صور الآباء المؤسسين وصخرة من القمر.. كيف غيّر بايدن ديكور المكتب البيضاوي؟

تقارير وحوارات

مكتب جو بايدن
مكتب جو بايدن


أيام قلائل مضت على تنصيب الديمقراطى جو بايدن، رئيسا للولايات المتحدة، ليصبح الرئيس السادس والأربعين لأمريكا، خلفا للرئيس السابق دونالد، الذي أخفق في كسب ثقة وتأييد الأمريكيين لفترة رئاسية ثانية، خلال الانتخابات التي جرت في الثالث من شهر نوفمبر الماضي، والتي طالما طعن على نتائجها، وزعم تزويرها، من دون أن يقدم دليلا يثبت صحة مزاعمه، كما غاب عن مشهد تنصيب خلفه، فى سابقة هي الأولى من نوعها بالولايات المتحدة.

وبدأت أولى تغييرات ولمسات بايدن على المكتب الرئاسى، المعروف باسم «المكتب البيضاوى»، في الظهور، على الرغم من قلة الفترة التى قضاها في البيت الأبيض، من خلال إجراء بعض التعديلات على ديكور المكتب، والتخلي عن بعض محتوياته، واستبدال محتويات أخرى.

الزر الأحمر
فمن بين التغييرات التى طرأت على المكتب البيضاوى منذ اليوم الأول لرئاسة بايدن، اختفاء الزر الأحمر، الذى كان موجودا على مكتب الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبحسب تقارير صحفية، اعتمد الرئيس السابق صندوقا خشبيا صغيرا، عليه زر أحمر، فور توليه الرئاسة فى عام 2017، وكان الزر مخصصا لطلب جرعات من الكافيين، فكانت وظيفة الزر الأحمر تتمثل فى طلب مشروب الكولا دايت «الخالى من السكر»، الذى كان معروفا عن ترامب حبه لها، حتى إنه كان يفرط فى تناول الكولا أثناء تواجده فى مكتبه بالبيت الأبيض.

وفور تولى بايدن الرئاسة خلفا لترامب، تخلص من ذلك الزر، وهو ما انقسم فى تفسيره المتابعون، إذ ذهب فريق منهم إلى أنه يرجع إلى عدم تناول بايدن للمشروبات الغازية، وهى فرضية لا تتفق مع تقرير سابق لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية التى قالت إن بايدن خلال فترة ترشحه للرئاسة كان يتناول كميات لا بأس بها من الكولا، بينما ذهب فريق آخر إلى تفسير اختفاء الزر بأنه جاء رغبة من بايدن بإزاحة جميع الأشياء الشخصية المتعلقة بترامب.

سجادة بشعار الرئاسة وصور الآباء المؤسسين
ومن بين التعديلات التى أجراها بايدن على المكتب البيضاوى، وضع سجادة زرقاء، عليها شعار الختم الرئاسى، كانت موجودة بمكتب الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون.

كذلك استعان بايدن بصور لـ«الآباء المؤسسين»، التى تم تعليقها على جدران المكتب البيضاوى، إلى جانب العديد من اللوحات والتماثيل النصفية، فى دلالات رمزية لدعم واحترام الحقوق المدنية ورفض العنصرية.

صخرة من القمر
ومن بين أغرب التغييرات التى طرأت على المكتب البيضاوى بعد تولى بايدن رئاسة الولايات المتحدة، قطعة من صخرة، جلبها طاقم «أبولو 17» من القمر، يقدر عمرها بحوالى 3.9 مليار سنة، حسبما ذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية.

فبداخل المكتب الرئاسى، تم وضع الصخرة بداخل علبة زجاجية، على رف للكتب، لتشكل رمزا يجسد طموحات الأمريكيين التى لا تعرف حدودا.

وتزن الصخرة حوالى 332 جراما، وتحتوى على حفر صغيرة تشكلت تحت ضربات النيازك على ملايين السنين.

