تعرف على قصة الشهيدة أنسطاسيا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر




ولدت هذه القديسة بمدينة رومية سنة 275 م من أب وثني واسمه بريتاسطانوس وأم مسيحية اسمها فلافيا، وهذه كانت قد عمدت ابنتها خفية عن والدها، ثم ربتها تربية حسنة، وكانت تغذيها كل يوم بالتعاليم المسيحية، حتى ثبتت فيها ثباتا يعسر معه انتزاعها منها، ولما بلغت سن الزواج زوجها والدها رغم أرادتها من شاب وثني مثله، فكانت تصلي إلى السيد المسيح بحرارة وتضرع إن يفرق بينها وبين هذا الشاب البعيد عن الإيمان، وكانت عند خروجه من البيت إلى عمله، تخرج هي ايضا فتزور المحبوسين في سبيل الإيمان وتخدمهم وتعزيهم، وتقدم لهم ما يحتاجون إليه، ولما عرف زوجها ذلك حبسها في المنزل وجعل عليها حراسا، فكانت تداوم علي الطلب إلى الله والتضرع بالبكاء والانسحاق إن ينقذها من يده، فاستجاب الله طلبتها وقبل تضرعها وعجل بموته، وللحال أسرعت في توزيع مالها علي المساكين والمحبوسين من المعترفين والمجاهدين لأجل الإيمان.

ولما وصل خبرها إلى فلورس الحاكم استحضرها واستفسر منها عن دينها، فأقرت انها مسيحية، فتحدث معها كثيرا، ووعدها بعطايا جزيلة، محاولا إن تعدل عن رأيها، وإذ لم تذعن له عاقبها بعقوبات كثيرة، ولما حار في آمرها أمر بإغراقها في البحر، حيث تركت فى عرض البحر، في مركب مثقوب، هي وما يزيد على المائة من المساجين الوثنيين المحكومين بجرائم شائنة، لكنها نجت بقدرة الله واقتبل المساجين إيمانها بالرب يسوع. ولكهنا صعدت منه سالمة بعناية الرب، ولما علم الأمير بذلك أمر بان توثق بين أربعة أوتاد وتضرب ضربا مؤلما، ثم تطرح في حفرة مملوءة نارا، ففعلوا بها كما أمر فإحترقت وأسلمت روحها الطاهرة فنالت إكليل الشهادة فى 26 كيهك سنة 304 م.

استقرت رفات القدّيسة أنسطاسيا في كنيسة حملت اسمها في القسطنطينية حيث أجرى الرب الله بواسطتها معجزات ويرجع لقبها “المنقذة من السم” أو “المنقذة من السحر”، والبعض يقول “المنقذة من القيود” إلى بعض المعجزات المنسوبة لشفاعتها.