مى سمير تكتب: مستقبل ترامب خارج البيت الأبيض

مقالات الرأي



خطة لعمل موقع تواصل اجتماعى ينافس تويتر ومحطة تنافس فوكس نيوز

عقب فشل جهوده القانونية من أجل إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التى أسفرت عن فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن، يبدو أن الرئيس الأمريكى الحالى، الذى سيحمل لقب السابق خلال الأيام المقبلة، يواجه مستقبلا قد يكون ممتلئاً بالمفاجآت غير السارة. 

 حسب صحفيى رويترز جون وايتسايد وستيف هولاند، هناك شيء واحد مؤكد: «تعطش ترامب إلى الأضواء سيضمن أنه لن يسير على خطى الرؤساء السابقين مثل جورج دبليو بوش، الذى فضل الابتعاد عن الأضواء،أو جيمى كارتر الذى اختار الانخراط فى النشاط الإنسانى العالمى، من المرجح أن يكون مستقبل ترامب، مثل رئاسته، صاخباً وصريحاً ووقحاً، لكن مستقبل ترامب، الذى ينضم رسميا إلى نادى الرؤساء السابقين، لن يكون تحت سيطرته بالكامل». 

1- أحلام رئاسية

يفكر نجم تليفزيون الواقع الذى تحول إلى مطور عقارى فى مناورات متعددة للاحتفاظ بالأضواء مسلطة عليه، وقال ترامب-الذى رفض على نحو عملى الاعتراف بهزيمته الانتخابية ويستمر فى تقديم ادعاءات لا أساس لها عن تزوير الأصوات على نطاق واسع- للمقربين له إنه يفكر فى محاولة أخرى لرئاسة البيت الأبيض، حتى أنه ناقش عدم حضور حفل تنصيب بايدن والإعلان عن مشاركته فى انتخابات الرئاسة 2024 فى ذلك اليوم، وهى خطوة من شأنها أن تسمح له بمواصلة مسيرات الحملة الصاخبة التى اشتهر بها سواء فى 2016 أو 2020.

ومن شأن ذلك أن يعقد الحياة لقائمة طويلة من الجمهوريين الآخرين الذين يفكرون فى خوض انتخابات 2024 - بما فى ذلك نائب الرئيس مايك بنس، والسفيرة السابقة فى الأمم المتحدة نيكى هالى وأعضاء مجلس الشيوخ ماركو روبيو وتوم كوتون - الذين يتعين عليهم اتخاذ قرار ما إذا كانوا سيواجهون ترامب أو سيؤجلون هذه الخطوة.

إذا قرر ترامب خوض انتخابات الرئاسة القادمة، فإنه سيكون أول رئيس أمريكى على مدار أكثر من مائة عام يقدم على مثل هذه الخطوة، يسمح دستور الولايات المتحدة بانتخاب الرؤساء لولايتين ولا يشترط أن تكون متتاليتين، جروفر كليفلاند هو الرئيس الأمريكى الوحيد الذى خدم فترتين غير متتاليتين، غادر البيت الأبيض فى عام 1889 بعد هزيمته فى إعادة انتخابه وعاد إلى البيت الأبيض فى عام 1893، وقد شكل ترامب بالفعل لجنة عمل سياسى تسمح له بجمع الأموال وممارسة النفوذ فى الحزب بعد مغادرته منصبه، سواء أصبح مرشحاً أم لا.

كما كانت رغبة ترامب فى الاحتفاظ بنفوذه السياسى واضحة فى تأييده الأخير للحليف المقرب رونا مكدانيل للعمل لفترة أخرى كرئيس للجنة الوطنية الجمهورية، يصوت أعضاء اللجنة الوطنية الجمهورية فى أواخر يناير على ما إذا كان سيبقى مكدانيل رئيسا للجنة فى اختبار مبكر لمدى قوة ترامب ومدى استعداد الجمهوريين لإخضاع الحزب لرغباته.

2- العودة إلى التليفزيون

باعتباره نجمًا تليفزيونيًا واشتهر بتقديم برنامج الواقع «المتدرب»، ناقش ترامب أيضا العديد من المشاريع الإعلامية الجديدة المحتملة لإبقائه فى دائرة الضوء، كما قال المستشارون، بما فى ذلك قناة تليفزيونية أو شركة وسائط اجتماعية للتنافس مع تلك التى شعر بخيانتها له.

قد يقدم ترامب محطة تنافس القناة الإخبارية التلفزيونية فوكس نيوز، حليفة ترامب الوثيقة التى أثارت غضبه منذ الانتخابات لكونها غير داعمة بما فيه الكفاية، على الأقل من وجهة نظره، وصف عدد من العاملين فى البيت الأبيض ترامب بأنه غاضب بشكل خاص من فوكس نيوز لقرارها فى ليلة الانتخابات بإعلان خسارته لولاية أريزونا التى كانت متأرجحة بينه وبين بايدن عندما كانت النتيجة لا تزال غير مؤكدة.

