بوابة الفجر

طبيب "غلابة بني سويف": وهبت حياتي وعلمي للبسطاء ولم أتقدم لمسابقة "آل مكتوم" (فيديو)

بوابة الفجر

"طبيب الغلابة" الذي تم اختياره ضمن 5 أشخاص في مبادرة "صناع الأمل" العالمية، بدولة الأمارات بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الأمارات، رئيس مجلس الوزارء حاكم دبي، والشيخ حمدان بن راشد ولي عهد دبي، و12 الف شخص من المدعوين، الدكتور مجاهد والذي لم يتقدم للمسابقة بل رشحه أحد مرضاه، قائلا:" شخصيًا لا أحب الظهور الإعلامي، لدرجة أن إحدى القنوات الفضائية حاولت إجراء حوارات معي إلا أنني رفضت.


وأضاف، "فوجئت بترشيحي في مسابقة الإمارات عندما تلقيت اتصالا منهم عدة مرات، ولم استجب للمشاركة معهم إلا بعد وفد منهم وحصلت على فتوى من الأزهر الشريف بعدم حرمانية عرض ما أقوم به، وأحاول إخفائه منذ سنوات خوفًا من شبهة المجاهرة بعمل الخير".

وقال الدكتور مجاهد إ ن أحد المرضى يدعى أحمد أسعد سعداوي مقيم بالكوم الأحمر، هو من قدم لي في المسابقة دون علمي وفاجئني بعدها، ثم تلقيت عدة إتصالات من المسؤولين عن المبادرة بعدها حضر وفد وتم إبلاغي بالتقدم في التصفيات حتى وصلت للتصفيات النهائية وتلقيت دعوة حضوري لإمارة دبي وفوجئت أثناء الحفل الختامي أنني جالسًا بين الدكتور مجدي يعقوب، والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم.

وتابع ابن قرية طلا بمركز الفشن بمحافظة بني سويف، والذي تم اختياره كصانع أمل "رفضت تعييني في القصر العيني وفضلت العمل بقريتي ومدينة سمسطا، من أجل مواجهة المرض ورفع المعاناة على الفقراء، ولمدة 30 عامًا، وقد كرست حياتي لمساعدتهم حتى بلغ عدد الذين يتم توقيع الكشف الطبي عليهم ما بين 200 إلى 250 مريض يوميا، بأجر رمزي بدأ من 3 جنيهات حتى وصل إلى 10 جنيهات حاليا، متابعا:" سعادتي الأكبر حينما يدخل علي مريض غير قادر على العشر جنيهات، وساعتها "بمنجهه" علاج واشاعات وتحاليل، لأن دا مش مني دا من عند ربنا ودا بعتبره الأجر.

وأضاف: "مستمر في خدمة المرضى والعمل الخيري لنهاية حياتي لأني ارى بعيني يوميا ثمرة جهدي وتعبي وأسعد دائما عندما ارى شخص ساعدته او طفل عالجته وأجده سعيدا ووصل لمكانة مرموقة، متابعا:"ربنا عوضني في أبنائيحيث أننى لدي 7 أبناء 6 منهم من الإناث وذكر، 6 منهم بين أطباء وصيادلة، وأساتذة جامعات، ووصلوا لمكانة مرموقة في المجال الطبي، لكن كشفهم غالي إلا أنهم يشاركونني في عملي الخيري".


وأضاف، وصية والدي لي كانت رعاية الغلابة والمحتاجين وفي إحدى المرات قالها لي "وانت طالع من بيتك لعيادتك لا تكذب ولا تسرق حد عشان انت دكتور، المريض بيعطيك نفسه وماله فلابد أن تكون على قدر المسؤولية"، متابعًا "أمنيتي وأملي في الله أن استكمل مشروع المستشفى الخاص بي، وذرع أمل في الناس اللي معندهاش أمل".

وعبر الدكتور مجاهد، عن سعادته البالغة برفع أسم مصر في سماء الإمارات مؤكدًا أنه شعر بالفخر والاعتزاز وأنه في بلده الثاني خاصة بعدما رأى اعلام مصر مرفوعة عالية في شوارع دبي احتفاءً بتكريمه، قائلا "لا أخفيك سرًا أنني شعرت بالسعادة والفخر حينما رأيت عالمًا كبيرًا بحجم وقيمة الدكتور مجدي يعقوب، ذلك الطبيب الإنسان الذي مازال يعطي ويخدم الانسانية دون كلل أو ملل يجلس بجواري أثناء التكريم وفوجئت به يشد على يدي معبرًا عن سعادته لكوني مصريًا مثله لافتا إلى أنه كان من ضمن أحلامه أن يقابل الدكتور مجدي لما لمسه فيه من انسانية وحب للوطن.


وأضاف "لحظة سقوط الدكتور مجدي على منصة التتويج أثناء تكريمه اسرعت تاركا موقعي لمساعدته على النهوض لانني اعتبره رمز لمصر والمصريين".

