بوابة الفجر

آخر حوار للفنان الراحل سعيد عبدالغني: "هيكل" نصحني ألا أنسى الصحافة

الفنان الراحل سعيد
الفنان الراحل سعيد عبدالغني

أتذكر المكالمة التى أجريتها معه منذ فترة قصيرة بعد تكريمه من المركز الكاثوليكى الذى شهد ظهوره لأول مرة بعد فترة غياب طويلة بسبب ظروفه الصحية، الفنان والصحفى سعيد عبدالغنى الذى توفى الجمعة الماضية، فى تلك المكالمة حكى العديد من الأسرار منها أنه يعكف على كتابة مذكراته الخاصة التى جمعت بين الفن والصحافة.

تحدث أيضا عن سعادته بتكريمه فى الدورة الـ65 لمهرجان المركز الكاثوليكى لكونه مهرجانا عريقا وكبيرا وله كل الاحترام فالفنان دائما ما يحتاج لأن يتذكره الناس والتكريم فى مسيرة أى ممثل مهمة كى يواصل إبداعه وتألقه وليشعر بأن تعبه ومجهوده وصل للناس والوفاء الذى يجعل الفنان يشعر بأن تعبه لم يضع هدرا.

وعن الذين أثروا فى حياته قال: بلا شك الكاتب الصحفى «هيكل» حينما قال لى جملة لم تغب عن بالى لحظة طوال مشوارى وهى «ألا  أنسى إننى صحفى حينما اختار أدوارى»، بمعنى أن اختار أدوارى بعناية ودقة شديدة، وذلك حينما كان رئيسا لتحرير الأهرام.

وكان وقتها سعيد عبدالغنى عائدا من الجبهة حيث كان مراسلا عسكريا بعد النكسة لجريدة الأهرام ولم يستطع الاستمرار بعد رؤيته لعدد كبير من جثث الجنود المصريين ومنهم أصدقاء له فقام هيكل بنقله لقسم الفن وبعدها بدأ مشواره أيضا من خلال المسرح فعمل بمسرحية «القرار» مع الاحتفاظ بعمله الأساسى فى الصحافة.

أما عن أقرب الأعمال الفنية لقلبه قال سعيد عبدالغنى بأنه فيلم «أيام الغضب» وهو الفيلم الذى حصل من خلاله على وسام الدولة من الطبقة الأولى  للفنون كأحسن ممثل دور ثانى والفيلم شارك فيه نور الشريف ويسرا ونجاح الموجى وإخراج منير راضى، وقال بأنه بلا شك هناك العديد من الأعمال المهمة فى مشواره منذ أول أفلامه مع ميرفت أمين بعنوان «الفاتنة والصعلوك» وحتى آخر عمل له وهو مسلسل «ولاد السيدة» عام 2015 ومن بين الأعمال التى يعتز بها أيضا فيلم «العصفور» للمخرج يوسف شاهين و«احنا بتوع الاتوبيس» وفيلم «المذنبون» لسعيد مرزوق فقد شارك فى حوالى 200 عمل فنى بين السينما والمسرح والدراما وفى مذكراته يحكى كواليس مشاركته فى هذه الأعمال واختتم حواره قائلا «سيب لى حكايات أكتبها فى المذكرات».

الفنان سعيد عبدالغنى تعرض فى آخر أيامه لوعكة صحية دخل على إثرها العناية المركزة بأحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة، بعد تعرضه لغيبوبة استمرت لأيام طويلة، فكان يعانى من التهاب رئوى حاد وبسبب حالته الحرجة تم احتجازه بداخل غرفة العناية المركزة على أجهزة التنفس الصناعى وقد منع عنه الأطباء الزيارة لخطورة الحالة وكان يرافقه نجله الفنان أحمد سعيد.