وقبل وصوله إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع، عرضت صخرة القمر فى المتحف الألمانى للتكنولوجيا فى برلين.

ويعد بايدن أول رئيس أمريكى يطلب هذه العينة من الفضاء، فى حين أن صخرة من القمر دخلت البيت الأبيض فى عهد كلينتون لدى استقباله رواد فضاء رحلة «أبولو 11».

تنصيب بايدن
وأدى جو بايدن، يوم الأربعاء الماضى، اليمين الدستورية، رئيسا جديدا للولايات المتحدة، خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب.

وانطلقت مراسم تنصيب بايدن، فى الكابيتول الأمريكى، بعد أسبوعين من حصار أنصار ترامب للمبنى، فى غياب الرئيس السابق، الذى طالما طعن على الانتخابات، وشكك فى نتائجها، واتهمها بأنها مزورة، من دون أن يقدم دليلا يثبت صحة مزاعمه.

واعتلى بايدن منصة التنصيب، ووضع يده على نسخة من الإنجيل، تملكها عائلته، وتعود إلى 127 عاما، وقال: "أقسم بأن أخلص فى أداء عملى رئيسا للولايات المتحدة، وسأفعل كل ما يمكننى فعله للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه، فلتساعدنى يالله".

وعقب أدائه اليمين الدستوية، ألقى بايدن خطابه الأول، كرئيس للولايات المتحدة، تحدث خلاله لأكثر من ربع ساعة، موجها رسائل عدة للأمريكيين، حيث شدد بايدن على أهمية الديمقراطية قائلا: «هذا هو يوم أمريكا، هذا هو يوم الديمقراطية، أمريكا اختبرت، وكانت على قدر التحدى، نحن نحتفل بالديمقراطية اليوم، ورغبة الشعب تم سماعها اليوم، الديمقراطية ثمينة، واليوم انتصرت الديمقراطية».

وأضاف: "القصة الأمريكية لا تعتمد على بعض منا، بل علينا جميعا، نحن شعب جيد، ولقد أنجزنا الكثير، لكن لدينا الكثير من العمل".

وتطرق بايدن للحديث عن جائحة كورونا، فقال: "فيروس كورونا أودى بحياة مواطنين يساوون جميع عدد ضحايا أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية، كما أن ملايين من وظائف العمل تم فقدانها".

كما قال بايدن: "هناك صرخة للعدالة العرقية لم تقف عن النداء لمدة 400 عاما، وهى صرخة تحركنا، فالحرية والعدالة للجميع هو مبدأ لن يتم تجاهله بعد الآن، وهناك صرخة للنجاة تأتى من كوكبنا نفسه، هى فى أعلى درجات اليأس" فى إشارة منه إلى ضرورة التحرك لمحاربة التغير المناخى والمشاكل البيئية.

وأكد بايدن أن "هناك ارتفاع فى التطرف السياسى والتطرف اليمينى للبيض والإرهاب الداخلى الذى يجب علينا مواجهته وهزيمته"، لافتا إلى أن هذه التحديات لن تسرق مستقبل أمريكا وروحها، لأن الأمر يحتاج لأكثر من كلمات، ويحتاج أعمق شىء وهو الوحدة.

وشدد بايدن على أنه بالوحدة نستطيع فعل الكثير، نستطيع أن نؤمن للشعب وظائف جيدة، ويمكننا وضع أطفالنا فى مدارس آمنة، كما يمكننا تجاوز الفيروس القاتل، ويمكننا إعادة تأسيس الطبقة الوسطى، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجعل أمريكا قوة عظمى من جديد، مشيرا إلى أن الاختلاف لا يجب أن يكون بداية للتحارب والتناحر ويجب أن نحترم قيم بعضنا، ومضيفا: "سنحتاج يد المساعدة أحيانا، وسيطلب منا مد يد العون فى أحيان أخرى.. هكذا هى الحياة".