بوابة الفجر

قطر تفشل بشق الصف الإماراتي السعودي

محمد بن زايد والعاهل
محمد بن زايد والعاهل السعودي

شهد اليمن خلال الأيام القليلة الماضية أحداثاً متسارعة، وتغيرات عميقة في الخارطة السياسية خصوصاً في عدن، سعت من خلالها أذرع قطر الإرهابية إلى استغلالها للعبث بوحدة الصفوف وزعزعة استقرار البلاد.

حيث إن الادعاءات المغرضة والأنباء الواهية والكاذبة التي عمدت الدوحة لاستخدامها، في محاولة للنيل من وحدة ومتانة العلاقات الإماراتية السعودية، ما هي إلا خطوة بائسة لتعكير صفو العلاقات الأبدية بين الشعبين الشقيقين، لمحاربة الأيادي الإرهابية التي تسعى إلى إحداث خراب في المنطقة.

خندق واحد
حسب موقع "24" الإماراتي، أوضح ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في زيارته الأخيرة للرياض، والتي جاءت تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن "العلاقات بين دولة الإمارات والسعودية كانت ولا تزال وستظل علاقات متينة وصلبة، لأنها تستند إلى أسس راسخة ومتجذرة من الأخوة والتضامن والمصير المشترك".

وأشار إلى أن "الإمارات والسعودية تقفان معاً، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء".

ورداً على سؤال لأحد الصحافيين عن مزاعم بوجود خلافات بين المملكة ودولة الإمارات، رد أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل، خلال مؤتمر صحافي عقده بمنى بعد انتهاء موسم الحج، قائلاً إن "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي".

إشادة بالسعودية والإمارات
ومن جهته، أشاد بعض الإعلاميين والمسوؤليين السياسيين، بالدور الكبير الذي تقدمه الإمارات والسعودية من أجل استقرار وإعمار اليمن.

وقال الكاتب الصحافي هاني مسهور في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، مشيداً بالدور السعودي الإماراتي في تنمية واستقرار البلاد والتضحيات التي قدموها في محاربة العدو الحوثي: "قلناها منذ اللحظة الأولى، ما دامت عند الإمام ابن الإمام سلمان بن عبدالعزيز، وبين يدي عيال زايد الكرام، فابشروا بالخير فمن خالطت دماء أبنائهم دمائكم سيمضون معكم ولن يخذلوكم أبداً".

وكما ثمن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، دور السعودية والإمارات في احتواء أحداث عدن، داعياً إلى توحيد كافة الجهود الوطنية في المعركة الرئيسية لليمنيين وعدم الانشغال بمعارك جانبية بما يضمن استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

وأشار سفير السعودية لدى اليمن، المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، محمد آل جابر، إلى أن المملكة تثمن دور الإمارات في جهود معالجة الأحداث في عدن، وقال إن "الإجراءات التي اتخذت لمعالجة أحداث عدن وتجاوب الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، أكدت متانة العلاقات السعودية - الإماراتية، واتفاق قيادتها على الحفاظ على الدولة واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن".

خطة متناقضة
وفي سياق متصل، أشارت مصادر مسؤولة، إلى أن الخطة القطرية المتخبطة في اليمن مليئة بالتناقضات، فهي تهدف بالأساس إلى استيلاء حزب الإصلاح الإخواني على السلطة، إلا أنها راحت تصوب نحو العلاقات السعودية الإماراتية المتينة وتحاول زعزعتها، انتقاماً من مقاطعتها لها.

وذكرت أن الدوحة قامت بتحريك جحافل الإصلاح والقاعدة للمواجهة مع الجنوبيين عسكرياً، لتضع الشرعية اليمنية التي يستولي الإصلاح على قراراها ويتحكم به على المحك، وليبدو أن قرار التحالف بالتراجع عن دعم الشرعية بات في مأزق.

وكما كشف عضو الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي عادل الشبحي، مخطط جناح وأدوات قطر للتحريض بين المجلس الانتقالي الجنوبي، ودول التحالف العربي، مؤكداً أن القوات الجنوبية ستظل اليد الضاربة للمشروع الإيراني بالمنطقة.

وقال في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "إشاعات وحملات وافتراءات يقودها جناح وأدوات قطر للتحريض بين الانتقالي والتحالف وسيخسأون، القوات الجنوبية ستظل بدعم التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية اليد الضاربة للمشروع الإيراني في المنطقة".

عدم استجابة
وفي خطوة هادفة للتمسك بوحدة الصف الواحد، دعا وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، إلى عدم الاستجابة للشائعات الكاذبة، مؤكداً أنها تهدف لإحداث فتنة وحرب في عدن لا تخدم إلا الحوثيين.

وأعلن عن تنسيق متواصل مع التحالف العربي ممثلاً بالسعودية والإمارات، اللتين أبلغتا الحكومة رسمياً وصراحة رفضهما لمثل هذه الممارسات ورفضهما لمثل هذا البيان المنفلت وغير المسؤول الداعي إلى الفتنة والخراب.

