«الفجر» تخترق وحدة المرأة الآمنة بقصر العينى | الرحلة تبدأ من السادسة صباحًا.. 3 أيام لتحديد الموعد.. و30 حالة فقط يوميًا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



لم تتوقف محاولات مناهضة «العنف ضد المرأة» على العبارات الرنانة أو تخصيص مؤسسة بعينها لبحث الأمر، ففى ظل ارتفاع حالات العنف بين الأزواج والتى تتسبب فى كثير من الأحيان إلى تزايد حالات الطلاق، تجرى محاولات لاحتواء المرأة المعنفة أملًا فى الحفاظ على كيان واستقرار الأسر المصرية، تمثلت فى افتتاح وحدة الاستجابة الطبية للتعامل مع السيدات المعنفات بمستشفى النساء والتوليد بقصر العينى، بحضور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ومايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، وهالة صلاح عميد كلية طب قصر العينى، وإيهاب سليمان رئيس قسم أمراض النساء والتوليد.

وتهدف الوحدة وفق ما تم الإعلان عنه، إلى حماية النساء اللاتى يتعرضن للعنف نفسيًا وطبيًا، حيث تُوجه المرأة حسب حالة العنف التى تعرضت لها سواء بدنياً أو تحرشاً أو غير ذلك، لتجد من يعمل على تشجيعها والتأكيد على حقها فى عدم السكوت عن أى مظهر من مظاهر العنف التى تتعرض لها، بالإضافة إلى تأهيلها نفسيًا.

وبادرت «الفجر» بزيارة تلك الوحدة التى تعد الأولى من نوعها فى تاريخ العيادات داخل المستشفيات الجامعية لمكافحة العنف ضد المرأة، للتعرف على الخدمات التى تقدمها للمرأة المعنفة وكيفية التعامل معها ومدى سرية البيانات.

فتوجهنا إلى مستشفى القصر العينى للنساء والتوليد فى التاسعة صباحًا، لحجز تذكرة دخول، ليؤكد عامل الأمن أن دخول قسم المرأة الآمنة ليس له حجز خاص ويدمج مع تذاكر العيادة الخارجية لقسم النساء والتوليد، وأبلغنا أنه لحجز التذكرة يجب الحضور من السادسة صباحًا لاقتصار الحجز على 30 تذكرة فقط من آلاف المنتظرات منذ صلاة الفجر واللاتى يترددن من كل محافظات الجمهورية.

وبعد ترددنا على المستشفى لمدة ثلاثة أيام لم نتمكن من الحجز سوى فى اليوم الرابع، لتبدأ رحلة الطوابير التى لانهاية لها، حتى تم الوصول إلى وحدة «المعنفات»، ثم بدأت رحلة تساؤلات الممرضات التى لا تنتهى حول نوع العنف الذى تتعرض له، ومن أين تعرفت على الوحدة، وغيرها من الأسئلة الروتينية المعتادة.

تقدمت الممرضة المسئولة عن الوحدة وتدعى «هويدا» وسألت عن تفاصيل المشكلة كاملة، لتتوجه بعدها لزميلتها فى نفس الغرفة وتبدآن بالحديث سويًا عما تعانيه الحالة، غير أن صوتهما رغم انخفاضه لكنه مسموع للحاضرين، ودخلت الطبيبة بعد أن تم استدعاؤها لغرفة المرأة الآمنة والتى كانت مؤهلة بكافة إمكانيات التعقيم والكشف وجهاز السونار.

سألت طبيبة النساء والتوليد والتى تُدعى «مها» الممرضة عن الحالة المعنفة، وشرحت لها الممرضة أن تقوم بملء بيانات الملف الخاص بالحالة وتطرح جميع التساؤلات الخاصة بالعنف، والتى تركزت على العنف الجسدى والجنسى بشكل عام وعما إذا كان هناك آثار للعنف لمعالجتها طبيًا.

ولم تقدم الطبيبة أى نصيحة أو تسأل عن شىء خلاف أسئلة الملف، حيث كانت الطبيبة بمثابة من تحصل على بيانات فقط دون الدخول فى أى تفاصيل، وكأنها تنتظر شكوى طبية عادية، بالرغم من وصف محررة «الفجر» ضرب زوجها لها لمدة 5 سنوات لأتفه الأسباب، وممارسة الأب العنف ضدها للضغط عليها لعودتها منزلها رغم مما تلقاه من إهانة، وتعرضها للضرب بسبب العلاقة الزوجية وطردها من المنزل.

ومع استغلال خروج الطبيبة لإجراء مكالمة هاتفية، تم سؤال الممرضة عن الحالات التى وردت على الوحدة فجاءت بملف يحوى بيانات أول حالة وردت للوحدة، معقبًة: «هى حالة واحدة إللى جات العيادة يوم 3 ديسمبر».

وبفتح الملف والاطلاع على تفاصيل الحالة كاملة، تبين أنها سيدة تُدعى «ن.ع.أ» مواليد 1965 تعرضت لعنف من زوجها بسبب إحدى المشكلات العائلية فقام بضربها حتى تعرضت لجرح فى الرقبة بسبب الخنق وكسر فى الذراع الأيسر.

كما تبين أن زوجها يتعاطى أنواعًا متعددة من المخدرات منها الحشيش والأستروكس، وهذا هو سبب غيابه عن الوعى وقيامه بالاعتداء عليها وتم تحويلها من قسم الطوارئ لتتلقى العلاج المناسب مع تحديد موعد لها لتلقى جلسات أخرى.

وعادت الطبيبة التى قررت إنهاء الجلسة طالما لايوجد جروح أو نزيف، وطلبت ترك رقم الهاتف للتواصل لاحقًا، وبعد مرور 15 يوما لم يتواصل أحد مع المحررة من المستشفى.