أحمد شوبير يكتب: تجار الدم وأساتذة النفاق الإعلامى هم أعداء الكرة المصرية

مقالات الرأي




■ كارثة ملعب ليفربول استمرت أمام القضاء 25 عاماً ولم تتوقف المسابقة سوى 15 يوماً

■ أطالب مجلس الوزراء والداخلية برفع أيديهم عن المسابقة وترك إدارتها بالكامل لـ «اتحاد الكرة»

هل سنتوقف عند قرار مجلس الوزراء بعودة الدورى العام أم أننا سنتحرك بكل قوة وجهد كى نضمن عدم توقف النشاط الكروى لأى أسباب مرة أخرى؟ ومن سيكون المسئول فى المستقبل عن حفظ النظام وأيضاً عن استمرار مسابقة الدورى العام لكرة القدم وهل سيكون القرار كالعادة بيد وزير الداخلية أو رئيس مجلس الوزراء أم أننا قادرون فى المستقبل القريب على إيجاد آلية محترمة لإدارة الكرة المصرية..؟ كلها أسئلة تبحث عن إجابات وتعالوا معاً نحاول الإجابة من خلال تجارب الآخرين فمثلاً المعروف للجميع أن أسوأ ظاهرة حدثت فى الملاعب المتحضرة كانت عام 1989 فى مباراة ليفربول مع نوتنجهام فورست والتى أودت بحياة 96 مشجعاً ويومها قامت الدنيا ولم تقعد فى إنجلترا وتباينت ردود الأفعال والاتهامات ما بين الشرطة والجماهير والتنظيم وظلت هذه القضية منظورة أمام القضاء البريطانى حتى تم الحكم فيها بعد 25 عاماً بإدانة الشرطة الإنجليزية وتحملها المسئولية كاملة عن سقوط هذا العدد من الضحايا ولكن لم يجرؤ أحد على المناداة بإيقاف مسابقات الكرة الإنجليزية بل إن مباراة الإعادة بين الفريقين لُعبت بعد 15 يوماً فقط وفاز ليفربول وانتصرت الحياة واستمرار المسابقة، لأن هناك الآلاف بل الملايين فى كل مكان يتوقف رزقهم بل وحياتهم على نشاط كرة القدم الأمر نفسه انطبق على ساحل العاج عندما وقع عدد كبير جداً من الضحايا فى مباراة فى تصفيات كأس إفريقيا ولم يغلق الملعب بل استمرت التصفيات وتأهلت ساحل العاج والغريب أن ساحل العاج كانت طرفاً فى مباراة أمام السنغال بداكار وذهب عدد من الضحايا نتيجة شغب فى الملعب وعاقب الاتحاد الإفريقى السنغال بنقل بعض المباريات خارج ملعبها فى الوقت الذى استمرت الحياة على نفس الملعب وأقيمت المباريات ولم يناد أحد على الإطلاق بإيقاف النشاط، إذن فى أوروبا وإفريقيا وكل أنحاء العالم لابد أن تستمر الحياة عكس عندنا فى مصر فردود الفعل دائماً انفعالية وغاضبة وكل أنواع الإعلام تبدأ مباشرة فى مناقشة القضية منهم من هو عاقل ومنصف ويضع الأمور فى نصابها ومنهم من يركب الموجة ويحاول الاتجار بالحدث لكسب مزيد من الشعبية، لدرجة أننى رأيت مذيعة فى إحدى القنوات تبكى بحرقة وحرارة وتطالب بإيقاف النشاط بينما هى نفسها أكملت حلقاتها دون توقف للحظة واحدة ومذيعة أخرى حاولت أن تقوم بدور البطولة فصرخت على الهواء وخلعت الميكروفون ورفضت استكمال الحلقة وتوقع الجميع غياباً طويلاً لها إلا أننا فوجئنا بها بعد أقل من 48 ساعة تقدم برنامجها وهى تضحك وكأن شيئاً لم يكن.. إذن الإعلام له دور كبير ومؤثر جداً فى توجيه الرأى العام وأول كلمة نسمعها هى لابد من إيقاف الدورى العام أو إلغاء كرة القدم وكأنه قرار بجرة قلم، لذا فأنا أطالب من الآن فصاعداً بأن يرفع مجلس الوزراء ووزارة الداخلية أيديهم عن المسابقة وعن كرة القدم وأن يقوم اتحاد الكرة بدوره كاملاً فى انتظام المسابقات ولابد من الآن من وضع لوائح واضحة وصريحة تتضمن كل أنواع النظام والعقوبات من أجل ضمان عدم إفساد مسابقات الكرة فى مصر لأن أهل الكرة أدرى بمشاكلها وعقباتها وبصرف النظر عن قوة اتحاد الكرة أو ضعفه إلا أن القانون عندما يطبق يرتاح الجميع كما أننى أتمنى ألا يقحم بعض من أعضاء مجالس إدارات الأندية أنفسهم فى الدفاع عن جماهير أو حتى مدربين طالما كان هناك خطأ إذن لابد من العقاب ويكفى أننا نرى مدربين عظاماً وكباراً ولاعبين بمئات الملايين يتم إيقافهم وحرمانهم من المشاركة فى المباريات وتغريمهم بمبالغ مالية طائلة دون أن نسمع كلمة واحدة من إدارات الأندية فقط كل ما يملكونه هو الاستئناف أمام اللجان المنوطة بذلك وتقبل العقوبة تماماً.. مرة أخرى الأمر صعب جداً أن يترك بلا لوائح أو ضوابط تحكمه وإلا فسيتم إيقاف كل أنواع المسابقات وسنبكى بعد ذلك بدلاً من الدموع دماً على ضحايا جدد ونشاط يُقتل بدم بارد ولن نستطيع أبداً أن نعود للمنافسة لا على البطولات الإفريقية للأندية أو المنتخبات ولا على حلم التأهل لكأس العالم ولا حتى على إقامة مسابقات محترمة على أرض مصر طالما ظل تجار الدم وأساتذة النفاق الإعلامى يفرضون سيطرتهم على الكرة فى مصر.