دكتور خالد صلاح يكتب: ماذا بعد ترامب؟

مقالات الرأي

بوابة الفجر


سؤال يراود الجميع إبتداء من الفرد العادي إلى الساسة والرؤساء, ولذلك تطّلع كل فرد في جميع أنحاء العالم إلى حفل تنصيب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي.
وبالطبع العالم كله يعرف هوية واسم الرئيس الجديد بعد أن جاءت به انتخابات ساخنة وملتهبة الأحداث وتغيّرت صورة الولايات المتحدة في ذاكرة المتحضرين بسبب ما حدث من مظاهرات واقتحام للكونجرس من قبل أنصار ترامب, والرئيس الأمريكي الجديد: ديمقراطي الهوية وأيوب السياسة الأمريكية بعدما حصل على منصب الرئاسة الأمريكية بعد أربعينن سنة سياسة, نعم فاز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية بعد أربعين عاماً من السياسة حتى أستوت جميع أطعمة المطبخ السياسي على يديه من ريجان إلى كلينتون ومروراً بالبوشين الأب والابن حتى أوباما وأخيراً كان ترامب, ويتطلع العالم بأثره إلى ما سوف تأتي به الأيام القادمة من قرارات وسياسات سوف يتم أتخاذها على يد الرئيس الجديد.
فالكل يتساءل هل سوف تختلف سياسة أمريكا تجاه سوريا من حيث التسوية أو العداء والسعي وراء تقليص النفوذ الإيراني على الأرض السورية والدخول في تشابكات مع القوى المتواجدة على الأرض السورية من روسيا وتركيا وايران وفلول الدواعش والاختيار بين واجب الدول الكبرى تجاه الدول الأقل أم ستدخل أمريكا في تنسيق لتقسيم النفوذ مع المعتدين على الأرض السورية.
ويتساءل البعض هل ستتخذ السياسة الأمريكية موقف حازم ضد تدخلات تركيا العدائية في المنطقة خاصة ليبيا والعراق وسوريا وصفقاتها المشبوهة من الأسلحة إلى الغرب الأفريقي أم ستغض الطرف عن القردوغان رداً لكثير من الأمور والخدمات التوصيل السريع التي قام بها ومازال يقوم بها القردوغان أو من كان قبله في خدمة المصالح الأمريكية وحلفائها وخاصة في فلسطين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهل ستتغير السياسة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية من حيث اتباع سياسة جديدة أم سوف تواصل سياسة لا سلم  ونعم للحرب على الفلسطينيين والاعتداءات المستمرة من الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي تترك القضية الفلسطينية على نار هادئة  لا تستوي إلاً لفم الاسرائليين حتى يرث الله الأرض وما عليها.
ويتساءل البعض أيضا وكلهم إلحاح هل سيكمل جو بايدن سياسة ترامب الصارمة على إيران وفرض عقوبات أخرى لتقليص دورها في المنطقة وخاصة في سوريا والعراق واليمن  أم سوف تتغير السياسة الأمريكية وتتجه إلى خفض توتر العلاقات بين واشنطن وطهران, وهل سوف تكون العلاقة الجديدة لحساب المنطقة أم على حساب وحقوق دول المنطقة.
ولا ننسى اهتمام أوربا أيضا من سياسة الرئيس الأمريكي الجديد من حيث هل سوف تتغير سياسته عن سياسة ترامب والتي أتصفت بانه كان الصديق اللدود الذي تقلبت سياسته مع أوربا بين الارتفاع والانخفاض إبتداء من انسحابه من اتفاقية المناخ إلى القضايا المتعلقة بالاتحاد الأوربي ومصالحه وتعارضها واختلافها مع مصالح الولايات المتحدة الإمريكية.
وأضف الصين واهتمامها بالرئيس الجديد وأهم ما سوف يتخذه من قرارات هل ستكون على طريق الرئيس السابق أم سوف تشهد سياسة مغايرة نحوها.
ولا يقتصر الشغل الشاغل بالرئيس الجديد في خارج أمريكا؛ بل أيضا داخل أمريكا نفسها من حيث القضايا المجتمعية والصحية والتعليمية والاقتصادية وقضايا العنصرية وإجراءات التطعيم من فيروس كورونا.
كل هذه الاهتمامات والتسؤلات تشغل العالم جميعاً في شتى أنحاء الأرض وكلً يغنى على ليلاه من حيث اتفاق واختلاف المصالح.
وكل ما أحب أن أقوله أن السياسة الأمريكية من السياسات التي لا تتغير بتغير رئيس حتى لو كان الرئيس السادس والأربعون, فالسياسة الامريكية مبدأها هو تحقيق المصالح الامريكية أولا وأخيراً, فهي سياسة ليست مع أو ضد؛ بل هي سياسة تقوم على أمريكا ثم أمريكا وبعدها الطوفان.
فالذي يجب أن يشغلنا فقط هو أن نكون ذو قوة في شتى المجالات يحترمنا غيرنا ويحترم استقلال سياستنا وحقوقنا التي نتمتع بها أو ما نطمح إليه ولا تتوقف معيشتنا واختياراتنا على اختيارات غيرنا حتى لو كانت الولايات المتحدة الأمريكية.