الجهاز المركزى عليه إثبات حماسه لثورة 30 يونيه بشكل عملى وضمان ألا يقوم بعمل رقابى لكل الرافضين للاعتراف بثورة 30 يونيه، وليس بالضرورة أن يتم التنكيل أو فصل مجموعة الانقلاب فى الجهاز المركزى، كل المطلوب من المستشار هشام جنينة التأكد من أن أعمال الرقابة فى الجهاز لا تخضع لهوى سياسى يرى الثورة انقلابا، وهوى وفصيل لا يزال يرى أن مرسى هو رئيسه المنتخب.

وبالمثل يجب على رئيس الجهاز أن يوقف عملية إنشاء النادى العبثية، فليس من المقبول أن يكون بعض مؤسسى وأعضاء مجلس الإدارة الأول أو المؤقت للنادى من الإخوان وممن يرفضون الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيه، لأن تواجدهم فى النادى بالمحافظات يفتح لهم طرقا لنشر أفكارهم تحت حماية الجهاز المركزى للمحافظات، ونحن لن نفتح فروعا لنادى الجهاز المركزى للمحاسبات فى المحافظات كى تتحول وتستخدم كمنابر للدعاية للإخوان وضد ثورة 30 يونيه، وكل ذلك يتم تحت حماية ومظلة أكبر وأهم جهاز رقابى فى مصر، فهذا الوضع يعطى حصانة للإخوان بالنادى، حصانة فى المحافظات التى ستتردد فى اتخاذ أى خطوة ضد النادى الرقابى، وإذا تدخل الأمن للقبض على قيادات إخوانية داخل هذه النوادى أو عضوة بها ستكون مواجهة بين الأمن والجهاز المركزى للمحاسبات.

يا سيادة المستشار احسبها صح وأقرن الأقوال بالأفعال، فليس مقبولا أو معقولا أن تفتح أبواب نادى الجهاز المركزى للمحاسبات بالمحافظات إلى الإخوان، وأن تسلم هذه النوادى تسليم مفتاح إلى من يرون أن ثورة 30 يونيه انقلابا وأن مرسى لايزال الرئيس الشرعى، وليس من اللائق أن تترك النادى وفروعه لمن أهان الجيش المصرى وسخر منه على الفيس بوك.

وبعد كل ذلك تؤكد أنك مؤيد لثورة 30 يونيه.

السؤال الأخير إذا كان هذا هو الحال وأنت مؤيد للثورة امال لو كنت معارض لثورة 30 يونيه كنت هتعمل إيه؟.

مرة ثانية وعاشرة راجع نفسك ومواقفك ياسيادة المستشار فالجهاز المركزى مستقل ولكنه فى النهاية ملك لكل المصريين، وليس من حق فصيل أو مجموعة أن تخطف نادى الجهاز بالمحافظات لصالح أغراضها وأهدافها السياسية.