"نبت" أسم تغنى به الحضارة الفرعونية فكانت أول وزيرة عدل وقاضية في تاريخ مصر



شريهان فاروق - ندى البرادعي

تاريخ أول قاضية فرعونية في العالم أكثر من 7 الاف عام

نبت جعلت أسطورة ماعت تسيطر علينا حتى الان

المصري القديم أكد ان وجود المراة يرداف توازن الكون

بنت العشر سنين من الحور العين ، وبنت العشرين نزهة للناظرين ، وبنت الثلاثين جنة نعيم ، وبنت الأربعين شحمًا ولين

مخلوقة رقيقة شفافة .. قلبها به صفاء .. وعقلها فيه دهاء .. عاصفة إن جرح كبريائها .. بركان إن انخدش شموخها ... شمعه ذائبة إن فقدت حبها ...

إنها المرأة ... الأم والأخت والابنة والزوجة والصديقة ... إذًا فهي الحياة ، تغنى بها الشعراء وألهمت الأدباء فنسجوا من أحاسيسهم أبياتًا صمدت أمام النسيان ، فلا يوجد شاعرًا إلا وكان للمرأة نصيب من أبياته ، لما لها من أهمية ودور ومكانة ، وهو ما تجلى واضحًا في الحضارات الإنسانية منذ فجر التاريخ وسجلته البشرية منذ بدايتها . لنجد المرأة منقوشة على جدران المعابد الفرعونية ، ولما كان لدور المرأة أهميه في وقتها ، فنجد أن أول قاضية ووزيرة عدل في تاريخ مصر كانت إمراءة ..كانت القاضية نبت .

فظلت المرأة الفرعونية تحظى بمكانة هامة وأعطيت لها أولوية في جل الميادين فكانت نبت من ضمن النساء التي حكمت بالعدل والمساواة فترأست المحكمة وكانت أحكامها نافذة وقراراتها تصدر وفقا لبنود 'قانون العدالة' المعمول بها فى مصر الفرعونية والموضوع من قبل كبار حكماء ومستشاري ملوك مصر الفرعونية وذلك للفصل بين النزاعات والمعاملات التجارية، ومنها قضايا التركة والميراث والعقارات والبيع والشراء التي تشبه المعاملات التجارية اليومية الحالية.

نبت هى حماة الملك تيتى ذو الشهره و السيط فى تاريخ الفراعنه فله مدون على جداره واحدة من أقدم النصوص الفرعونيه وهى متون الأهرام التى تدور حول فكرتين الحياة فى العالم الآخر و خلق الكـون .

ويعود تاريخ أول قاضيه فى العالم نبت لأكثر من 7 آلاف عام , كانت من الأسرة السادسه وهى أيضاً جدة الملك بيبى الثانى أحد ملوك هذه الأسرة، حيث عثر لها على لوحة فى أبيدوس، وردت عليها ألقابها فهى القاضية «ساب»، وهى الوزيرة «ثاتى» وهى الأميرة الوراثية

جاء عمل نبت كقاضية تحقيقا لأسطورة الآلهة ماعت التي تعني ربة العدالة تتمثل بسيدة تعلو رأسها ريشة الماعت رمز العدالة وينسب لها التحكم في فصول السنة وحركة النجوم وكان اسمها يعني بالهيروغليفية الربة .

أسطورة ماعت لا يزال تأثيرها حتى عصرنا الحالي فهي السبب وراء القول الشهيرة المتعارف عليها حاليا وهى على رأسها ريشة التي تؤكد التميز و الرفعة تم تصوير ماعت آلهة العدالة الأسطورية على جدران المعابد الفرعونية وعلى رأسها ريشة مما يؤكد أن الحضارة المصرية القديمة كرمت المرأة وأعلت من شانها وأعطتها كافة حقوقها.

وقال بسام الشماع عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ان “نبت” كانت أول وزيرة عدل عرفها العالم.

واضاف الشماع ان عمل “نبت”، التي يعني اسمها بالهيروغليفية “الربة”، كقاضية جاءت تحقيقا لأسطورة فرعونية شاعت هي أسطورة الآلهه ماعت، وهي “ربة العدالة الأسطورية”، ومن ضمن ألقابها العدالة والنظام والتوازن الكوني، ما يشير إلى أن المصرى القديم أكد أن وجود المرأة يرادف توازن الكون وسيادة الأمن والسلام.

وتابع الشماع ان أسطورة “ماعت” لا يزال تأثيرها باقيا حتى عصرنا الحالي