من اغتيال حمدوك للإزالة من قوائم الإرهاب.. 2020 عام الاختبارات الصعبة بالسودان

عربي ودولي

بوابة الفجر


يعتبر عام 2020 رغم قسوته على العالم، إلا أنه كان عاما مختلف علي السودان، خاص بعدما نجحت الثورة السودانية، بتحقيق خطوات هامة وانتصارات لم تحققها الخرطوم طيلة 30 عام من حكم "البشير" للبلاد.

بينما مرت جائحة كورونا بأمان على الشعب السوداني، مقارنة بأرقام الإصابات في باقي دول الوطن العربي، إلا أن سرعة التعافي السياسي كانت بوتيرة أكبر.

محاولة اغتيال حمدوك
كانت أولى محطات عام 2020 مع السودان، هي محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، والتي نجا منها، حيث كانت العبوة التي استهدفت موكب حمدوك، كانت شديدة الانفجار، ووصل قطر آثارها إلى 1500 متر، من عبوة  تزن 750 جراما،  تم زرعها على جانبي الطريق، وهي مصنوعة من مادة أزيز الرصاص.

تسليم كوشيب إلى محكمة الجنايات الدولية
ومن ضمن الحوادث التي غيرت مسار السودان، هو تسليم أول متهم من النظام السوداني إلى محكمة الجنايات الدولية، بدأت محاكمات أول مجرمي الحرب في دارفور وهو المدعو علي كوشيب، قائد ميليشيات الجنجويد في 2004، والذي سلم نفسه للمحكمة.

ويذكر آدم جديد، الوسيط بين علي كوشيب، ومحكمة الجنايات الدولية، عندما سقط نظام الإنقاذ، بدأت أراسل "كوشيب" في ضرورة تسليم نفسه للجنائية الدولية، لعلمي أن النظام العدلي في السودان نظام هش والقضاة معين جزء كبير منهم بشكل فوقي، بما يتعارض مع طرق العدالة وحتى مع القانون السوداني ذاته.

وأكد "جديد"، في حديثه لـ"الفجر"، أنه بدأ مخطط التخلص من "كوشيب" بمنشور بجمع السلاح علي أن يحصر سلاحه وقواته، وينضم للدعم السريع وهو ما رفضه "كوشيب"؛ لأنه اعتبره خطوة لتصفية جنوده ثم تصفيته وبعد رفضه لتنفيذ الأوامر نمت إلي علمه تجهيز عملية عسكرية لاغتياله بقوات من الدعم السريع وقوات المظلات والطيران الحربي علي أن تحدث تلك المداهمة في وادي بردي والأوامر الصادرة للقوات بعدم اعتقاله ولكن تصفيته وحدد يوم ٢٣ يونيو لتنفيذ العملية.

ومن هنا بدأ كوشيب، في التجهيز لتسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية علي أن يدخل إلى دولة إفريقيا الوسطي وهناك يسلم نفسه إلى القوات الأممية.

وأضاف وسيط التسليم، أنه بدأ "علي كوشيب"، رحلته إلى إفريقيا الوسطى وما أن وصلت المعلومات حتي أرسلت قوة لتصفيته وملاحقته ولكنه اشتبك مع تلك القوة وقتل الشخص الموكل إليه تصفيته بعد أن دارت معركة بينهم وبناء على ذلك فتح في الخرطوم ضد "كوشيب" قضية تتهمه فيها بقتل هذا العسكري، لم تكن رحلة "كوشيب" داخل أفريقيا الوسطى سهلة، حيث تم التنسيق الكامل مع مكتب الأمم المتحدة منذ أن وطأت قدماه إفريقيا الوسطى، وذلك حتى وصل لمنطقة براو.

وهناك حدث خلل بعد أن اعتقله مكتب شرطة صغير، في منطقة براو وفي هذا الوقت تم تسريع العملية خوفا من أن يسلمه هذا المكتب إلى السودان وبالفعل تسلمته القوات الأممية الموجودة في إفريقيا الوسطى، والتي تكفلت بنقله إلى لاهاي.

التطبيع مع إسرائيل
أعلن متحدث باسم البيت الأبيض في 23 أكتوبر، أن كل من إسرائيل والسودان ستطبعان علاقاتهما الدبلوماسية بإشراف الرئيس دونالد ترامب، ومهد لتلك الخطوة لقاء جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقرر فيه السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور فوق الأجواء السودانية.

وأعلن ترامب  أن دولة إسرائيل وجمهورية السودان اتفقتا على صنع السلام، وهو كان على اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره السوداني عبدالله حمدوك، والذي وصفه بأنه "سلام في الشرق الأوسط دون إراقة دماء، وأكدت الخرطوم تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وفق ما جاء في بيان ثلاثي صادر عن السودان والولايات المتحدة وإسرائيل نقله التلفزيون الرسمي السوداني.

السلام في السودان
كانت أصعب فصول عام 2020 على الحكومة الإنتقالية، هو الوصول إلى حل في مفاوضات السلام التي أجريت في العاصمة الجنوب سودانية جوبا، وطي صفحة حرب مستعمرة لمدة٣٠ عاما، بل تعود بعض معاركها لخمسينات القرن الماضي، ولكن الأيام الماضية حققت الحكومة المعادلة الصعبة في اتفاق جوبا بمساعدة أصدقاء الشعب السوداني.

ونص الإتفاق كما يروي محمود إبراهيم، رئيس مكتب مصر للحركة الشعبية قطاع الشمال للثلاثة مناطق النيل الأزرق ودارفور وجنوب كردفان على ٤٠٪ من موارد المنطقة وحكم ذاتي و١٠٪ من الحكومة السودانية في المركز، وأهل المنطقة ٣٠٪ من البرلمان، والسلطة المطلقة لسكان المنطقة سواء النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وغرب كردفان، من المكاسب والعودة والتعويضات وفتح التجارة، وإيقاف الحرب من المكاسب الحقيقة.

وتقرر فيه عودة النازحين واللاجئين إلي قريتهم وإعادة التنمية وفتح المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات وتعويض الأسر المتضررة بشكل متساوي، وفقا لكل الأجندة التي طرحت وفق البروتوكولات الثمانية، والسبل لإعاشتهم معيشة هنية، وهي من مكاسب التوقيع على اتفاقية السلام.

رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب
لم ينتهي عام 2020 حتى زف آخر شهر منه بشرى سارة للسودانيين، وهو  رفع اسم السودان رسميا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث أكدت السفارة الأمريكية في الخرطوم أنها شطبت اسم هذه الدولة الإفريقية من القائمة السوداء بعد 27 عاما.