"بالقذائف والبالطو الأبيض".. ماذا فعلت الصحف القومية في مواجهة كورونا؟

لا يقل دور المؤسسات الصحفية القومية في مصر، أهمية عن بقية مؤسسات الدولة؛ فطالما كان لها دور رئيسي في مواجهة الأزمات، خاصة محاربة الشائعات، ودائمًا كان لها رسالة نابعة من دورها التنويري كأقدم المؤسسات الصحفية في العالم، وذلك ضمن الدور التنويري والداعم للمؤسسات والشعب في مواجهة فيروس كورونا.

دور المؤسسات الصحفية في هذا التوقيت، لا يقل أهمية عن دور كل مؤسسات الدولة في محاربة الوباء؛ والذي يتمثل في محاربة الشائعات وتوعية المواطنين ومساندة مؤسسات الدولة وغير ذلك، وتمثل ذلك في ثناء الرئيس عبدالفتاح السيسي على دور الصحافة والإعلام في هذه الحرب الشرسة.

كانت الصحف القومية من أولى المؤسسات التي اتخذت إجراءاتٍ احترازية حيال الأزمة، وذلك حفاظًا على حياة الزملاء والعاملين بها، أو حتى قيادة مبادرات وطنية لدعم الأطباء ورجال القوات المسلحة والشرطة، وذلك بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للصحافة، والتي بادرت بعقد عدد من الاجتماعات العاجلة، مع رؤساء تحرير تلك المؤسسات لتنظيم الموقف.

"الأهرام" ترتدي البالطو الأبيض وتُضئ مبناها تضامنًا مع الأطباء

ظلت دائمًا سبّاقة؛ فكانت مؤسسة الأهرام أولى المؤسسات الصحفية القومية التي وجهت باتخاذ الإجراءات الاحترازية في مواجهة الفيروس، في 17 مارس الماضي؛ حيث وجه الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة باتخاذ اجراءات احترازية لجميع العاملين بالمؤسسة، وتشكيل خلية أزمة مكونة من المدير العام، ومدير عام الأمن، ومدير عام الإدارة الطبية، ومدير عام إدارة شئؤون المباني، ومدير عام الشئؤون المالية؛ لمتابعة كل الإجراءات الخاصة لنظافة المبنى، وتوفير كافة المتطلبات للإدارة الطبية، وقامت الإدارة بتوفير كواشف حرارية حديثة؛ للتأكد من سلامة العاملين، وكذلك توفير المنظفات والمطهرات بكافة مواقع وقطاعات المؤسسة، كإجراء احترازي لمكافحة انتشار العدوى.

وفي لافتة جديدة، قام مجلس تحرير المؤسسة، يوم الخميس  أبريل، بعقد الاجتماع الصباحي مرتديين البالطو الأبيض، وذلك في حضور الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة، والكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس التحرير، ورؤساء تحرير الإصدارات.

وقامت مؤسسة الأهرام في يوم الخميس 2 أبريل الجاري، بإضاءة مبناها بألوان مختلفة، وذلك تضامنًا مع الأطقم الطبية، وكتبت عبارات مختلفة مثل: "معكم نشعر بالأمان"، و"ملائكة الرحمة"، و"أبدًا لن ننسى"، وذلك في حضور كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وكبار الكُتاب الصحفيين.

  
وقال عبدالمحسن سلامة في تصريحات خاصة إلى "الفجـر"، إن المبادرة التي أطقلتها المؤسسة استهدفت دعم ثلاث فئات تُمثل جيوش مصر الحقيقية في مواجهة الأزمة، وهم الأطباء والقوات المسلحة وقوات الشرطة، مؤكدًا أننا لا نغفل أيضًا الدور الكبير الذي تقوم به الأطقم الطبية من ممرضين ومُسعفين، حتى العاملين بالمستشفيات، بالإضافة إلى رجال الحرب الكيميائية بالقوات المسلحة، ورجال الشرطة الذين يسهرون مساءً بالأكمنة والشوارع لتطبيق الحظر، ويوصلون العمل نهارًا داخل أقسام الشرطة.

"روز اليوسف" تُشهر مدافعها في وجه "كورونا"

وأطقلت بوابة روزاليوسف، حملة لرسامي الكاريكاتير، بعنوان "الريشة في مواجهة كورونا"؛ وذلك لدعم الإنسانية في مواجهة هذا الفيروس القاتل، واختارت روزاليوسف سلاح الكاريكاتير؛ باعتبار أن الرسم ولغة البصر هم رسالة عالمية، لا تحتاج إلى ترجمة أو تعليق، وتتغلب على كل العوائق من لغات أو حدود جغرافية، ووصلت إلى 100 رسمة من 8 دول مختلفة، انضمت لهم السودان والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات والعراق، وغيرها من الدول العربية والأجنبية المختلفة.

وبدأت الحملة بمدافعها الناعمة في محاربة الشائعات، بالإضافة إلى تشجيع وتوجيه الشكر للأطباء "جيش مصر الأبيض"، وأيضًا القوات المسلحة المصرية، ورجال الشرطة، والإعلام.

وقال أيمن عبدالمجيد رئيس التحرير، إن المؤسسة تدرس توفير كافة إصداراتها بنظام الـpdf على موقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى أنها قامت بإضافة مقالات كبار الكُتاب، وانتقت أبرز وأفضل الموضوعات بالأعداد الورقية، وقامت بتوفيرها على البوابة في شكل إلكترونية، وذلك لتشجيع القراء والمواطنين على البقاء أطول وقت في المنزل.

وأعلن "عبدالمجيد" عن تنظيم بوابة روزاليوسف لمعرض "انتصار الحياة"، وذلك بعد الانتصار على جائحة كورونا، وستدعي فيه وزارة الثقافة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من كبار الرسامين، الذين سينتقون 100 رسمة، يتم توثيقها في كتاب لمعركة "ريشة في مواجهة كورونا" التي أطلقتها الحملة.

"دار الهلال" تُطلق حملة للتعقيم والتطهير

وأطلقت اليوم، مؤسسة دار الهلال الصحفية، حملة للتعقيم والتطهير ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك بالتعاون مع أحد الأحزاب السياسية، حفاظًا على حياة وأرواح الزملاء والعاملين داخل المؤسسة، وذلك بحضور عدد من رؤساء تحرير الإصدارات.

وقالت المؤسسة إن ذلك يأتي في إطار خطة الدولة الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، على أن يكون التعقيم بشكل مستمر ودوري، داخل كافة أروقة ومكاتب المؤسسة، وأيضًا داخل المطابع.