بوابة الفجر

عاجل.. الحكومة السودانية تقرر غلق الحدود مع ليبياً بسبب مخاوف أمنية

الحدود الليبية
الحدود الليبية

قرر مجلس السيادة الانتقالي في السودان الخميس، إغلاق الحدود مع ليبيا وإفريقيا الوسطى، منعاً لعمليات التهريب.
 
وجاء القرار خلال اجتماع دوري للمجلس برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبد الرحمن، عقد بمدينة نيالا، جنوب دارفور .
 
إلى ذلك، أقر المجلس، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية، عددا من القضايا الأمنية والسياسية والاجتماعية والخدمية.

الحدود الليبية مع السودان وتشاد

الموقع الجغرافي لليبيا ووجودها على حدود ست دول أكسباها قيمة استراتيجية في منطقة تعيش على تحولات متسارعة سياسيا وأمنيا، كما جعلاها جزءا من أنشط مسالك التهريب في العالم قبل سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وخاصة بعد إسقاطه ودخول البلاد في حالة من انعدام الأمن وفوضى السلاح الذي ساعدت شبكات التهريب على تقوية نشاطتها واستغلال الوضع القائم لتحقيق أكثر ما يمكن من الربح.

الجنوب الليبي يعتبر من المناطق التي تنشط فيها أكبر عمليات التهريب في المنطقة. البلد في جنوبه أراض واسعة يصعب ضبطها في حالات السلم فما بالك في حالات الحرب والتقاتل المجتمعي. التهريب في جنوب ليبيا استغل كل شيء، السلع، السلاح، الأموال، المخدرات، السيارات، المحروقات، الحيوانات وحتى البشر، بل ربما البشر هم رأس الحربة في عمليات التهريب بين ليبيا ودول الجنوب المجاورة وأساسا السودان وتشاد، باعتبار ليبيا بوابة رئيسية للهجرة نحو أوروبا حيث تنطلق منها سنويا ألاف الرحلات البحرية.

وحول تهريب البشر من الأراضي السودانية عبر ليبيا ذكرت صحيفة "الفايننشل" البريطانية أن هناك طريقا صحراويا في الجنوب الليبي يتخذه المهربون مسلكا لتهريب المهاجرين نحو أوروبا بمقابل مالي يقارب الألفي دولار، مؤكدة أن تلك تعتبر مسلكا مضمونا للمرور لكل الراغبين في الهجرة من إريتريا وأثيوبيا وجنوب السودان وبقية الدول التي مزقتها الحروب. وقد ذكرت الأمم المتحدة أن أرباح تلك الشبكات وصلت سنة 2014 إلى 170 مليون دولار.

الحيوانات أيضا كانت دائما جزءا من عمليات التهريب في الجنوب حيث تدخل وتخرج من ليبيا نحو السودان تشاد المئات من رؤوس الغنم والإبل. وباعتبار أغلب الرعاة في ليبيا من تلك البلدان فإن ضبط تلك العمليات يكون أمرا عسيرا، وهذا الأمر كان لعشرات السنين بين ليبيا وجيرانها ليس في الجنوب لوحده بل على كامل حدود البلاد الستة.

كما تنشط على الحدود السودانية تجارة المخدرات بشكل لافت حيث توجد عصابات تقوم بإدخال الأدوية المخدّرة، آخرها بداية ديسمبر الماضي عندما تمكنت القوات المسلحة في الكفرة من إلقاء القبض على شخص سوداني الجنسية بصدد إدخال 2000 حبة ترامادول كانت مخصصة للترويج داخل ليبيا.

الحدود الليبية التشادية بدورها لم تكن بعيدة عن عمليات التهريب الكثيرة والكبيرة حيث تخرج من ليبيا أرتال من السيارات المليئة بالوقود ويدخل إليها أسبوعيا مئات المهاجرين. ففي شهر ديسمبر الماضي نشرت كتيبة سبل السلام التابعة للقوات المسلحة الليبية صورا عن ثلاث عمليات حجز لكميات كبيرة من الوقود المتجهة إلى تشاد، مجموعها يقدّر بحوالي 200 ألف لتر.

كما توجد عصابات قائمة الذات من الجانب التشادي تنشط في التهريب مستغلة الظروف التي تمر بها ليبيا، وتسيطر على أغلب المسالك، من بينها العصابة التي تقودها التشادية مريم سرّورالتي يعتبرها كثيرون امبراطور التهريب في الجنوب الليبي نظرا لتشابك علاقاتها مع مجموعات ليبية تشترك معها في المصالح وعلى تواصل معها حتى في عمليات الخطف التي قامت بها باعتبار تمركزها في منطق وعرة في الصحراء الجنوبية الليبية، مما جعل إمكانية الوصول إليها صعبة.

التهريب ظاهرة عالمية بالتأكيد، وليبيا لن تكون استثناء في هذه الظاهرة. لكن وجود ليبيا في فضاء جغرافي ساخن، جعلها مركزا هاما من مراكز التهريب العالمي نظرا لتوفرها على إمكانيات اقتصادية ضخمة تساهم في تنشيط عمليات التهريب في مستوى المحروقات والأغذية وأيضا على سواحل ممتدة منفتحة على أوروبا جعلتها قبلة شبكات تهريب المهاجرين غير الشرعيين. ورغم أن كل حدودها تعيش على عمليات تهريب كبيرة، لكن الحدود الجنوبية تشهد أخطر العمليات باعتبارها تشمل المخدرات والأدوية والبشر بسبب صعوبة السيطرة عليها.