اهداف سويف: لن يتم التراجع عن ثورة مصر .. الشعب لا يزال لديه إرادة

عربي ودولي



نشرت صحيفة الجارديان مقالا للكاتبة اهداف سويف اوردت فيه انه يخيم علي القاهرة جوا من الهدوء بعد الانتخابات الرئاسية. يلوح بائعين الاعلام باعلامهم في اشارات المرور : يبيعون الأعلام بنصف السعر، ولكن لا أحد يتوقف . تعلو اصوات السيارات، ليس لديهم صبر ، ويرفضون ان تفسح اي سيارة المجال لأخرى. ينبغي أن يكون أنصار سيسي سعداء ، ولكن يبدو أنهم غاضبين ، يوبخون المارة بدلا من دعوتهم للمشاركة في الفرح .

مثل وحش الخيال العلمي ، يتفكك النظام القديم ليعود مرة أخرى من جديد. في سنوات مبارك الاخيرة، عقد الرئيس التوازن و السلام بين أهله و اتباعهم الرأسماليين من جهة ، والجيش من جهة أخرى. تخدم المؤسسة الأمنية الرئيس و أصدقائه، مع عدم ضياع الحب بينهم وبين الجيش . بينما تخلت الحكومة عن مسؤولياتها في التعليم والصحة و الخدمات الاجتماعية ، اختار الإخوان مسلم أن يعوضوا هذا النقص . انشئت شبكة خاصة بها و لكنها لم تكن قوية بما يكفي لتحدي الحكومة لعرقلة الصفقات على مقاعد في البرلمان وفرص كسب المال.

الآن تتحول لبنات البناء إلى ترتيب جديد . يحاول الجيش بناء الجسور مع المؤسسة الأمنية التي يحتاجون إليها لقمع المعارضة. لقد جعلوا أنفسهم القناة التي ستعبر من خلالها الاموال الخليجية إلى البلاد ، و سوف يتم استخدامها لإنشاء شبكة من رجال الأعمال المقربين. تم تصنيف جماعة الإخوان في يوليو الماضي انها منظمة إرهابية ، ولكن من المحتمل أن تعود مرة أخرى كما كانت قديما لتلعب دور المعارضة.

و تتسائل الكاتبة هل نحن في وضع أسوأ مما كنا عليه قبل 25 يناير 2011 ؟ خسرنا ، للاسف الشديد ، الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا و شوهوا ، و يضيع عشرات الآلاف اعمارهم في السجن الظالم . من الصعب التنبؤ بالفترة المقبلة. ربما يأخذ الرئيس العظة من الانتخابات ، و يعمل علي تحقيق التوازن بين مطالب الشعب مع مصالح مؤيديه . يمكن للناس الذين نزلوا التحرير ليلة الخميس للاحتفال هناك أن يتحولوا بسهولة . وقد أظهرت لنا الثورة تعفن النظام ، و جلبت السخط على السطح. وقد عبر عن ذلك عن رغبة الشباب الشديدة في نظام مختلف ، و تبين أن لديهم القدرة و الطاقة و الابتكار لإنشائه. انهم فقط لا يتسع لهم المجال للمحاولة.