"بعد ما نشرته الفجر".. مصادر تكشف مفاجآت عن فسيفساء البارون ومشروع صيانة القصر (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


انتشر عدد كبير من الصور التي ترصد حالة قصر البارون إمبان المُفتتح للزيارة منذ سبعة أشهر، وقد وصف ناشرو تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها "مظاهر تلف" في قصر البارون، وقد نشرت الفجر الصور مع توصيف لحالتها وهو الأمر الذي دفع عدد من المصادر للرد والتوضيح وهو ما سنعرضه في التقرير التالي.

ويبدأ المشهد الذي سجلته كاميرا الفجر من بداية السلم المؤدي للمستوى الأول لمدخل القصر، فالبارون إمبان اختار أن يبني قصره فوق ربوه مرتفعة، كي يكون مطلًا على ضاحية "هليوبوليس" التي نعرفها حاليًا بمصر الجديدة، والتي أسسها البارون بالتعاون مع بغوص نوبار باشا.

وعند بداية صعودك للدرج ستبدأ في مشاهدة عدد من الشروخ، والنشع المشبع بالأملاح، وباستمرار التجول حول القصر ستجد أن النشع أو الأملاح منتشرة في ما يقرب من 10 مواضع مختلفة، إضافة إلى تقشير الأسقف في غرفتين من غرف القصر إضافة إلى 3 قطع مفقودة من اللوحة الفسيفسائية فوق سطح القصر.

وهنا بدأت تتعدد أسئلة الفجر للمسؤولين حول أسباب حدوث مثل تلك المظاهر في مشروع لم يمر على افتتاحه أكثر من 7 أشهر وبلغت تكاليفه ما يقرب من 175 مليون جنيه حسبما أعلنت بيانات وزارة السياحة والآثار عند افتتاح القصر.

وكان السؤال الأول عن الفسيفساء الموجودة فوق سطح القصر والتي تعتبر الأضخم بين لوحات الموزاييك في مصر، ولماذا اختفت 3 قطع منها وكيف سيتم تعويضها؟

فكان رد أحد المسؤولين بأن القطع ليست مفقودة وإنما خرجت من أماكنها، وكما نعرف فإن الفسيفساء عبارة عن قطع من الرخام أو من مواد مختلفة ذات ألوان مختلفة صغيرة ويتم ترتيبها لتظهر في شكل بديع، والثلاث قطع التي خرجت من أماكنها موجودة بحوزة المسؤولين عن القصر وسيتم إعادة تركيبهم، كما سيتم عمل حماية للوحة الفسيفساء باستخدام التقنيات الحديثة مثل الزجاج المضاد للكسر أو غيرها من الوسائل العلمية المعروفة.

أما حول ما ظهر من تشققات وأثر للأملاح على جداران القصر الذي لم يمر على افتتاحه عامًا واحدًا، كان رد المصدر بأن هذا طبيعيًا، فبعد انتهاء الترميم يتم إعطاء فرصة للأثر كي يتنفس -حسب تعبيره- فالحجر الجيري من طبيعته أنه طارد للأملاح ويجب أن نترك الفرصة لتلك الأملاح كي تظهر لمعرفة نوعيتها وطريقة علاجها المناسبة، حيث من الخطأ وضع مواد عازلة تمنع خروج الأملاح من الحجر لئلا يتسبب ذلك في تآكل الحجر داخليًا، وقد ظهرت تلك الأملاح ولا زال القصر في فترة الضمان أي أن الشركة القائمة على الترميم هي التي ستقوم بعمليات الصيانة.

ثم كان التساؤل، هل ستظهر تلك الأملاح مستقبلًا، فكان رد المصدر بالطبع ستظهر ولكننا عرفنا نوعيتها وهي أملاح كلوريد الصوديوم، وهي بالمناسبة سهلة العلاج -على حد قوله- على عكس كبريتات الكالسيوم وكربونات الكالسيوم فهي أملاح غير قابله للذوبان عكس كلوريد الصوديوم "ملح الطعام" الذي يقبل الذوبان ف الماء وتسهل عملية التخلص منه بالطرق العلمية المتعارف عليها كالكمادات وغيرها من الأساليب المهنية والعلمية المتعارف عليها، وبعد استلام القصر نهائيًا، -حيث أن ما تم منذ 7 أشهر كان التسليم المبدئي-، سيكون هناك مشروع صيانة دوري للقصر. 

وتساءلت الفجر، لما لم يتم حماية الفسيفساء فوق سطح القصر منذ البداية، فكان الرد أن هناك ما يسمى بالعامل البشري، وهو من أكثر العوامل المؤثرة على سلامة الأثر، فكان لابد من فتح القصر للزيارة خلال فترة الضمان، كي نضع أيدينا على المواضع التي سيؤثر فيها العامل البشري بالضرر، وحيث أن قصر البارون الأعلى زيارة خلال الفترة الماضية، فقد ظهر أثر العامل البشري، وهو ما سيسهم في وضع أسس مشروع الصيانة للقصر.

ثم أتاحت الفجر المساحة للمصدر لإضافة ما يريد فكان منه أن قال، إن القصر سيشرف عليه فريق من المرممين للصيانة الدورية نظرًا للإقبال الشديد من الزوار والذي سيصاحبه بعض المشاكل، مثل أي مكان مفتوح للزيارة، وأضاف أنه لا يوجد ماتخفيه الوزارة وأنها تثمن دور المجتمع المدني المصري الحريص على تراثه وكذا دور الصحافة المصرية الذي تعتبره الوزارة دورًا هامًا للغاية فهي أحد أهم شركاء النجاح، على حد قوله.

وبعد العرض السابق والذي يبرر إلى حد كبير سبب ظهور تلك الصور بهذا الشكل، ويوضح الإجراءات التي سيتم اتباعها لحماية القصر من التلف أو يؤثر في طبيعة زخارفه، حيث أن الترميم الإنشائي للقصر بحالة ممتازة، ننتظر مشروع الصيانة الدورية وننتظر أن نعرف ما هي بنوده، وكيف سيتم العمل به في قصر البارون أحد أهم المعالم السياحية حاليًا في مصر.