وقال عادل مصطفى "موظف بالتربية والتعليم بالمعاش" شقيق الطبيب الأكبر، منذ نعومة أظافره ويمتاز الدكتور مجاهد بالذكاء والنبوغ والأخلاق الرفيعة فقد حرص والده على تحفيظه القرآن الكريم في كتاب القرية منذ طفولته فقد حصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة القرية،مرورا بالمرحلة الإعدادية التي قضيناها بمدرسة بمركز سمسطا وكنا نسير على الأقدام لعدم وجود مواصلات وقتها من وإلى القرية، ثم استأجرنا حجرة بمركز الفشن أثناء دراستنا بالمدرسة الثانوية لبعد المسافة بين القرية القريبة من مركز سمسطا والمدرسة الكائنة بمركز الفشن، وكان يحتفظ بالمصحف الشريف ولا يتركه، وأثناء مذاكرتنا لاحظت عبارة كتبها على أحد الكتب وهي "الدكتور مجاهد مصطفى" وبالفعل تحقق ما كان يصبو إليه بالتحاقه بكلية الطب البشري.

وأضاف: بعد حصول الدكتور مجاهد على بكالوريوس الطب تخصص الجراحة العامة والمسالك البولية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بدأ مشواره في المشاركة المجتمعية وصنع الأعمال الخيرية بافتتاح عيادة خاصة بأجر رمزى 2 جنيه، والكشف على الفقراء بالمجان ومن بينهم أهل قريته وبمرور السنوات رفع قيمة الكشف الي 10 جنيهات بعد مطالبة لجنة من الوزارة والنقابة له بضرورة زيادة الكشف لتعدد شكاوي الأطباء ضده وحقدهم عليه، إذ يستقبل المرضى المترددين على عيادته من قريته ومركزي سمسطا والفشن، ويفحصهم ويمنحهم العلاج من صيدلية ابنته ويجرى لهم العمليات الجراحية بالمجان.

وتابع: استكمل مشواره بمساهمات وتبرعات سواء مساحات من الأرض أو آلاف الجنيهات لإنشاء الأبنية والمنشآت الخدمية بقريته ومنها المعهد الديني الازهري وثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية، ومدرستين للفصل الواحد، ومسجد كفر طلا، كما شيد منزلا بالقرية يقيم به مع أسرته ويستقبل به المرضى في أي وقت، ويزور غير القادرين منهم بالمنزل ويفحصهم ويعطيهم " روجته" علاج مزيلة بتوقيعه لصرفها من صيدلية نجلته بمركز سمسطا بالمجان، علاوة على سداد قيمة الخبز لمئات المواطنين من الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية من أبناء قريته ومركز سمسطا ليستفيدوا بنقاط الخبز في استبدالها بالسلع المختلفة.

كما حرص على توفير الملابس الجديدة والمواد الغذائية والإعانات المادية للأيتام خاصة في المواسم والأعياد وبداية الدراسة، بالإضافة إلي تكريمهم ومنحهم الهدايا العينية والمادية في الأول من إبريل اليوم الذي تخصصه الدولة للاحتفال بالطفل اليتيم، علاوة على كفالات الأيتام الشهرية والتبرع للمقبلات على الزواج بأجهزة منزلية ومستلزمات المطبخ لذلك فالدكتور مجاهد يعتبر مثالا للإنسان المسلم المتدين الوسطى الذي وجه جهوده لخدمة مجتمعه ومساعدة الفقراء، وأفتخر به كصديق عمري وأحد أبناء قريتي وعندما شاهدته على شاشة التلفاز أثناء تكريمه في الإمارات سالت دموعي فرحًا.

ويضيف محمود ربيع نجل عمومة طبيب الغلابة "الدكتور مجاهد له 7 أشقاء " 4 رجال و3بنات" ونشأ بمنزل الاسرة بالقرية، لأسرة بسيطة حرص فيها رب الاسرة على تعليم ابنائه جميعا وكان دائما يقول لهم "التعليم هو الجنة والجهل هو النار، مش عايز حد فيكم يبقى فلاح اتعلموا كلكم واللي علمه يوديه أمريكا أنا وراه" وقد حصلوا جميعا على مؤهلات عليا وكان الدكتور مجاهد ذكيا يحب العلم،وحصل على بكالوريوس الطب البشري وفتح عيادة بمركز سمسطا، وتزوج وأنجب كل من مروه مدرس مساعد بالمستشفى الجامعي، منار وهاجر صيدلانيتين، ومني معيدة بقسم الباطنة بالمستشفى الجامعي، خديجة رابعة طب بشري، دعاء ثالثة طب بشري، محمد بالصف الثاني الثانوي العام، وبرغم إقامته بعد الزواج بجوار عيادته إلا أنه لم ينقطع عن القرية واشتهر بتواضعه وتواصله مع الأهالي ومجاملته لهم في المناسبات المختلفة، وحاليا شيد منزلا بمدخل القرية يقيم به مع أسرته ويتردد على عيادته يوميا من السادسة صباحا حتى الخامسة مساء ويتبنى الأطباء الجدد أثناء دراستهم للماجستير والدكتوراه والسماح لهم بالعمل معه في عيادته ولا يبخل عليهم بعلمه، فضلا عن تعليمهم حب الخير والمشاركة في إعانة المحتاجين والتخفيف عن المرضى وتحقيق الرسالة الحقيقية للأطباء.

وتابع: كما شارك في جميع المشروعات التي أقيمت بالقرية فضلا عن كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء وتوقيع الكشف عليهم ومنحهم العلاج وإجراء العمليات الجراحية بالمجان، كما زرع في أبنائه المساهمة في الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء وهذا ما يفعلونه حاليا.