والدة الشهيد هشام شتا لـ "الفجر": ابني طلب الشهادة وربنا كرمه بيها.. وبقول للسيسي ربنا يقويك

حوادث

بوابة الفجر


على نغمات الأناشيد الوطنية، والسلام الجمهوري، نحتفل اليوم بالذكرى الـ 69 لعيد الشرطة المصرية، وكذلك ثورة 25 يناير، فعند اقتراب تلك المناسبة يدق ناقوص الحزن في قلوب أمهات شهداء الوطن، عند تذكرهن فلذات كبدهن، لا يوقف هذا الناقوص سوى بالاعتزاز بكون نجلهم شهيدًا يتسم بالجدعنة والشهامة والتضحية بنفسه لبقاء وطنه، حتى يحتذى به مثالًا لأبناء الوطن.

ويغمر الحزن قلوب الأمهات علي الفقد ويتوجعن من الحنين إلا أن السعادة لمكانة الشهيد تطبطب علي قلوبهن ليبتسموا إبتسامة الرضا لحملهم لقب أم الشهيد.


فقد شهدت مصر أعوما عصيبة منذ ثورة 25 من يناير، وحتي السنوات الماضية، ومررنا بعمليات غادرة ارتكبها أعضاء تنظيم الجماعة الإرهابية، راح ضحيتها، من أقسموا بالحفاظ على تراب الوطن حتى آخر نفس، فهم خيرهدة ضباط الشرطة المصرية، وبمناسبة الأحتفال بالذكرى ال٦٩ لعيد الشرطة، فتحيي "بوابة الفجر" ذكرى استشهاد النقيب "هشام شتا" الذي استشهد بقسم كرداسة  يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، ليكون أول شهيد تسيل دماءه فدائا لأرض الوطن.

"كانت رغبته وهو اللي اختار كلية الشرطة"

بتلك الكلمات بدأت والدة النقيب الشهيد هشام شتا، شهيد واقعة اقتحام قسم كرداسة، أن رغبة إلتحاق نجلها بأكاديمية الشرطه كانت نابعة منه، وأنه بدء الاستعداد لها عقب اختبارات الصف الثالث الثانوي، وأنها تفاجئت هي ووالده برغبته بالألتحاق بأكاديمية الشرطة، قبل ظهور نتيحة الثانوية العامة، كما عبر لهم عن رغبته في التقدم للكلية الحربية، إذا لم تسمح له الفرصه بالدخول للشرطة فيكون له حظ للإلتحاق بالكلية الحربية، وبالفعل تقدم لمراكز التأهيل للعسكرية، وأخد التدريبات اللازمة، وعقب ظهور نتيجة الثانوية تقدم بأوراقه لكلية الشرطة، وقد نجح في الاختبارات والتحق بالشرطة، بدون أي مساعدات خارجية من أحد.

"فرحنا أنه عاوز يخدم بلده"

هكذا عبرت والدة الشهيد عن سعادتها برغبة نجلها في الإلتحاق بالشرطة فهو بذلك يخدم بلده ووطنه ويحظي علي مكانه جيدة في المجتمع، كما انه يحب تلك الكلية ومن المؤكد أنه سيقوم بعمل عظيم بها.


"كان بيستعد للاختبارات كل يوم كأنه فرحه"

وأضافت والدة الشهيد هشام شتا، ف حوارها مع "الفجر"، أن الشهيد كان يوميًا يضبط المنبه، للذهاب للاختبارات الخاصة بكلية الشرطة، وكان يعود بفرحه عارمه عقب انتهاء اخبتاره، حتي يوم إعلان نتيجة كشف الهيئة، اتصل عم الشهيد بشقيقه وأخبرهم عن نجاح هشام في كلية الشرطة، عندما رأى اسمه بين كشوفات المقبولين.

"كان فرحان فرحة الدنيا بنجاحه"

وتابعت استقبل الشهيد هشام شتا خبر نجاحه باختبارات كلية الشرطة بفرحه عارمه، قائلة: " كان بيتنطط من الفرحه وعمال يحضن فينا ويقول نجحت وكان فرحان فرحه الدنيا".

واستكملت، هو أصغر ابنائي ولديه شقيقان أكدهم مهندس والأخر كيميائي، وهو خريج المدرسة السعيدية، وإلتحق بالشرطة، وانهي الأربع سنوات بشكل ممتاز بدون جزائات أو مصاعب، وعقب تخرجة عام 2009 عمل بقسم أبو النمرس ملازم لمدة عام، وفي العام التالي ترقي لرتبه ملازم أول وعمل بالمباحث بقسم أكتوبر تاني، ثم عمل بقسم كراسة لمدة عامين، حيث نال الشهادة.

"كان حاسس وبيودعنا"

بنبرة يملؤها الحنين تابعت والدة الشهيد هشام شتار حديثها، أنه أستشهد يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، ولم يكن يعلم أن هناك تخطيط لفض الأعتصام، ولكنه علم الفجر، فقام بالإتصال بوالديه للاطمئنان عليهم وأخبارهم، لكي يتخذوا حذرهم.

