حيل استغلها الأثرياء للاستفادة من جائحة كورونا.. تعرف عليها

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


"فيروس عدم المساواة".. تحت هذا العنوان كشفت مؤسسة أوكسفام الخيرية، المعنية بالتركيز على تخفيف حدة الفقر في العالم، عن مفاجآت تتعلق بزيادة ثروات الأغنياء، منذ تفشي جائحة كورونا، بالقدر الذي يكفي لحماية جميع سكان العالم من الوقوع في الفقر، نتيجة لانتشار تلك الجائحة، إلى جانب تحمل تكلفة اللقاح للجميع.

منذ تفشى جائحة كورونا، التي بدأت فى الصين، أواخر ديسمبر 2019، ثم سرعان ما انتقلت إلى مختلف دول العالم، مخلفة ما يربو على 99 مليون حالة إصابة، بالإضافة إلى أكثر من مليوني حالة وفاة، شهدت بعض الدول أزمات اقتصادية، ترتبت بعضها على إجراءات الغالق الجزئي التي لجأت إليها الحكومات، للتخفيف من آثار الجائحة، خلال موجتها الأولى، وفي بدايات الموجة الثانية، لكن ذلك لم ينعكس على ثروات الأثرياء والأغنياء بالسلب، بل زادت ثرواتهم إلى حد كبير.

مبلغ يمنع الفقر في العالم
وكشفت مؤسسة أوكسفام الخيرية، أن القيمة الإجمالية لثروات 10 من الأغنياء زادت منذ تفشي جائحة كورونا بقيمة 540 مليار دولار، موضحة أن هذا المبلغ يكفي لحماية جميع سكان العالم من الوقوع في الفقر بسبب الجائحة، وتحمل تكلفة اللقاح للجميع.

وأظهر التقرير الذى أصدرته "أوكسفام" أن ثروات الأغنياء وأصحاب المليارات تعادل إنفاق حكومات دول مجموعة العشرين من أجل التعافي من جائحة كورونا، الأمر الذي يتطلب فرض ضرائب على أصحاب تلك الثروات الضخمة، لذلك حثت المؤسسة الخيرية الحكومات من أجل بحث فرض الضرائب.

دعم غير مسبوق من الحكومات
وأوضح التقرير أن الدعم غير المسبوق من جانب الحكومات لاقتصاداتها، أدى إلى انتعاش أسواق الأسهم، وزيادة ثروات الأغنياء وأصحاب المليارات، في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الحقيقي ركودا لم يسبق أن تعرض إليه منذ قرن من الزمن.

وأشار التقرير إلى أنه فى الفترة من 18 مارس الماضي، وحتى 31 ديسمبر 2020، زادت ثروات أصحاب المليارات على مستوى العالم، بقيمة 3.9 تريليون دولار، حتى وصلت الآن إلى 11.95 تريليون دولار، وهو ما يعادل إجمالي ما أنفقته حكومات دول مجموعة العشرين على استجابتها للجائحة.

وتشير تقديرات "أوكسفام" إلى زيادة عدد هؤلاء الذين يعيشون فى الفقر بنحو 500 مليون شخص، نتيجة للظروف التي فرضتها جائحة كورونا، عكس انخفاض معدل الفقر العالمي الذي تحقق على مدى العقدين الماضيين.

تعافي الفئات الأكثر فقرا يستغرق 10 سنوات
وأكدت "أوكسفام" أن تعافي الفئات الأكثر فقرا في العالم من تبعات فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" قد يستغرق أكثر من عقد.

وتعول المؤسسة الخيرية على ما سبق وأشارت إليه في تقريرها، بشأن حث الحكومات المختلفة على بحث فرض ضرائب على أصحاب المليارات والثروات الضخمة، إذ يقول داني سريسكاندراجا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أوكسفام" فى بريطانيا: "نعتقد أن هذه فرصة للقيام بتحرك جذرى لإعادة البناء بشكل أكثر عدلا، والنظر فى ضرائب الثروة، والنظر فى ضرائب الشركات".

وبالإشارة إلى المملكة المتحدة، أكد سريسكاندراجا أن فرض الضرائب يمكن أن يؤدي إلى جمع الملايين.