واعتبر الوزير أن الحملة الإعلامية غير المبررة التي تشنها وسائل إعلام إخوانية، بالتزامن مع مساعي تفجير الوضع في المحافظات المحررة، سواء كان ذلك شبوة أو سقطرى أو عدن، ما هو إلا دليل ومؤشر على تنسيق بين جماعة الحوثي والإخوان وبإشراف قطري.

رعاية قطرية
وفي أكتوبر الماضي، أكد وزير الداخلية اليمني حسين عرب، دور قطر في دعم الميليشيات الانقلابية والتنظيمات الارهابية في بلاده، وسط تقارير عن تحالف بين تنظيمي الإخوان والقاعدة برعاية الدوحة.

وكما أفادت مصادر أمنية يمنية أن تحالفاً ثلاثياً يضم تنظيم الإخوان وتنظيم القاعدة وضلعه الثالث الدعم القطري، اتخذ قراراً بتنفيذ هجمات ضد القوات الأمنية في الجنوب وعدن، وأكدت أن الأجهزة الأمنية رصدت لقاءات في شبوة وأبين لقيادات إخوانية وأخرى تنتمي لتنظيم القاعدة، بهدف تنسيق العمل بينهما بتوجيه قطري ضد القوات الأمنية.

وبدوره، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أول تعليق للدوحة على الأحداث اليمنية: "نتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في اليمن، وندعو كافة الأطراف المعنية لوقف الحرب وتجنيب الشعب اليمني مزيداً من المعاناة الإنسانية"، على حد تعبيره.

ورداً عليه، قالت الكاتبة والباحثة نورا المطيري، اليوم: "هذه الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع، دفاع قطر المستميت عن مصالح حزب الإخوان الإصلاحي في الشرعية الممزقة، آخر أوراق قطر في اليمن".

تفاعل كبير
وعبر هاشتاق "الإمارات تحب السعودية"، تفاعل نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تويتر من السعودية والإمارات، حيث أكدوا على متانة العلاقات بين الدولتين تفنيداً للأكاذيب والادعاءات الباطلة التي تسعى لإثارة الفتنة والنيل من وحدة العلاقات الإماراتية السعودية.

وقال سفير الدولة لدى السعودية، الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان: إن "السعودية والإمارات يداً بيد، وسنبقى على ذلك، بحكمة القيادتين ووحدة الشعبين الشقيقين.

وعبر مغرد عن قوة العلاقات بين الدولتين قائلاً "تحاول قطر شق الصف السعودي - الإماراتي، في تجاهل واضح للعلاقة الاستراتيجية التي تربط الشعبين قبل العلاقة السياسية بين الدولتين، وكل ذلك بسبب ما تشعر به الدوحة من إهانة بعد طردها من التحالف العربي الذي خانته لصالح إيران".

وفيما غرد متابع آخر "كإماراتيين متأكدين بأنّ السعودية تحب الإمارات، ومتيقّنين بأنّ السعوديّين يردّدون الإمارات تحب السعودية، ولا عزاء لداعمي الإرهاب، ومن يطبّل لهم، تحالف الإمارات والسعودية أزعج النظام القطري الفاشل".

وكتب آخر "كما قال المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الإمارات مع السعودية، قلباً وقالباً ونؤمن بأن المصير واحد".

كذب وافتراءات
وعلى الرغم من النفي القطري المتكرر، كشفت مصادر يمنية أن الدوحة تمول خلايا إرهابية في جنوب اليمن وعدن تحديداً، عبر أحد البنوك التجارية التابعة لزعيم تنظيم الإخوان حميد الأحمر المقيم في تركيا، وتمد عناصر التنظيم الإرهابي بأسلحة عبر مياه البحر.

وذكرت أن قطر عملت بكل قوة في مسعى لنصرة تنظيم الإخوان المتورط الرئيسي في هجمات الأول من أغسطس الجاري، لكن مع الهدوء وتدخل التحالف العربي لإيقاف نهائي لإطلاق النار في عدن، إلا أن قطر وأدواتها الأخرى تصر على محاولة الوقيعة بين مكونات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، لافتة إلى أن الدوحة مولت إعلاميين وناشطين في عدن لإعداد تقارير كيدية، تزعم وجود خلافات بين مكونات التحالف.

ونقل مصدر إعلامي عن صحافي إخواني قوله: إن "هناك توجيهات صدرت من قطر بالعمل على ترك الأحداث الأخرى والحديث عن وجود خلافات بين مكونات التحالف"، وكما اعترف أحد الصحافيين المقيمين في عدن، أن التعليمات لم تصدر لهم فقط، بل صدرت أيضاً لذباب إلكتروني تموله الدوحة وبعضه تركي، وذلك لفتح المجال أمامهم للحديث عن وجود تلك الخلافات.

وتظل ازدواجية النظام القطري في دعم الإرهاب واستنكاره، ليست مجرد سلوك بل هي منهجية تتحرك فيها ببث الرعب والإرهاب والفوضى، لإثبات حضورها من أجل تنفيذ نزوات حكام دولة فقدوا الاتجاه الصحيح، واندفعوا في مسالك الشر والظلم لشعبهم الذي يخسر ثرواته المالية في مقامرة خاسرة.