قائلة:"كان عنده نباطشية ومشي يوم الثلاثاء بالليل الساعه ١١ مساء، وزي م يكون بيودعنا شكله غريب مرضاش ياكل، فضل داخل خارج علي غرفته ٣ مرات، وسألته انت ناسي حاجه يا هشام قالي لا يا ماما، وكانت أول مره اخرج معاه لحد الأسانسير وفضلت واقفه علي باب الأسانسير وخرج تاني من الأسانسير يبص عليا قالي أنتي لسه واقفه قولتله اه يا هشام قالي ادخلي الشقه، وبعديننزل الشارع ووقف يبص علي البلكونه شوية وانا طلعت أبص عليه، كأنه حاسس وكان بيودعنا".

و أردفت والدة النقيب "هشام شتا"، أنه قام بمهاتفتها في يوم استشهادة عند الساعه السابعة والنصف صباحًا، اثناء ذهابها للعمل وكان يديد منها عدم الذهاب خوفًا عليها.

"لما عرفنا أنه استشهد كنا تايهيين ومش عارفين نعمل ايه"

ثواني معدودة من الصمت وشهيق عميق، بدءت والدة الشهيد حديثها بصوت مشحوب، لتستعيد ذكريات يوم الأستشهاد، لتخبرنا أنها قامت بالاتفاق مع نجلها علي تناول طعام الافطار سويا، لأنهم كانوا صائميين، وطلب منها أن تعد لها "ملوخية ونعناع بالليمون"، وبالفعل أعدت المائدة وانتظرته طويلًا لكنه لم يأتي، وقامت بمتابعة الإتصال به حتي الساعه الواحدة وونصف من منتصف الليل، ولكن دون استجابة، مما دفعها للشعور بقلق ورهبه كبيرة، ليقطع تلك الرهبة صوت الهاتف فتتسارع للرد ظنًا بأنه نجلها، ولكن ليس هو بل عمه ليبلغهم خبر استشهاده، قائلا:" اسم هشام علي الشاشة وهو شهيد جرينا نفتح التلفزيون وفعلا لقينا اسمه، وصورته، كنا تايهيين مش عارفين نعمل ايه انا وباباه وربنا بس اللي كان عالم بينا وباللي حسيناه، واستغربت من المواقف دي أنا وهو كأننا حاسين وأول مره يحصل كده وهو رايح شغله وأول مره اقفله ع السلم وأقوله مع السلامة.

" طلبتها ونولتها يا حبيبي"

وكشفت والدة النقيب "هشام"، عن دعائه أثناء قيامة بالعمره، بأنه دعي الله إمام الحرم أن ينول الشهادة، ويفدي بدمائه الوطن.


"بنعمل مسابقات صدقة جارية على روحه"

عقب أستشهاد النقيب هشام شتا، قررت الجهات المعنية بإطلاق إسمه علي أحدي المدارس التابعة لمحافظة الجيزة، تقديرًا لدوره في حماية الوطن وإحياءً لذكراه.

وقالت والدة الشهيد، أنها تتابع مع المدرسة ييين بشكل مستمر وكانوا مع الإدارة وعلي أتصال دائم بالمسؤلين في المدرسة، فهم يعقدون مسابقه للقرآن الكريم صدقه جارية علي روحه، بين بنات المدرسة فهن أمهات المستقبل، وهن من يتولون تربية الجيل القادم.


مضيفة:" كل سنه يوم عيد ميلاد هشام، يوم ١٨ نوفمبر، بنعمل المسابقه للبنات ونمنحهم مكافات مالية وعينيه، وبيشاركنا مسؤلين من الأوقاف ووزارة التربية والتعليم وبنوزع مصاحف وهدايا ماديه وعينية، ومستمرين لمدة ٧ سنوات حتي الآن.


"حق ابني راجع ومنكم لله"

بنبرة يعترمها الحنين، تستكمل والدة الشهيد حديثها لتقول:" حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كانوا السبب، وحق ابني عند ربنا وهو في نعيم الجنة، وفي مرتبة عظيمة، وربنا هو المنتقم".

"الرئيس كرمني.. مبينساش ولاده"

وقالت والدة الشهيد، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قام بتكريمها عام 2015، كما وجهت والدةرسالة للرئيس قائلة:" ربنا يعينك علينا يا ريس انت عملت وبتعمل كتير علشان خاطر البلد وربنا يقويك وتكون مصر دائما أحسن علي إيديك".

لكل الضباط: "اوعوا تخافوا انتم أبطال"

اختتمت والدة النقيب هشام شتا حديثها موجه رسالة لضباط الشرطة، بعدم خوفهم من أي شئ، فهم يعلمون جيدا مدي صعوبة وأهمية عملهم، وهم يخدمون وطنهم، ودعت الله أن يحفظهم.