تحالف «الشعب الجمهورى» و«مستقبل وطن» يسيطر على ثلثى «النواب»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



بدأت القوى السياسية والأحزاب الممثلة فى مجلس النواب الاستعداد للفصل التشريعى الجديد والمقرر أن يبدأ انعقاده الأول خلال الأيام القليلة المقبلة، للظهور بشكل أفضل وأداء برلمانى قوى خلال جلسات المجلس.

وتمثلت هذه الاستعدادات فى عقد اجتماعات مكثفة وورش تدريبية للنواب خصوصا الجدد منهم، بهدف إكسابهم خبرة استخدام أدوات الرقابة وكيفية تقديم مشروعات قوانين وغيرها من الأدوار النيابية تحت القبة.

ويأتى حزب مستقبل وطن على رأس الأحزاب التى تستعد لبدء دور الانعقاد الأول، بعقد اجتماعات مكثفة مع النواب الفائزين بالمحافظات للتنسيق فيما بينهم والتحضير لبرلمان 2021، حيث يسعى الحزب صاحب الأغلبية البرلمانية البالغة 316 نائبا إلى أن يكون نوابه أكثر انضباطا والتزاما فى البرلمان من خلال العمل كفريق واحد فى كل ما يخص البرلمان بدءا من عضوية اللجان النوعية حتى تقديم مشروعات القوانين واستخدام أدوات الرقابة.

الاجتماعات التى عقدت بين قيادات الحزب والنواب ركزت على العمل الجماعى، ووفقا لمصادر برلمانية فإن الحزب أصدر عدة تحذيرات لنوابه أبرزها ضرورة اطلاع الحزب أولا على أى طلب إحاطة أو سؤال أو غيره يقدم إلى مجلس النواب، سواء فى اللجان النوعية أو الجلسة العامة، خصوصا فيما يتعلق بالقضايا العامة.

المصادر أضافت إن السبب الرئيسى فى مطالبة الأعضاء بالرجوع للحزب أولاً فيما يخص استخدام الأدوات الرقابية، يأتى من منطلق توحيد جهود النواب للضغط فى سبيل إنجاز الموضوعات الخاصة بهذه الأدوات خصوصا فيما يتعلق بالقضايا العامة، بحيث يكون للحزب موقف ثابت وموحد.

انتخابات اللجان النوعية سيطرت على الأحاديث التى دارت فى الاجتماعات، حيث شدد قيادات الحزب على ضرورة التزام الأعضاء بالتنسيق فيما يخص اللجان النوعية والانضمام لها، وكذلك فى التصويت بانتخابات هيئات مكتب اللجان النوعية المختلفة، حيث سيلتزم كل عضو بالتصويت لصالح مرشحى الحزب على مناصب الرئيس والوكيل وأمين السر لكل لجنة، وشدد الحزب على أعضائه أنه سيتم معاقبة العضو حزبيا حال عدم التزامه بالقواعد التى وضعها.

يذكر أن مستقبل وطن حصل طوال الخمس سنوات الماضية على نصيب الأسد من اللجان النوعية البالغ عددها 25 لجنة، حيث فاز فى دور الانعقاد الخامس برئاسة 11 لجنة وفى دور الانعقاد الرابع 12 لجنة، ويبدو أن القواعد الأخيرة التى وضعها الحزب لأعضائه قد تؤدى إلى حسم أكثر من ثلثى اللجان النوعية بالتزكية فى دور الانعقاد الأول لبرلمان 2021.

المصادر أكدت أن اللقاءات شهدت تشديدات على ضرورة الالتزام بحضور كافة جلسات المجلس، لتفادى الأزمات المتكررة التى شهدها المجلس المنتهية ولايته، بسبب خلو القاعة من النواب أثناء الجلسات العامة، خاصة التى تشهد مناقشة القوانين المهمة.

وسبب غياب النواب المستمر عن حضور الجلسة العامة أزمة لدى الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب خلال السنوات السابقة خاصة عند الحاجة إلى التصويت على مشروعات القوانين التى تطلب أغلبية الثلثين، وهدد أكثر من مرة بتطبيق اللائحة تارة ونشر أسماء النواب المتغيبين فى وسائل الإعلام تارة أخرى.

وتنص المادة (334) على: «إذا تغيب العضو عن حضور جلسات المجلس أو لجانه بغير إجازة أو إذن، أو لم يحضر بعد مضى المدة المرخص له فيها، اعتبر متغيبا دون إذن ويسقط حقه فى المكافأة عن مدة الغياب».

حزب الشعب الجمهورى صاحب أكبر نسبة أعضاء بعد مستقبل وطن بحصوله على 50 مقعدا عقد أيضا اجتماعات ممثالة لنوابه، بمقر مكتب نائب رئيس الحزب أحمد أبوهشيمة فى التجمع الخامس، ودارات نقاشات أيضا حول آلية التنسيق فيما بين النواب والحزب، إضافة إلى الاستقرار على تأسيس بيت خبرة برلمانى، يضم أساتذة فى العلوم السياسية يكون مرجعية للنواب فى تحركاتهم تحت القبة.

فى الوقت نفسه قالت مصادر برلمانية من حزب الشعب الجمهورى إن التحالف الانتخابى بينه وبين مستقبل وطن سيستمر تحت قبة البرلمان وسيتحول إلى تحالف سياسى، مشيرة إلى أنه من المقرر الإعلان عن هذا التحالف فى الجلسات الأولى لمجلس النواب، وفى حالة اكتمال هذا التحالف بقيادة مستقبل وطن، سيسيطر الأخير على نحو ثلثى مقاعد البرلمان.

نواب تنسيقية شباب الأحزاب فى مجلس النواب البالغ عددهم 28 نائبا كان لهم دور فى التحضير للمجلس الجديد، حيث شهدت الأيام الماضية اجتماعات لنواب التنسيقية بمجلسى النواب والشيوخ للتدريب على آليات العمل البرلمانية داخل البرلمان بغرفتيه، حيث عقدت لجنة التطوير والتدريب بالتنسيقية ورشا عملا لتدريب الأعضاء من خلال ورش عمل خاصة بالمجالس النيابية تحت عنوان «نواب بتفيد نواب»، بهدف نقل الخبرات البرلمانية من النواب القدامى لزملائهم الجدد وإعدادهم لفصل تشريعى قوى.

وبحسب النائب الطارق الخولى، أحد المدربين بورشة العمل تضمن برنامج التدريب التعريف باللائحة الداخلية والأدوات الرقابية لكل مجلس، وكيفية استخدامها، بالإضافة إلى التعريف بتاريخ البرلمان المصرى الذى يمتد لأكثر من 150 عاما، كما تضمنت الحديث عن علاقة السلطة التشريعية بباقى السلطات، وكيفية التعامل داخل الجلسات.

وأضاف الخولى أن أبرز الموضعات التى نقشت خلال جلسات التدريب، كانت تفاصيل العمل البرلمانى ووسائل طلب الكلمة، والالتزام بالتقاليد والأعراف البرلمانية، وتكوين المجلس من الداخل ودور كل هيئة داخل المجلس سواء هيئة مكتب المجلس أو اللجان النوعية أو اللجنة العامة ولجنة القيم. يذكر أن مدربى هذا البرنامج، نواب من أعضاء التنسيقية، وهم النواب أحمد زيدان، أكمل نجاتى، محمود القط، محمود بدر، نادر مصطفى.