مؤسس "رسالة": "لا نتبع الإخوان.. واتباع اللوائح في مصر أصبح كعبادة البقر"



تعرضت العديد من الجميعات الخيرية في مصر إلى حملات سواء إعلامية أو أمنية وخاصة في أعقاب أحداث الخامس والعشرين من يناير 2011، فتم حظر البعض والتحفظ على البعض الآخر، ولكن يبقى الأمل في البقاء هو الهدف الأسمى لها، والتخلص من الشائعات التي تطال بعضها غاية .

استقبلني الدكتور شريف عبد العظيم- مؤسس جمعية رسالة للأعمال الخيرية وقبل أن نشرع في الحديث دخل علينا شاب في العقد الثالث من عمره ويدعى محمد، مخاطبًا إياي والدكتور عبد العظيم : أنا كنت أظن إن جمعية رسالة تابعة للإخوان، ولكن بعد زيارتي للمقر أحب أقولك أنا آسف يا دكتور، وأنا مش هبخل على الجمعية بجهد أو بمال ، وأخذ يقبل رأسه ويكرر اعتذاره له لاتهامه يومًا بأنه يتبع الإخوان المسلمين.

جلسنا على مقعدين بأحد ردهات المدرسة ووقف إلى جانبنا أحد الشباب ويحمل في يده جهاز لاسلكي وكانه فرد أمن، بابتسامة البيروقراطية واللوائح في مصر أصبحت كعبادة يغمرها سخط تارة، ورضا مرة أخرى، تحدث إلينا الدكتور عبد العظيم قائلًا: البيروقراطية واتباع اللوائح في مصر أصبح كعبادة البقر .

وقال عبد العظيم ردًا على سؤال لماذا لا يوجد فروع للجمعية بسيناء؟ ، نحن لم نتجه يومًا إلى المحافظات وإنما خاطبنا العديد من الناس بمختلف المحافظات لإقامة فروع للجميعة بها، كما أن التعقيدات الأمنية والقانونية تحول دون التوسع.

سألت مؤسس جمعية رسالة هل هناك أي مضايقات أو ملاحقات أمنية لك أو لأي من أعضاء الجمعية أو المتطوعين؟ .

أجاب: لا، ولكن التعقيدات البيروقراطية واللوائح ولن أقول القوانين لأنها لا ترق لذلك هي العائق الأساسي أمامنا، وكذلك تعنت الحكومة معنا .

قلت: هل تقصد بأن الوضع الآن لم يختلف كثيرًا عن فترات حكم مبارك ومرسي ومنصور؟ .

قال: الوضع قائم كما هو وكأن ثورة لم تقم، فكل ما فعلناه أننا أقصينا رؤساء وجئنا بآخرين ولا تزال الدولة تدار بنفس الطريقة .

أمعنت النظر قليلًا في أوراق بيدي ووجهت سؤالًا له: هل قدمت الجمعية أي مساعدات لغزة أو السودان أو ليبيا أو غيرها من المناطق التي تشهد نزاعات أو حروب أو كوارث طبيعية؟ .

همهم قليلًا ثم أجاب: أرسلنا مساعدات مرة واحدة إلى قطاع غزة وكانت في عام 2011، وكانت ضمن مساعدات أرسلتها عدة جهات خيرية .

عدت لأسأله: هل هناك أي مشروعات استثمارية للجمعية؟ .

فأجاب: لا يوجد أي مشروعات استثمارية؛ لأن مفيش وقت واحنا مش ملاحقين على الشغل اللي عندنا، ولا نفكر في الاستثمار حاليًا .

استوقفني سؤالًا كتبته في أوراق كانت بيدي: هل فكرت في الاستعانة بشركات أمن خاصة أو الشرطة لتأمين مقرات الجمعية على غرار جامعة القاهرة وعدد من المنشآت التي اتبعت هذا النهج؟ .

أجاب: أتمنى ألا نصل لهذه المرحلة، أو نضطر لإتخاذ إجراء كهذا ، فقلت: هل تعرضتم للسرقة من قبل؟ ، قال: تعرضنا أكثر من مرة للسرقة، ولم نستطع إسترداد ما سُرِقَ منَّا .

استأنفت توجيه أسئلتي لمؤسس جمعية رسالة قائلًا: هل تأثرت الجمعية سلبًا بالتغيرات السياسية التي لحقت بمصر خلال السنوات القليلة الماضية؟ .

فقال موضحا: بالطبع تأثرنا كثيرًا، فأحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة وما تبعها من شائعات بأننا نتبع جماعة الإخوان، وهذا القول لا أساس له من الصحة، فتقلصت التبرعات التي نتلقاها بنحو 30%، وهذا أثَّر كثيرًا على أنشطة مثل توفير أدوية لمرضى الروماتويد.

يقول البعض إن المستشفيات تبيع الدم المُتَبرَّع به لها، كيف ترى ذلك وتتعامل معه وأنتم تنظمون حملات للتبرع بالدم؟.

كيس الدم الواحد يُكلِّف الحكومة أكثر من مئة جنيه ولذلك تبيعه بأعلى من تكلفته وهذا حقها، بإستثناء بعض المستشفيات الخاصة التي تسعى للمكاسب الفاحشة من بيع الدم، فنحن نعارض ذلك.

وفي سؤال حول اتهام البعض للجمعية بإهدار ملايين الجنيهات على الإعلانات، يقول شريف عبد العظيم : أنفقت في رمضان الماضي 20 مليون جنيه على الإعلانات، وجمعت في هذا الشهر ضعف المبلغ تقريبًا، هناك جهات تنفق أضعاف ما ننفقه على الإعلانات، متسائلًا: لماذا التركيز على رسالة؟ .

وتابع يقول: جمعية رسالة تتميز عالميًا عن باقي الجمعيات والمؤسسات الخيرية نظرًا لضخامة العمل الذي تقوم به وكذلك الانتشار ، مضيفًا أننا نسعى للتوسع في الأنشطة، وأهلًا وسهلًا بأى مبادرة، فرسالة تحتضن نحو ربع مليون متطوع سنويًا، كما يعمل لدى الجمعية نحو 4500 موظف وهو الرقم الأكبر ما بين الجمعيات الخيرية، ولكن تكمن المشكلة في أن رواتب الموظفين قليلة مقارنة بالمؤسسات الأخرى.

سألته عن الشباب بجمعية الرسالة، فقال: لا غبار عليهم أو شبهة ، وتواجهنا بعض المشاكل بسبب توجهات البعض السياسية والدينية، ومن يُعْلِن ذلك صراحة يتم إقصاءه, وعن مجالس الإدارات، قال: لا مكان لمن لا يملك المال في مجالس الإدارة، وعملنا يشترط التطوع، وأخطرت جميع الإدارات بالإبلاغ عن أي شخص ينتمي لأي تيار سياسي أو ديني (إن أعلن ذلك) .

وفي رسالة لطمأنة المتبرعين، قال عبد العظيم : تعالوا شوفوا بنفسكم .