بوروشنكو... ملياردير موالٍ للغرب يعد بإحلال السلام في أوكرانيا

عربي ودولي



يعد الملياردير بترو بوروشنكو الذي جمع ثروته من مصانع الشوكولاتة وحقق فوزا في الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا، باحلال السلام خلال ثلاثة اشهر في الشرق في اوج حركة التمرد، وبتطبيع العلاقات مع فلاديمير بوتين الذي يعرفه جيدا.

كييف: اعلن بوروشنكو الذي فاز بحوالى 54% من الاصوات من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الاثنين انه لن يسمح للانفصاليين الموالين لروسيا بتحويل شرق البلاد الى ما يشبه الوضع في الصومال، مؤكدا في مؤتمر صحافي رغبته في انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي.

ثري وذو شعبية

وبوروشنكو الشخصية المحترمة الذي يبلغ الثامنة والاربعين من العمر، واحد من اغنى عشرة اشخاص في اوكرانيا وواحد من الذين يتمتعون بشعبية كبيرة.

وهو الوحيد من اصحاب الثروات الذي قدم دعمه للتظاهرات المؤيدة لاوروبا في اوكرانيا.

ولا يعتبر بوروشنكو المتخصص في العلاقات الاقتصادية الدولية، مبتدئا في السياسة. فقد كان وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ووزيرا للخارجية ورئيسا للبنك المركزي في عهد فيكتور يوتشينكو الموالي للغرب.

ومن خلال توزيع الشوكولاتة وتوجيه الانتقادات الى الفساد في اوكرانيا، بات بوروشنكو احد ركائز التظاهرات في ساحة الميدان. وعند اعلان ترشحه للانتخابات قال ان الزمن الذي كان فيه رجال السياسة يكذبون على الشعب قد ولى .

تجربة سياسية

ونظرا لتجربته الحكومية السابقة ومعرفته بالمسائل الاقتصادية، يعتقد كثيرون انه قادر على انعاش اقتصاد يواجه تراجعا مخيفا وعلى توحيد بلد ممزق.

ولم يتحدث بوروشنكو الا نادرا على منبر ساحة الاستقلال لكنه صعد الى جرافة لتهدئة النفوس الغاضبة المصممة على اقتحام الشريط الامني حول مقر الرئاسة، وسط هتافات اطلقها عليه المتشددون الذين رشقوه بالشوكولاتة وقطع نقود.

يريد استعادة القرم

وبوروشنكو هو ايضا الرجل الوحيد الذي توجه الى القرم للتفاوض مع القوات الموالية لروسيا التي كانت تحاصر البرلمان المحلي بعد سقوط فيكتور يانوكوفيتش، قبل ان يطرده المتظاهرون.

وقد وعد ب استعادة شبه الجزيرة التي وافقت على التحاقها بروسيا خلال استفتاء اعتبره القسم الاكبر من المجموعة الدولية غير شرعي.

ومنذ ذلك الحين ارتفعت شعبيته بشكل كبير واصبح المرشح الاوفر حظا متقدما على منافسته بطلة الثورة البرتقالية في 2004 يوليا تيموشنكو بفارق ثلاثين نقطة.

إجماع من حوله

ويقول فولوديمير فسينكو الخبير في الشؤون السياسية في مركز بنتا في كييف ان الناخبين يجمعون بالتأكيد على بوروشنكو اكثر مما يجمعون على يوليا تيموشنكو المثيرة للخلاف او على رجال سياسة آخرين اقل خبرة.

واضاف ان شريحة كبيرة من الشعب تريد ان يتولى الرئاسة شخص متمرس لادارة الازمة. وقد اكتسب بوروشنكو خبرته من مناصب حكومية عديدة ويعد رجل اعمال حقق نجاحا كبيرا .

الرجل المناسب

من جهته، قال فولوديمير غورباتش الخبير في المعهد الاوروبي الاطلسي خلال الثورة والحرب يريد اي ناخب من يحميه مثل اب وبوروشنكو اظهر انه مسؤول وحام . واضاف كان في الوقت المناسب وفي المكان المناسب ، ولم يستبعد ان تتراجع شعبيته بعد توليه مهامه.

وفي 2012، عينه الرئيس فكتور يانوكوفيتش وزيرا للاقتصاد. وفي هذه السنة، انتخب نائبا في البرلمان بصفته مرشحا مستقلا وكان ينوي الترشح لرئاسة بلدية كييف قبل الازمة الراهنة.

ويأخذ عليه معارضوه انه لا يملك اي فريق عمل وخلط بين السياسة والمصالح التجارية عندما كان في السلطة.

شبح يانوكوفيتش

وقالت الناخبة رايسا بودليسنيوك الاحد انه رجل من الطبقة الثرية الحاكمة والامر سيكون كما في عهد يانوكوفيتش .

وعبرت عن استيائها من اللقاء الاخير بين بوروشنكو وثري آخر يدعى دمترو فيرتاش الذي ينتظر قرارا قضائيا حول طلب اميركي بتسليمه في قضية فساد مرتبطة باستغلال منجم في الهند.

وخلافا لمعظم الاثرياء في اوكرانيا الذين جمعوا ثرواتهم بصورة مفاجئة في سنوات الفوضى التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي، لا يدين بوروشنكو بثروته إلا لجهوده.

ثروة بلا فساد

فقد بدأ بوروشنكو الذي يتحدر من بولغراد في الجنوب ببيع حبوب الكاكاو ثم اشترى عددا من مصانع السكاكر التي جمعها في وقت لاحق في مصنع روشن العملاق في اوروبا الشرقية. وينتج هذا المصنع سنويا 450 الف طن من الشوكولاتة، كما يفيد موقعه على شبكة الانترنت.

ويمتلك ايضا شركة لصنع السيارات والحافلات واخرى لبناء السفن وشبكة قناة 5 التلفزيونية التي كانت في طليعة الشبكات المؤيدة للاحتجاجات على فيكتور يانوكوفيتش.

وثروة بوروشنكو التي تقدرها مجلة فوربس ب 1,3 مليار دولار، تأثرت خلال الازمة مع روسيا التي منعت استيراد شوكولاتة روشن الشعبية، في خضم التفاوض بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي الذي يعد رجل الاعمال من ابرز مؤيديه.

ودخل بوروشنكو المجاز في الاقتصاد المعترك السياسي في 1998 وشارك في العام 2000 في تأسيس حزب المناطق الذي كان يترأسه فيكتور يانوكوفيتش.

لكنه انضم بعد سنتين الى فريق يوتشينكو، بطل الثورة البرتقالية في 2004 التي اضطلع فيها بدور كبير.