أحمد شوبير يكتب .. اتحاد قدماء المصريين!

الفجر الرياضي



بدون قوانين واضحة وحاسمة ستتأخر الكرة المصرية أكثر وأكثر حتى نصل إلى الدرك الأسفل من مستويات الكرة العالمية، فمصر التى فازت بكل البطولات الإفريقية وتحمل الرقم القياسى حتى الآن، ومصر التى صعدت إلى نهائيات كأس العالم كأول دولة إفريقية، ومصر التى تأهلت إلى الأوليمبياد عام 28 وقت أن كانت إفريقيا كلها لا تعرف معنى كلمة كرة القدم أصبحت الآن مجالاً للسخرية والاستهزاء من الفرق الإفريقية فى كرة القدم، فأصبحنا نخسر من الكونغو وجنوب إفريقيا والنيجر وسيراليون وإفريقيا الوسطى، وأصبحنا نحلم بأن نصبح إحدى الدول التى تتأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية أما كأس العالم فأصبح له رجاله واتحاداته التى تنجح دائماً فى الصعود إليه .

ويكفى أن الكاميرون وهى فى أسوأ حالاتها أصبحت ضيفاً دائماً على كئوس العالم وكوت ديفوار رغم كبر أعمار فريقها فإن نهائيات كأس العالم لا يمكن أن تخلو منها، والجزائر التى عانت كثيراً من أزمات الإرهاب وتوقف النشاط أصبحت المرشح الأقوى للوصول لنهائى إفريقيا وأصبحت أيضاً مثار فخر العرب وإفريقيا فى كأس العالم وكأس إفريقيا وتونس التى استعادت بريقها ورونقها من جديد وفازت على مصر ذهاباً وإياباً بسهولة بالغة فى تصفيات إفريقيا، والمنتخبات المصرية كلها ودعت البطولات الإفريقية من التصفيات فخرجنا من تصفيات بطولة الشباب ونحن نحمل لقبها وودعنا بطولة الناشئين أمام فريق مستسلم من جنوب إفريقيا، وحتى البطولات الإفريقية للأندية لم يعد لنا فيها مكان ولولا الحظ والستر فى نهائى الكونفدرالية ورأس عماد متعب لخرجنا بلا أية بطولات هذا العام .

وعلى الرغم من كل هذه الاخفاقات لم يفكر مسئول رياضى واحد فى إعادة الحسابات من جديد ومحاولة إعادة وضع مصر على الخريطة الكروية، بل إن البعض هاجم الوزير عندما حاول أن يحافظ على المال العام وتم اتهامه بأنه يتدخل فى عمل الاتحاد وهذا تدخل حكومى يستوجب الحساب!! وليته تدخل ليحاسب كل فشل فى أى اتحاد وليس اتحاد الكرة فقط ولكن دعونى أن أتكلم أكثر عن اتحاد الكرة الذى يستفيد من كل خسارة، فمع الخروج المهين من كأس العالم بسداسية تاريخية أمام غانا لم يتحرك أحد للأسف بل أصبحت القضية من يخلف برادلى، وهل هو شوقى غريب أم حسن شحاتة أم حسام البدرى أما محاولة إصلاح الكرة المصرية فعليك بالنسيان، ثم مع الخروج الأكثر مهانة من كأس الأمم الإفريقية أصبحت القضية من يخلف فاروق جعفر مديراً فنياً لاتحاد الكرة ولا أعرف من الأصل كيف تم اختيار فاروق جعفر مديراً فنياً رغم أن نتائجه الأخيرة مع كل الفرق التى تولى تدريبها لا تسر عدواً ولا حبيباً وأصبح السؤال الأكبر كالعادة من يخلف شوقى غريب مصرى أم أجنبى حسن شحاتة أم حسام البدرى ولم نتوقف ولو للحظة واحدة لنحاسب أنفسنا ونحاول إعادة البناء من جديد على أسس وقواعد سليمة وأن نستعين بالتجارب الناجحة وهو ليس عيباً فعندك مثلاً فى إنجلترا قررت وزارة الرياضة بالاشتراك مع الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم دراسة التجربة الألمانية والتجربة البلجيكية لإعادة وضع الكرة الإنجليزية على الخريطة العالمية مرة أخرى على مستوى المنتخبات، على الرغم من أن الدورى الإنجليزى هو أقوى وأعظم الدوريات فى العالم وأن الدورى البلجيكى لا يمكن أبداً أن يقارن بالدورى الإنجليزى ولكن ما حدث مع المنتخب البلجيكى فى السنوات الثلاث الأخيرة دعا مخترعى كرة القدم أن يدرسوا هذه التجربة ويحاولوا تطبيقها على الكرة الإنجليزية لعل وعسى أن تعود المنتخبات الإنجليزية فى الصدارة مرة أخرى ولا يخفى على أحد فى مصر أن اللوائح الإنجليزية صارمة للغاية فلا يمكن لأحد أن ينتقد حكماً أياً كان مركزه أو منصبه ولا يحق لمدرب أن ينتقد زميلاً له فالحماية كاملة لكل عناصر اللعبة هناك وهو نفس الأمر فى كل الدوريات الأوروبية بل وفى كل دول الخليج، أما نحن فى مصر فمازلنا نتشدق بكلمة الريادة وبأننا ملوك اللعبة وبأن مصر هى الأعلى والأفضل ولا أعرف من أين أتوا بهذه الشعارات، فالعالم كله سبقنا على مستوى البطولات فى إفريقيا وعلى مستوى التنظيم واللوائح عربياً وإفريقياً ولم يعد لنا شىء نتباهى به سوى تاريخ نعيش عليه وكأننا مثل قدماء المصريين الذين نعيش على آثارهم حتى الآن فلا لوائح ولا قوانين ولا نظام وكل عام نحن فى مشكلة، مرة مع باسم على ومرة مع مؤمن زكريا وخالد قمر والمرات كثيرة ولا قانون يحكمنا سوى قانون قدماء المصريين، فالاتحاد لا يتعلم من أخطائه ولا يحاول أن يطور من أدائه بل إنه يستفيد من الخسائر فى تقسيم الغنائم والنتيجة مزيد من الإخفاق والسقوط لذلك لا تنتظروا خيراً للكرة المصرية فى السنوات المقبلة طالما ظلت الكرة كما هى وظل رجالها يستفيدون من الخسارة ويعملون للانتخابات المقبلة لمزيد من المكاسب الشخصية.