فاز بايدن فى نهاية المطاف بولاية أريزونا، ولكن معظم الشبكات الأخرى لم تعلن النتيجة إلا بعد التأكد منها بشكل كامل. 

يمكن أن يتعاون ترامب مع شبكات الكابل المحافظة الحالية مثل شبكة «وان أمريكا نيوز» أو «نيوزماكس»، والتى ركزت بشكل كبير على الصور الإيجابية لترامب.

كما ناقش ترامب مع المستشارين خطة لبدء شركة وسائط اجتماعية للتنافس مع موقع تويتر، الذى نشر مرارا وتكرارا تحذيرات المحتوى على تغريداته التى تقدم ادعاءات لا أساس لها من الصحة حول تزوير الانتخابات على نطاق واسع.

لكن ترامب يواجه تحديات مالية كبيرة، بما فى ذلك تأثر علامته التجارية نظرا لرئاسته المستقطبة، وخسائر مقتنياته العقارية والسياحية من جائحة فيروس كورونا. 

قدرت فوربس فى سبتمبر أن صافى ثروة ترامب شهد انخفاضا بما يعادل 600 مليون دولار فى العام السابق، إلى 2.5 مليار دولار، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب قد ضمن شخصيا 421 مليون دولار من ديون شركاته.

3- الخطر القانونى

حسب التقرير، يواجه الرئيس الأمريكى المثير للجدل مجموعة من الإجراءات القانونية المدنية والجنائية المتعلقة بأعمال عائلته وأنشطته قبل توليه منصبه، والتى يمكن أن تتسارع بمجرد أن يفقد الحماية القانونية الممنوحة لشاغل المكتب البيضاوى.

بمجرد مغادرته منصبه، سيتعين على ترامب مواجهة العديد من القضايا القانونية، وكلها تشكل خطوة كبيرة لأنه سيفقد الحماية القانونية الممنوحة للرئيس. 

أجرى المدعى العام فى مانهاتن سايروس فانس تحقيقا جنائيا حول ترامب وشركة العائلة، وهى منظمة ترامب، ركز التحقيق فى الأصل على المدفوعات النقدية التى تمت قبل انتخابات 2016 لامرأتين يقال أنهما على علاقة عاطفية مع ترامب، وهو الأمر الذى نفاه الرئيس.

لكن فانس، وهو ديمقراطى، اقترح فى وثائق المحكمة الأخيرة أن التحقيق قد توسع ويمكنه الآن التركيز على الاحتيال المصرفى والضريبى والتأمينى، بالإضافة إلى تزوير السجلات التجارية. ووصف ترامب القضية بأنها تتحرك وفقا لدوافع سياسية.

المدعية العامة فى نيويورك ليتيتيا جيمس، وهى ديمقراطية أيضا، لديها تحقيق نشط عن الاحتيال الضريبى فى شركات ترامب وعائلته، بدأ هذا التحقيق بعد أن قال محاميه السابق مايكل كوهين للكونجرس إن الرئيس قام بتضخيم قيم الأصول لتوفير المال من خلال القروض والتأمين، ثم قام بالتقليل من قيمة نفس الأصول للحد من الضرائب العقارية.

قالت منظمة ترامب إن القضية ذات دوافع سياسية، التحقيق هو تحقيق مدنى، والذى يمكن أن يؤدى إلى عقوبات مالية ولكن ليس السجن.

يواجه ترامب أيضا دعاوى تشهير منفصلة تتعلق بالاعتداءات الجنسية المزعومة، والتى نفى كلاهما، والتى رفعتها امرأتان - إى جين كارول، كاتبة سابقة فى مجلة «ال» النسائية الشهيرة، وسيمر زيرفوس، المتسابقة فى عام 2005 فى برنامج «المتدرب». 

كما رفعت مارى ترامب، ابنة شقيق الرئيس، دعوى قضائية تتهمه فيه واثنين من أفراد أسرته بالاحتيال والتآمر لحرمانها من نصيبها فى إمبراطورية العائلة العقارية.

قد يواجه ترامب أيضا محاكمة جنائية ترفعها وزارة العدل الأمريكية بتهم التهرب من ضريبة الدخل، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا أن ترامب دفع 750 دولاراً كضرائب فيدرالية على الدخل فى كل من 2016 و 2017.

رفض ترامب النتائج التى توصلت إليها التايمز وليس من الواضح ما إذا كان قد انتهك القانون، أى مقاضاة فيدرالية ستكون مثيرة للجدل، كان بايدن حذرا بشأن هذه القضية وشكك فى قيمة مثل هذه الملاحقة القضائية، لكنه قال إنه لن يتدخل فى حكم وزارة العدل.

حسب تصريح تيم كالكينز أستاذ التسويق بجامعة نورث ويسترن، لموقع البى بى سى إن «دونالد ترامب كسر العديد من المعايير أثناء توليه منصب الرئاسة، ومن ثم لا يوجد ما يبرر الاعتقاد بأنه سيتصرف كأى رئيس سابق ممن عرفنا».