الإسرائيليون يشعرون بالحزن على رحيل ترامب ويطالبون يهود الولايات المتحدة بالاعتذار له

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


تباين ردود أفعال الصحف العبرية على رحيله وأحداث الكونجرس

تباينت ردود أفعال الصحف الإسرائيلية على الأحداث التى جرت الأسبوع الماضى فى الولايات المتحدة الأمريكية، واقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونجرس اعتراضاً على قرار المصادقة على إعلان فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن بانتخابات الرئاسة.

قبل اندلاع تلك الأحداث بأيام تطرقت صحيفة معاريف للدور الكبير الذى قام به دونالد ترامب لمصلحة الدولة العبرية، كان أبرزها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بالإضافة للضغوطات التى مارسها على بعض دول المنطقة من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب، وغيرها من الخدمات التى لم يقدمها رئيس أمريكى سابق خلال فترة ولاية واحدة.

وصرح وزير البيئة والاتصالات الأسبق أيوب قرا، أن عددا كبيرا من الإسرائيليين يشعرون بخيبة أمل كبيرة، سببها أن 72% من يهود الولايات المتحدة لديهم إنكار للجميل تجاه ترامب، وقاموا بإعطاء أصواتهم للمنافس جو بايدن.

وخلال لقاء مغلق جمع ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة فى تل أبيب، بأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمنية بالكنيست، وقبل انتهاء فترة ولايته رسمياً، أكد فريدمان أن إدراة بايدن ستسعى للعودة للاتفاق النووى مع إيران الذى تم التوقيع عليه عام 2015، وأشار إلى أن هذا الأمر سيعد خطأً كبيراً، مضيفاً أن وزير الخارجية الأسبق جون كيرى ومستشارة الأمن القومى السابقة سوزان رايس، من شأنهما التأثير بشكل سلبى على سياسة جو بايدن فى هذا الملف.

فى المقابل وصفت البروفيسور رينا عنتى، الخبيرة فى الشؤون القانونية فى موقع زمن إسرائيل، الرئيس الأمريكى السابق ترامب بالمجرم والمتحرش الجنسى والعنصرى والجاهل، وأضافت أنه وجب التذكير أن سلوكه فى نهاية ولايته يعتبر ملخصاً لفترة حكمه العنيفة والسيئة، المشبعة بالتحريض والأكاذيب.

وخلال فترة ولايته ركز ترامب على تحريض مؤيديه وأعطى لهم الشرعية للخروج للشارع كثوار، ووصلت عمليات التحريض إلى ذروتها خلال حملته الانتخابية الأخيرة، وأتبعها بالحديث عن انتصاره وسرقه الانتخابات عندما تبين أنه خسر.

وقارن تقرير صحيفة معاريف بين الأوضاع فى إسرائيل والولايات المتحدة، قائلة بأن نتنياهو كان متورطاً قبل انتخابه فى عمليات تحريضية، وعمل على شق وحدة الجمهور الإسرائيلى.. هذه النوعية من التحريض تسببت من قبل فى اغتيال رئيس حكومة، ولا يزال يواصل نتنياهو فى تحريضه كأداة لترسيخ وجوده فى السلطة، ويتشابه نتنياهو مع ترامب أيضاً فى فكرة السيطرة على جميع مؤسسات السلطة، بداية بوسائل الإعلام مرورا بجهات فرض القانون والمنظومة القضائية بالكامل، ونهاية بالمجلس التشريعى، فهو يخلى السلطة القضائية والسلطة التشريعية من كل مضمون، وينقل صلاحيتهما إلى السلطات التنفيذية، أى إلى سلطته شخصياً.

وفى السياق ذاته أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت فى عددها الصادر صباح الثلاثاء، إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية بدأت الاستعداد لسيناريو وقوع خلافات بينها وبين إدارة بايدن، بسبب جدول الأولويات والسياسة الخارجية التى سينتهجها الحزب الديمقراطى مستقبلاً، ونظراً لاحتساب إسرائيل كتابعة لمعسكر ترامب، ووجود ترسبات قديمة بين نتنياهو والإدارات الديمقراطية، إضافة إلى اعتماد بايدن فى تشكيل إدارته على عدد كبير من الطاقم القديم الذى شغل مناصب رفيعة فى إدارة باراك أوباما.

وفور انتهاء جو بايدن تقريباً من تشكيل إدارته أصدر وزير الدفاع الإسرائيلى بينى جانتس، تعليماته لمسئولى التقديرات بالوزارة وداخل الجيش برسم خريطة للقضايا الأمنية والاستراتيجية التى من المحتمل أن تكون محل خلاف كبير بين الوزارة وبين الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى جانب إصدار توصيات بالمطالب فى إطار التنسيق والتعاون الأمنى المشترك.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك اختلافات واضحة وجوهرية فى طبيعة العمل مع بايدن مقارنة بترامب، وعلى سبيل المثال كان الأخير يميل لاتخاذ خطوات فردية أحادية الجانب اعتمدت فى الأساس على قدرات قام بنسبها إلى نفسه معظم الوقت، مع إشراك القليل من المستشارين الذين كانوا يخشون معارضته، كما اعتاد أيضا العمل كعازف منفرد بمبدأ المكسب والخسارة فقط دون إشراك أحد من حلفائه، وكان يتعمد الدخول فى مواجهات معهم ومع قادتهم، فى مقابل ميل جو بايدن إلى النقاش والتعاون مع حلفائه ومستشاريه بشكل كبير .

وتخشى إسرائيل من عدة نقاط، أبرزها قبول المطالب الإيرانية، وإفساد العلاقات مع السعودية والإمارات، ومنح آمال وأمنيات عبثية للفلسطينيين على حساب إسرائيل.

وفى السياق ذاته تحاول إسرائيل استغلال أيام ترامب الأخيرة فى السلطة إلى أقصى حد، وأعلن نتنياهو اليوم سلسلة من الإجراءات الجديدة لتوسيع المساحة الاستيطانية بالأراضى الفلسطينية المحتلة، ومن المقرر إصدار قرار ببناء 850 وحدة سكنية فى الضفة الغربية _ وفقا لتقرير نشره موقع القناة 20 صباح اليوم الثلاثاء.