بوابة الفجر

كيف استغلت أمريكا غباء "الحمدين" في بيع الغاز المسال؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أعلنت شركة قطر للبترول، عن ضخ استثمارات جديدة في المحطة بقيمة 10 مليارات دولار، وهذا يأتي بعد أن تلقى تنظيم الحمدين درسًا قاسيًا عقب إغلاق محطة استقبال الغاز القطري في ولاية تكساس الأمريكية عام 2010، على وقع اكتشاف ثروة الغاز الصخري الأمريكي، يبدو أن تميم لم يتعلم الدرس جيدًا، ليواصل طريقه في إهدار أموال القطريين.

وذكر الخبير الاقتصادي، عماد الرملي، المتخصص في مجال الطاقة والصناعة، أنه رغم ثورة الغاز الصخري التي شهدتها الولايات المتحدة منذ عام 2005، واتجاهها لمنافسة الغاز القطري في الأسواق العملية، لم يثني ذلك شركة قطر للبترول، عن الاستمرار في فشلها ليكشف مدى غباء التخطيط، والذي استغله الأمريكان لمصلحتهم أفضل استغلال، واستحق أن يطلق عليه غباء قوم عند قوم فوائد.

حماقة الشركة التي يملكها تنظيم الحمدين، جعلتها لم ترى الثورة القادمة، وتأثيرها على سوق الغاز الأمريكي، لتقرر شركة قطر للبترول المضي قدما بإنشاء محطة جولدن باس التي تكلف إنشاؤها 1.7 مليار دولار بولاية تكساس، لتضخ ملياري قدم مكعبة من الغاز يوميا في السوق الأمريكي، وهي كمية تساوي صادرات قطر لعُمان عبر أنبوب الدولفين.

كمية الغاز القطري التي وصلت إلى محطة جولدن باس عام 2010، كانت لتدشين المحطة فقط، حيث أن الولايات المتحدة كانت تغرق في الغاز الصخري خلال ذلك الوقت، ليتوقف كل شيء في المحطة بعد ذلك، حيث كان من الطبيعي إغلاقها في اليوم التالي من بدء تشغيلها، بعد أن استغنى الأمريكيون تماما عن استيراد الغاز المسال القطري.

ومنذ فترة بدأت إدارة المشروع بتقديم الأوراق اللازمة لتحول المحطة من محطة استلام للغاز المسال القطري إلى محطة تصدير للغاز المسال الأمريكي، على أن يضخ الملاك مبلغ 10 مليارات دولار مرة أخرى.

ويشير الخبير المتخصص في الطاقة إلى أن وفرة الغاز المسال الأمريكي، دفع الأمريكيون للدخول في سوق تصدير الغاز المسال للأسواق العالمية، مستهدفة بالدرجة الأولى زبائن قطر التقليديون في شرق آسيا.

ولتسهيل مرور الغاز الأمريكي إلى دول العالم، عملت الولايات المتحدة الأمريكية على توسعة مضيق بنما لاستيعاب مرور سفن نقل الغاز العملاقة، بتكلفة بلغت 5.4 مليار دولار.

ويقول الباحث عماد الرملي إنه كان أمام القطريون خيارات محدودة للتخفيف من خسائرهم في محطة جولدن باس، حيث كان بإمكانهم نقل المحطة إلى موانئ عالمية أخرى، لكن القرار الذي اختارته قطر للبترول بعد مرور 8 أعوام من التوقف، هو تحويل محطة جولدن باس من استقبال الغاز المسال القطري إلى محطة تصدير الغاز المسال الأمريكي، ما عزز قدرات منافسها الجديد، وأعطتها قدرات أكبر لإزاحتها من زبائنها التقليديون في شرق آسيا.

وكانت مؤشرات جديدة برزت عن تزايد الخطر الذي يهدد هيمنة قطر على سوق الغاز الطبيعي المسال في العالم، وذلك في ظل تفاقم عزلتها الخليجية والعربية، بعد ظهور الموردين الأستراليين على ساحة تصدير الغاز المسال في السوق العالمي.

وأظهرت إحصاءات رسمية مطلع ديسمبر 2018 أن أستراليا تجاوزت قطر لتصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم لأول مرة، ومع اشتعال المنافسة بين شركات إنتاج الغاز العالمية، نفذت قطر دمج كيانين لها وهما "غاز قطر" و"رأس غاز" مطلع العام الجاري، في جسم واحد جديد أطلقت عليه "قطر غاز".

وأوضحت البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي للغاز "IGU"، أن أستراليا شحنت في نوفمبر 6.7936 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، في حين صدرت قطر 6.2025 مليون طن.

ومع تزايد الطلب على الغاز الأمريكي، إضافة إلى استثمارتها الضخمة في الغاز المسال الأسترالي الذي أخرج قطر كأكبر دولة مصدرة للغاز المسال العالمي، يبدو أن الأمريكيون يقتربون من الاستحواذ على سوق الغاز المسال العالمي بدلا من قطر بفضل غباء تنظيم الحمدين.